إرهاب

خبراء الساحل يحذرون من توسع تهديد داعش في إفريقيا

مصطفى عمر

جنود موريتانيون يؤمنون الحراسة في مركز قيادة فرقة عمل مجموعة دول الساحل الخمس يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، بالقرب من الحدود مع مالي. وشكلت القرى النائية القريبة من الحدود مع مالي فريسة للمتطرفين والجماعات المسلحة الأخرى التي انتشرت في منطقة الساحل بإفريقيا. [توماس سامسون/وكالة الصحافة الفرنسية]

جنود موريتانيون يؤمنون الحراسة في مركز قيادة فرقة عمل مجموعة دول الساحل الخمس يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، بالقرب من الحدود مع مالي. وشكلت القرى النائية القريبة من الحدود مع مالي فريسة للمتطرفين والجماعات المسلحة الأخرى التي انتشرت في منطقة الساحل بإفريقيا. [توماس سامسون/وكالة الصحافة الفرنسية]

نواكشوط، موريتانيا - قال محللون أمنيون إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يشكل تهديدا كبيرا للسلام والاستقرار في إفريقيا، إذ يواصل تجنيد مقاتلين ويسعى لتوسيع دائرة نفوذه.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الإثنين، 19 حزيران/يونيو، الدول إلى "الوقوف موقفا واحدا" ضد التهديد العالمي للإرهاب والتطرف العنيف.

ولفت إلى أن "عناصر القاعدة وداعش في إفريقيا يكسبون موطئ قدم لهم بسرعة في أماكن مثل الساحل ويتجهون جنوبا نحو خليج غينيا"، مشيرا إلى "الإرث الوحشي" لداعش في سوريا والعراق، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي آذار/مارس، التقى أعضاء التحالف الدولي لهزيمة داعش في العاصمة النيجيرية نيامي لمناقشة سبل مواجهة تهديد داعش في دول غرب إفريقيا الساحلية ومنطقة الساحل وشرق إفريقيا ووسط وجنوب إفريقيا.

هوائي شركة هاتف محلية بعد أن دمره متطرفون مشتبه بهم خلال هجوم في 9 حزيران/يونيو 2022 في جوروول جنوب غرب النيجر، بالقرب من حدود بوركينا فاسو. [بوريما حماة/وكالة الصحافة الفرنسية]

هوائي شركة هاتف محلية بعد أن دمره متطرفون مشتبه بهم خلال هجوم في 9 حزيران/يونيو 2022 في جوروول جنوب غرب النيجر، بالقرب من حدود بوركينا فاسو. [بوريما حماة/وكالة الصحافة الفرنسية]

وصادقوا على خطة عمل مجموعة التركيز الإفريقية التي تهدف إلى تعزيز أمن الحدود وجمع البيانات البيومترية الخاصة بالإرهابيين المعروفين والمشتبه بهم، إضافة إلى حماية أدلة ساحة المعركة واستخدامها ومواجهة دعاية تنظيم داعش وأعمال التجنيد والتمويل الخاصة به.

وتأتي الإجراءات المكثفة ولا سيما الإدراج الأخير لعضو بارز في داعش بمنطقة الساحل على القائمة السوداء، في الوقت الذي تكثف فيه الجماعة المتطرفة جهود التجنيد والهجمات في مختلف أنحاء القارة حيث كانت تسعى إلى القضاء على تنظيم القاعدة.

وفي هذا السياق، أشار الخبير في صراعات منطقة الساحل الأفريقي محمد الأمين الداه إلى زيادة تعقيد عمليات داعش الإرهابية في المنطقة الحدودية بين النيجر وتشاد والكاميرون، وهي منطقة يطلق عليها التنظيم اسم "ولاية غرب إفريقيا".

وقال الداه للمشارق إنه على الرغم من أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة بدت مؤخرا أكثر نشاطا، إلا أن تنظيم داعش لا يزال يجند الشباب وينفذ هجمات في النيجر ومالي.

