أمن

الأسلحة الإيرانية وهجمات الحوثيين تعيق تعافي اليمن

نبيل عبد الله التميمي

فريق الصعود متعدد الجنسيات والمؤلف من القوات البحرية وخفر السواحل للولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، يتمرن على إجراءات الصعود على متن مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ذا سوليفانز في خليج عمان يوم 8 كانون الأول/ديسمبر. وأجرى الأسطول الخامس للبحرية الأميركية فعالية تكامل متعددة الجنسيات مع شركاء إقليميين على مدى أسبوعين، حيث ركز على عملية الصعود على متن السفن بهدف توطيد التعاون الأمني البحري. [البحرية الأميركية]

فريق الصعود متعدد الجنسيات والمؤلف من القوات البحرية وخفر السواحل للولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، يتمرن على إجراءات الصعود على متن مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ذا سوليفانز في خليج عمان يوم 8 كانون الأول/ديسمبر. وأجرى الأسطول الخامس للبحرية الأميركية فعالية تكامل متعددة الجنسيات مع شركاء إقليميين على مدى أسبوعين، حيث ركز على عملية الصعود على متن السفن بهدف توطيد التعاون الأمني البحري. [البحرية الأميركية]

عدن - قال مسؤولون يمنيون إن الأسلحة والمتفجرات الإيرانية المهربة إلى اليمن والهجمات المتفرقة على الموانئ اليمنية التي ينفذها الحوثيون المدعومون من إيران، فاقمت الأوضاع بالنسبة للمدنيين في البلد الذي مزقته الحرب.

وذكروا أنه منذ رفض الحوثيين تجديد الهدنة برعاية الأمم المتحدة في 2 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت الأوضاع في اليمن تتدهور مجددا بعد أن تحسنت مع سريان وقف إطلاق النار.

وجاء في تقرير صدر يوم الاثنين، 19 كانون الأول/ديسمبر، عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مركز بحثي أميركي، أن فشل الهدنة "يهدد بإعادة البلاد إلى الحرب وإخضاع ملايين المدنيين مرة أخرى إلى الوحشية العشوائية التي تطبع الصراع".

وأشار التقرير إلى أن استئناف استيراد الوقود بموجب شروط الهدنة "ساعد في ضمان وصول ثابت إلى المياه النظيفة الأساسية والرعاية الصحية والكهرباء وخدمات النقل".

أكياس تحتوي على أكثر من 50 طنا من الفتائل والمواد الدافعة للصواريخ وطلقات ذخيرة موضوعة على مدرج القاعدة الاستكشافية المتنقلة لسفينة يو إس إس لويس بي. بولير في 3 كانون الأول/ديسمبر. وضبطت قوات من لويس بي. بولير الشحنة على متن قارب صيد في خليج عمان على طول طريق بحري بين إيران واليمن. [البحرية الأميركية]

أكياس تحتوي على أكثر من 50 طنا من الفتائل والمواد الدافعة للصواريخ وطلقات ذخيرة موضوعة على مدرج القاعدة الاستكشافية المتنقلة لسفينة يو إس إس لويس بي. بولير في 3 كانون الأول/ديسمبر. وضبطت قوات من لويس بي. بولير الشحنة على متن قارب صيد في خليج عمان على طول طريق بحري بين إيران واليمن. [البحرية الأميركية]

وفي 21 تشرين الأول/أكتوبر و9 تشرين الثاني/نوفمبر، شن الحوثيون هجمات على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة بهدف تعطيل عمليات تصدير النفط.

وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أشار السفير الأميركي إلى اليمن ستيفن فاجن إلى أن هجمات الحوثيين الأخيرة على الموانئ ومحطات النفط اليمنية لن تضر سوى الشعب اليمني لأنها ستفاقم النقص الحاصل في الوقود.

وقال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ للمشارق إن "هجمات الحوثيين على ميناء الضبة في حضرموت وميناء قنا في شبوة الهادفة إلى تعطيل الصادرات النفطية، تعد أعمالا إرهابية".

وأضاف أن الهجمات هي "تصعيد عبثي وسط التنازلات العديدة التي قدمتها الحكومة لتسهيل تجديد الهدنة وإحلال السلام".

ولفت إلى أن الهجمات وقعت بالتزامن مع مساع حثيثة من مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن لتجديد الهدنة.

