حقوق الإنسان |
2017-01-17
تأخر وصول بطاقة المساعدات الموحدة إلى اللاجئين السوريين
نهاد طوباليان من بيروت
![امرأة سورية مع ولديها يتدفئون حول موقد داخل خيمتهم في منطقة البقاع. [حقوق الصورة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين]](/cnmi_am/images/2017/01/17/7040-Lebanon-Bekaa-Syrians-240_154.jpg)
بعد نحو ثلاثة أشهر من إطلاق وكالات الإغاثة العاملة في لبنان بطاقة مشتركة لمساعدة اللاجئين السوريين للحصول على المساعدات الإنسانية، أكدت عائلات مقيمة في مخيمات منطقة البقاع في حديث لموقع المشارق أن الكثير منها لم تحصل بعد عليها.
و بطاقة الائتمان المشتركة هي نتيجة جهود بذلها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد النقدي اللبناني.
وتهدف البطاقة المشتركة التي تحل محل البطاقات المتعددة التي كانت قيد الاستخدام، إلى مساعدة الأشخاص المحتاجين للاستفادة من مجموعة من البرامج الإنسانية، بينها إمكانية الوصول إلى مساعدات خاصة بفصل الشتاء بين تشرين الثاني/نوفمبر وآذار/مارس .
إلا أن بعض العائلات قالت إنها لم تحصل على البطاقة بعد، مع انقضاء منتصف فصل الشتاء تقريباً.
وفي هذا السياق، أوضحت مساعدة المسؤول عن وحدة الاتصالات والإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد للمشارق، أن الوكالات لا تزال تعمل على توزيع البطاقات وأن المساعدات لا تزال متوفرة من دونها.
ومن بين الذين لم يحصلوا على البطاقة بعد، عائشة عثمان التي تعيش مع أولادها السبعة وزوجها وأهله في مخيم بر الياس للاجئين في البقاع الغربي.
وقالت للمشارق "في الوقت الذي استلمتها عائلات عديدة بالمخيم وباشرت باستعمالها منذ شهرين تقريباً، لا أزال أسحب مساعدتي الشتوية بالبطاقة البيضاء والمساعدة الغذائية بالبطاقة الزرقاء".
وأضافت "لليوم، لم أتلق أي اتصال أو رسالة نصية لإبلاغي بوجوب استلام بطاقتي [المشتركة]".
وفي هذه الأثناء، قالت جارة عثمان، فتون محمد إبراهيم، للمشارق إنها حصلت على بطاقة الائتمان الخاصة بها مطلع الشهر الماضي.
وأوضحت "تسلمت بطاقتي المشتركة في كانون الأول/ديسمبر الفائت بعدما تلقيت رسالة نصية أبلغت عبرها بوجوب توجهي لمركز للمفوضية لاستلامها. لكني لم أستطع سحب إلا المساعدة الغذائية وأنتظر تفعيل المساعدة الشتوية لكونها تساعدني في تأمين المازوت لضمان التدفئة لعائلتي المؤلفة من أربعة أطفال ووالدتي".
رسائل نصية ومرسلون
وذكرت ابراهيم أن المفوضية "تبلغنا عبر رسائل نصية قصيرة بكل جديد متعلق بالمساعدات والبطاقات، وبعدما يتحدد لنا موعد استلامها، نتوجه إلى مركزها في مدينة زحلة لتسلمها".
ووضعت الوكالة أيضاً بتصرف اللاجئين رقما هاتفيا يستطيعون من خلاله الاتصال للاستفسار عن أي أسئلة، كما تعتمد على "مرسلين" داخل المخيم، وفق ما قالت.
وتابعت "إذا تعذر عليهم التواصل معنا عبر الهاتف الجوال، نظراً لرداءة الشبكة في بعض الأحيان، يوصلون لنا خبراً عبر متطوعين من الشباب السوري العامل مع المفوضية داخل المخيم".
وأضافت أن هؤلاء المتطوعين الشباب يعملون كصلة وصل بين اللاجئين والمفوضية، فيرفعون إليها طلبات اللاجئين ومخاوفهم ويبلغونهم بأي تطورات بما في ذلك تلك المتعلقة بالمساعدات.
إلى ذلك، أوضحت ليزا أبو خالد أن المفوضية تعتمد على الرسائل النصية والمتطوعين من الشباب السوري للتواصل مع اللاجئين المسجلين "أينما كانوا في لبنان، إن بمخيمات أو بمراكز إيواء أو مساكن خاصة بهم".
ولفتت إلى أن المتطوعين يعيشون بين اللاجئين وهي في تواصل يومي معهم، مشيرةً إلى أن للوكالة متطوعين في كل مخيم للاجئين.