واندلعت العام الماضي اشتباكات دامية بين تنظيم داعش في الصحراء الكبرى وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مدينة غاو في مالي وعلى طول الحدود بين مالي وبوركينا فاسو بعد انشقاق 150 عنصرا من الجماعة وانضمامهم إلى التنظيم.

’المزيد من الأعمال الوحشية‘

وفي 30 أيار/مايو، أصدر زعيم الطوارق موسى أغ آشاراتومان من المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان المؤقت) في مالي تحذيرا من تمدد داعش في إفريقيا.

وقال في تغريدة على تويتر "منذ سنتين حلت نيجيريا محل ليبيا، حيث بات تنظيم داعش يستجلب منها المقاتلين والسلاح والذخيرة والمحروقات لتزويد نشاطاته في المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي".

وأضاف "ثمة مخاوف حقيقية من أن تصبح السودان مخزونه القادم. يجب أن نتمسك بأعلى درجات الحذر".

يُذكر أن بوركينا فاسو التي تعد من أفقر البلدان وأكثرها اضطرابا في العالم، تعاني من تمرد متطرف اجتاح مالي عام 2015.

ووفقا للتقديرات الرسمية، يقع نحو ثلث البلاد خارج سيطرة الحكومة وقد قتل أكثر من 10 آلاف مدني وجندي وشرطي فيما نزح ما لا يقل عن مليوني شخص، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي حديثه للمشارق، قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية محمد بوشيخي "مما لا شك فيه أن تنظيم داعش لا زال يراهن على القوة والأعمال الأكثر وحشية" لتوسيع مناطق نفوذه في إفريقيا.

ولفت إلى أن تنظيم داعش يصعد هجماته ضد عناصر القاعدة في المناطق التي تعاني من ضعف الحوكمة أو التي يكون فيها وجود القاعدة ضئيلا، مشيرا إلى أن التنظيم يسعى دائما لتقديم نفسه كبديل للقاعدة.

التنظيم تهديد نشط

واتخذت الولايات المتحدة خطوات لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، لا سيما من خلال تجفيف مصادره من المجندين والدخل. وقامت بذلك عبر فرض عقوبات على أكثر العناصر نشاطا وديناميكية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر في بيان صدر في 8 حزيران/يونيو، إن تنظيم "داعش ما يزال يشكل تهديدا نشطا للسلام والاستقرار ويحافظ على صلاته بالنظام المالي العالمي لتمويل أنشطته الإرهابية".

وأعلن البيان فرض عقوبات على أحد أكثر قادة داعش نشاطا في إفريقيا المدعو أبو بكر بن محمد بن علي الميناكي، وهو قيادي بارز في مكتب الفرقان الإقليمي في منطقة الساحل.

وتهدف استراتيجية تجفيف مصادر التمويل ووضع الإرهابيين على قوائم المراقبة إلى إضعاف داعش والمساعدة في إنفاذ القانون.

وكشف الداه محلل صراعات منطقة الساحل، إن الميناكي الذي عمل سابقا في مجلس شورى داعش في إفريقيا ولديه عدة أسماء مستعارة، كان قائدا في جماعة بوكو حرام النيجيرية حتى انضمامه إلى داعش في عام 2015.

وتم تعيينه في منصب "نائب الوالي العام لغرب إفريقيا" بمكتب الفرقان الخاص بداعش والذي يضم دول الساحل مثل مالي وبوركينا فاسو ومنطقة يطلق عليها التنظيم اسم "ولاية ليبيا".

ولفت بوشيخي إلى أن "الميناكي قيادي بارز في التنظيم العام لداعش في مكتب الفرقان ومقره الساحل".

وأضاف انه بناء على البيان الأميركي "لا زال على قيد الحياة ويمارس مهامه القيادية، خلافا لما ورد سابقا عن مقتله من طرف الجيش النيجيري".

وأكد بوشيخي أن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لتقويض تهديد تنظيم داعش في إفريقيا "تعكس أولوية قتال داعش في الاستراتيجية الأمنية الأميركية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500