وأوضح أن "الحوثيين أعاقوا بهجماتهم الإرهابية على الموانئ وصول المساعدات والمواد الغذائية وقلصوا موارد الدولة التي تعتمد على صادرات النفط اليمنية".

اعتراض مهربي الأسلحة

وفي غضون ذلك، واصل الحوثيون استلام الأسلحة والمتفجرات الإيرانية، كما كشفته عملية ضبط شحنات الأسلحة في البحر.

وفي 1 كانون الأول/ديسمبر، اعترضت البحرية الأميركية سفينة صيد في خليج عمان على طريق بحري بين إيران واليمن، تبين أنها كانت تهرب أكثر من 50 طنا من الذخيرة والفتائل والوقود الدافع للصواريخ.

وذكر الأسطول الأميركي الخامس ومقره البحرين في بيان، أن الشحنة اكتشفت "أثناء عملية صعود على متن السفينة للتحقق من جنسيتها"، مشيرا إلى أنها "ثاني أكبر عملية ضبط لأسلحة غير شرعية في غضون شهر" على هذا المسار.

وقال نائب الأدميرال براد كوبر إن "عملية الاعتراض المهمة هذه تعكس بوضوح استمرار إيران بعمليات النقل غير القانونية للمساعدات الفتاكة وبسلوكها المزعزع للاستقرار".

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أعلنت البحرية الأميركية أنها أغرقت قاربا كان ينقل "موادا متفجرة" من إيران إلى الحوثيين في اليمن، وعلى متنها ما يكفي لتزويد عشرات الصواريخ البالستية بالوقود.

وتم اعتراض القارب في 8 تشرين الثاني/نوفمبر في خليج عمان أثناء عبوره من إيران على طول طريق يستخدم لنقل الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، وتم إغراقه بعدما تبين أنه يشكل خطرا على الملاحة التجارية.

وفي هذا الإطار، قال وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي إنه "بالرغم من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني بسبب إيران وأتباعها الحوثيين، إلا أن إيران مستمرة في تهريب السلاح والمواد الخطرة إلى اليمن".

وأوضح للمشارق أن الحوثيين يمنعون اليمن من تصدير النفط لجمع أموال لاستيراد المواد الغذائية "وهذه جريمة بحق أبناء الشعب اليمني جميعا".

وأضاف المجيدي أن عمليات مصادرة الأسلحة وغيرها من المواد المهربة من إيران إلى اليمن تهدف إلى "تحجيم قوة الحوثي وبالتالي تخفيف العبء على اليمنيين".

ويأتي إحباط عمليات شحن الأسلحة المهربة تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والذي يحظر توريد الأسلحة إلى اليمن.

فترة حرجة بالنسبة لليمن

وفي 6 كانون الأول/ديسمبر، دعا المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إلى زيادة المشاركة في عملية السلام في اليمن ودعمها.

وقال "نمر في فترة حرجة. علينا المحافظة على الزخم الإيجابي والمكاسب التي تحققت منذ نيسان/أبريل". وأكد أن اليمن لديه "فرصة فريدة للسلام"، محذرا من أن الوضع ما يزال هشا.

وقال المحلل السياسي محمود الطاهر إن مهمة الحوثيين في البحر الأحمر تتمثل في "تنفيذ الأجندة الإيرانية ورفع تكلفة السلم في البحر والمضائق البحرية في باب المندب وهرمز".

وأكد أن إيران تواصل "تهريب السلاح والمواد المحظورة لليمن لتنفيذ أجندتها التخريبية في اليمن وبقية دول المنطقة".

وأوضح الطاهر أن عمليات ضبط الأسلحة المهربة تتكامل مع الجهود الدبلوماسية لمساعدة اليمن على منع تهريب الأسلحة وتخفيف المعاناة الإنسانية، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الغذائية والإغاثية.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن تهديدات الحوثيين بشن هجمات على الملاحة البحرية هي "تصعيد إيراني-حوثي يعقد من الأزمة الإنسانية ويهدد استقرار اليمن".

وأكد أن هذا الأمر يهدد أيضا دول المنطقة والتجارة الدولية.

وذكر أن هذه التهديدات تتماشى مع أجندة إيران في ظل حديث قادة عسكريين في الحرس الثوري الإيراني عن "الجهاد البحري" في إشارة إلى "السيطرة على مضيق باب المندب وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

ولفت أحمد إلى وجود سفينة التجسس الإيرانية بهشاد في البحر الأحمر، وهي تعمل كغرفة عمليات لتنفيذ الأعمال العسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500