حقوق الإنسان

منظمات حقوق الإنسان تحذر من انتهاكات ʼمروعةʻ في سجون إيران

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

تكثر الأدلة بشأن حصول انتهاكات في السجون الإيرانية. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

تكثر الأدلة بشأن حصول انتهاكات في السجون الإيرانية. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

لطالما كان هناك قلق من حصول انتهاكات في السجون الإيرانية، لكن هذا القلق اشتد في الآونة الأخيرة مع ورود مزاعم بأنها تطال معتقلين بارزين كما السجناء العاديين إضافة إلى ادعاءات بشأنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتفاقمت موجة القلق مع ظهور تسجيلات مصورة لحراس كانوا يبرحون السجناء ضربا وتقارير عن حالات متعددة من الانتهاكات في سجون النساء.

وقالت إحدى كبار الباحثات في الشؤون الإيرانية في منظمة هيومن رايتس ووتش، تارا سيبيريفار، إن "منظومة الاستخبارات الإيرانية حوّلت النظام القضائي إلى أداة قمع، بالتعاون الوثيق مع المحكمة الثورية".

وأضافت أن "الضحايا يواجهون معاملة مروعة، ويتركون بدون الوسائل اللازمة لطلب الإنصاف والمساءلة".

الناشطة الإيرانية سبيده غوليان خلال إفراج مؤقت من السجن في العام 2019. أعيد اعتقالها في 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وتأكد في وقت لاحق نقلها إلى سجن إيفن. [Zeitoons.com]

الناشطة الإيرانية سبيده غوليان خلال إفراج مؤقت من السجن في العام 2019. أعيد اعتقالها في 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وتأكد في وقت لاحق نقلها إلى سجن إيفن. [Zeitoons.com]

يُحتجز في سجن إيفن بطهران أسرى سياسيين تعرضوا بحسب ما زعم لاعتداءات جنسية وجسدية وصدمات كهربائية. [راديو فردا]

يُحتجز في سجن إيفن بطهران أسرى سياسيين تعرضوا بحسب ما زعم لاعتداءات جنسية وجسدية وصدمات كهربائية. [راديو فردا]

يُذكر أن المحكمة الثورية الإيرانية التي بدأت عملها بعد ثورة العام 1979، تحاكم المشتبه بهم في جرائم كالتهريب أو الكفر أو التحريض على العنف أو محاولة تنفيذ انقلاب ضد الحكم الإسلامي.

ودق كل من منظمة هيومن رايتس ووتش ومركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك الأسبوع الماضي ناقوس الخطر في قضية بايام ديرافشان، وهو محام بارز شملت لائحة عملائه المحامية المسجونة الحاصلة على جوائز نسرين سوتوديه.

وفي ادعاءات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها نحققت من صحتها بشكل مستقل، ذكر المحامي سعيد ديغان أن ديرافشان حقن بمادة مجهولة بعد فترة قصيرة من اعتقاله في حزيران/يونيو 2020، وتعرض بعد ذلك لحالة تشنج تسببت بقضمه جزء من لسانه.

وأرسل إلى مستشفى للأمراض النفسية حيث قيل إنه خضع لعلاج بالصدمات واعطي بعدها إجازة طبية وأفرج عنه بصورة مشروطة.

وقالت سيبيريفار إن "الاعتداء المقزز الذي تمارسه السلطات والإهمال الطبي بحق محام بارز في مجال حقوق الإنسان، يجب أن يثيرا قلقنا إلى حد كبير حيال وضع عشرات الأسرى السياسيين غير المعروفين في إيران".

بلاء التعذيب

وما أثار الجدل مؤخرا، هو قيام جماعة أطلقت على نفسها اسم عدالة علي في آب/أغسطس الماضي بنشر تسجيلات مسربة من كاميرات مراقبة في سجن إيفن بطهران تظهر ضرب الحراس للمعتقلين أو إساءة معاملتهم.

وفي رد نادر على تسجيلات انتشرت على نطاق واسع على وسائل إعلام خارج إيران وتبث باللغة الفارسية، قال مدير منظمة السجون الوطنية محمد مهدي حاج محمدي إنه يقبل "بتحمل المسؤولية عن هذا السلوك غير المقبول"، لكنه لم يعتذر من المعتقلين وعائلاتهم.