وقالت إن الوكالة تتواصل مع المتطوعين بواسطة تطبيق هاتفي شائع الاستخدام، فترسل إليهم رسائل يوصلونها بدورهم إلى الأشخاص المعنيين، ولا سيما لأولئك الذين لا يملكون هواتف محمولة.
وتابعت أن هذه الرسائل تشمل معلومات عن المساعدات المتوفرة وكيفية الحصول على البطاقة المشتركة وغيرها من المسائل ذات الصلة.
وقالت أبو خالد إن "جميع المستفيدين من خدمات وكالات الإغاثة لديهم عناوين ثابتة، من مكان السكن ورقم هاتف، ويبلغون [الوكالات] عن عنوان سكنهم الجديد في حال تغييره. ومن ليس لديه رقم هاتف، فإن التواصل معه يتم عبر المتطوعين".
وأشارت إلى أن للمفوضية مراكز ثابتة في كل المحافظات اللبنانية التي استضافت لاجئين سوريين "وأبوابها مفتوحة لهم للاستفسار عن مطلق أي شيء يريدونه".
وأضافت "هناك قسم خاص للاستعلامات بكل مركز وفريق من الموظفين للإجابة على تساؤلاتهم وللوقوف على مراجعاتهم".
المساعدات تختلف حسب الأشخاص
وذكرت أبو خالد أن البطاقة الجديدة تجمع كافة المساعدات التي تقدمها الوكالات الإغاثية للاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية والذين يبلغ عددهم أكثر من مليون لاجئ.
وشرحت أنه لا يحصل الجميع على النوع نفسه من المساعدات، فتوزع هذه الأخيرة وفقاً لأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بحسب ما تظهره دراسات ميدانية تجريها المفوضية عن أوضاعهم.
وقالت أبو خالد إن البطاقة الجديدة "تجمع مساعدات غذائية بقيمة 27 دولاراً شهرياً للفرد، ومساعدات الشتاء بقيمة 147 دولاراً شهرية لكل عائلة لفترة 5 أشهر [أي بين تشرين الثاني/نوفمبر وآذار/مارس]، ومساعدة شهرية للعائلات الأكثر حاجة وفقراً بقيمة 175 دولاراً".
وتابعت "أضيف للبطاقة برنامج المساعدة النقدية للتعليم التي تقدمها اليونيسف بمعدل 40 دولاراً شهرياً للطالب، عدا عن برنامج مخصص للحالات الطارئة التي تواجهها العائلات النازحة كالمرض والوفاة، بحيث تخصص مساعدة نقدية بقيمة 250 دولاراً شهرياً لفترة تراوح بين 3 وأشهر وسنة".
ولكن هذه المساعدات النقدية لا تشمل كل اللاجئين، فالمساعدة الشهرية بقيمة 175 دولاراً مخصصة فقط للفئات الأكثر فقراً وحاجة التي تحصل على مساعدة شتوية إضافية (75 دولاراً شهرياً) بين تشرين الثاني/نوفمبر وآذار/مارس، حسبما أوضحت أبو خالد.
وقالت "تشمل المساعدة الشهرية 22 في المائة من عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية".
وتابعت أن اللاجئين الذين لا يحصلون على المساعدة الشهرية "يحصلون على المساعدة الشتوية وقيمتها 147 دولاراً للعائلة الواحدة لخمسة أشهر، عدا عن المساعدة الغذائية الشهرية للفرد وقيمتها 27 دولاراً للفرد، بمقابل حصولهم على المساعدة المدرسية".
وأوضحت "وبذلك، فإن كل نازح يحصل عبر البطاقة المشتركة على المساعدة المخصصة له، ووفقاً للمعايير والدراسات التي توصلت إليها المنظمات الإغاثية بعد تقييم أوضاع اللاجئين".
المساعدات متاحة من دون البطاقة الجديدة
وفي هذا الإطار، أشارت إلى أن "البطاقة وزعت حتى اليوم على 840 ألف لاجئ ونحن مستمرون بتوزيعها على ما تبقى من المسجلين لدينا"، مؤكدة أن الأولوية تتمثل في الوصول إلى الفئات الأكثر فقراً.
وقالت "لم يحضر جميعهم حينما أعلنا عن توزيعها، لكن العدد الأكبر استلمها".
وأضافت أن من لم يستلموا المساعدات بعد لا يزال بإمكانهم الحصول عليها باستخدام البطاقات التي بحوزتهم، إلى حين استلام البطاقة المشتركة.
ولفتت إلى أن البطاقة الفردية تجميع بين كل المساعدات المقدمة، ومن الأسهل استخدامها مقارنةً بالبطاقات المتعددة، مؤكدةً على أن مستوى المساعدات لم يتغير.
وختمت أبو خالد كلامها بالقول إنه "برغم موازنتا المحدودة، نسعى لتأمين المساعدات لأكبر عدد من اللاجئين المسجلين لدينا".