وأظهرت إحدى مقاطع التسجيل المسرب ما بدا أنه رجل هزيل ألقي من سيارة في مرآب للسيارات قبل أن يسحب على أرض السجن. وأظهر مقطع آخر رجل دين ينزل السلالم ويمر بالقرب من الرجل من دون أن يتوقف.

وفي تسجيلات مصورة أخرى، ظهر الحراس وهم يضربون رجلا بدا في ملابس السجن. وظهر حارس آخر وهو يلكم سجينا في إحدى الزنزانات. ويتشاجر الحراس بين بعضهم البعض، على غرار الأسرى. والعديد من هؤلاء محتجزون في زنازين مؤلفة من غرفة واحدة.

ووصفت منظمة العفو الدولية التسجيلات المصورة بأنها "قمة جبل الجليد في بلاء تعذيب".

وقالت في تقرير صدر العام الماضي إن وسائل التعذيب تشمل الضرب والجلد والصدمات الكهربائية ووضعيات الإرهاق والإعدامات المزيفة والإغراق الوهمي والعنف الجنسي.

وأصدرت منظمة العفو الدولية أيضا في أيلول/سبتمبر دراسة اتهمت فيها إيران بالفشل في تأمين المساءلة في ما لا يقل عن 72 حالة وفاة أثناء الاحتجاز منذ كانون الثاني/يناير 2010، "رغم صدور تقارير موثوقة عن أن هذه الحالات نتيجة تعذيب أو سوء معاملة أو استخدام فتاك للأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع على يد مسؤولين".

وآخر حالات الوفاة هذه التي وصفتها منظمة العفو الدولية بـ"المشبوهة"، هي وفاة شاهين ناصري الذي كان يبلغ من العمر 49 عاما عندما توفي في أيلول/سبتمبر بعد نقله من سجن في طهران إلى موقع مجهول.

وكان ناصري قد قدم شهادته كشاهد على عملية تعذيب الملاكم المعروف والمعارض نافيد أفكاري الذي تسببت عملية إعدامه في أيلول/سبتمبر 2020 بموجة غضب عالمية.

وكان أفكاري قد اشتكى من تعرضه للتعذيب من أجل الاعتراف، وذلك بأساليب من بينها الضرب وسكب الكحول في أنفه.

ʼجحيم منسيʻ

وفي ليل 12 تشرين الأول/أكتوبر، داهم أكثر من 10 عناصر من قوات الأمن الإيرانية منزل الناشطة سبيده غوليان في مدينة الأهواز، بحسب ما ذكرته عائلتها.

وقد اعتقلت غوليان التي كانت في فترة إفراج مؤقت من السجن للمرة الأولى عام 2018، وذلك على خلفية إضرابات نفذت في معمل صنع السكر المحلي هفت-تابيه.

وبعد المداهمة، نُقلت إلى موقع مجهول وتأكد بعد ذلك نقلها إلى سجن إيفن.

وربط ناشطون اعتقالها المفاجئ بمنشور لاذع نشرته على تويتر في أيلول/سبتمبر ووصفت فيه بتفاصيل مقلقة لما تعرضت له في قسم النساء بالسجن في مدينة بوشهر الجنوبية.

ووصفت غوليان التي تبلغ من العمر 26 عاما المكان بأنه "موقع قريب من نهاية العالم" و"جحيم منسي"، الوحشية الممارسة فيه "تفوق الخيال".

وقالت إن السجينات كن يجبرن على تقديم خدمات جنسية للحراس، وحرمن من حقهن بارتداء ملابس داخلية طوال أسابيع، حتى أثناء الدورية الشهرية.

وأضافت أن إحدى السجينات أجبرت على خلع ملابسها إبان المناداة على الأسماء كعقاب لها.

وأعدت غوليان كتابا عن تجاربها في السجن وتعرضها للتعذيب، ونشره موقع إيران واير من مقره في لندن باللغتين الفارسية والإنجليزية.

وعن تجربتها في السجن كتبت "أخشى ألا أبقى على قيد الحياة".

وذكرت "لا يمكنني أن أعبر عن مشاعري بمجرد قولي إنني مرعوبة. أشعر بشيء ساخن يخرج من عروقي. إني صامتة تماما. لا أستطيع حتى أن أتأوه أثناء تعرضي للضرب".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

قبل التكلم عن السجون العربية .. ويكفي سجون السعودية ....

الرد