تربية

الحوثيون يفتتحون العام المدرسي مع رسوم جديدة وبظل حر شديد في الفصول الدراسية

نبيل عبد الله التميمي

شهدت مدرسة المعتصم في صنعاء كمعظم المدارس الرسمية الأخرى في المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين نسبة تسجيل منخفضة خلال العام الجاري بسبب البداية المبكرة للسنة الدراسية في 22 تموز/يوليو. [هيثم محمد/المشارق]

شهدت مدرسة المعتصم في صنعاء كمعظم المدارس الرسمية الأخرى في المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين نسبة تسجيل منخفضة خلال العام الجاري بسبب البداية المبكرة للسنة الدراسية في 22 تموز/يوليو. [هيثم محمد/المشارق]

عدن - قالت المواطنة أم هيثم في حديث للمشارق إنها حين توجهت لتسجيل ابنها في السنة الثانية بالمدرسة الثانوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فوجئت بالزيادة الحادة في رسوم التسجيل بالمدرسة الرسمية.

وأوضحت أن مدرسة الكويت طلبت رسم تسجيل للسنة الدراسية الجديدة بقيمة 8500 ريال يمني (أي 40 دولارا) واشترطت دفع الرسوم مقدما لقبول ابنها.

وذكرت أن "رسوم التسجيل العام الماضي كانت ألف ريال فقط (4 دولارات)، في حين باتت الرسوم جنونية هذا العام رغم عدم تسليم الكتب المدرسية".

وقد جعلت الزيادة في التكاليف الدراسية الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لبعض الناس في الحصول على تعليم.

آباء يمنيون ينتظرون فتح أبواب المدارس يوم 23 تموز/يوليو لتسجيل أبنائهم في السنة الدراسية التي بدأت في اليوم السابق بالمناطق الخاضعة للحوثيين قبل شهر كامل مقارنة بالسنوات السابقة. [هيثم محمد/المشارق]

آباء يمنيون ينتظرون فتح أبواب المدارس يوم 23 تموز/يوليو لتسجيل أبنائهم في السنة الدراسية التي بدأت في اليوم السابق بالمناطق الخاضعة للحوثيين قبل شهر كامل مقارنة بالسنوات السابقة. [هيثم محمد/المشارق]

وقالت الطالبة الجامعية نور محمد البالغة من العمر 20 عاما، إنها اضطرت للتوقف عن الدراسة والعمل في مدرسة خاصة حين أجبرت أسرتها على تحويل المال القليل المتوفر لها لتغطية التكاليف الدراسية لأشقائها.

وأضافت أن العام الدراسي في المناطق الخاضعة للحوثيين بدأ باكرا هذا العام و"لم تتم مراعاة الظروف [المالية] لأولياء الأمور، لا سيما بعد تأثرهم بشدة بمصاريف ومتطلبات عيد الأضحى".

وتابعت أن "متطلبات العام الدراسي كثيرة ومنها الأقسام الدراسية المرتفعة" رغم أن إخوتها الثلاثة ملتحقون بمدرسة رسمية "يفترض أنها مجانية".

وأعلنت جماعة الحوثي عن بدء العام الدراسي الجديد في 22 تموز/يوليو، أي قبل أكثر من شهر من بدء الدراسة في مناطق سيطرة الحكومة والتي تبدأ في 27 آب/أغسطس.

ولكن تتعرض المدارس الرسمية لإهمال شديد في ظل حكم الجماعة، حيث أنه إضافة إلى نقص المعلمين لم يتم تزويد المدارس بالكتب المدرسية أو الوسائل التعليمية.

كذلك، لم تبذل الجماعة المدعومة من إيران أي جهود تذكر لتشجيع الأسر على إرسال أطفالهم مجددا إلى المدارس وتحضيرهم للعام الدراسي الجديد من خلال نوع الحملات التي تطلق عادة عبر وسائل الإعلام وخطباء المساجد.

وعوضا عن ذلك، بذلت الجماعة جهودا حثيثة لتدشين وتعزيز المعسكرات الصيفية التي تلقن الأطفال عقائديا بأيديولوجيتها الطائفية وتهيئتهم للقتال في صفوفها.

رسوم تعليم إضافية

وفي هذا السياق، قال مدير إحدى المدارس الرسمية في صنعاء طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي للمشارق إنه اتفق مع أولياء الأمور بالاشتراك مع مكتب التربية على الرسوم الدراسية.

وأضاف أن مدرسته تطلب "1500 ريال شهريا (6 دولارات) لطلاب المرحلة الابتدائية و3000 ريال (12 دولارا) لطلاب المرحلة الثانوية، وذلك كمساهمة من المجتمع لدعم التعليم".

وذكر أن بعض المدارس تطلب بأن تدفع الرسوم الدراسية شهريا، في حين تطلب مدارس أخرى دفع المبلغ بالكامل مقدما، ذلك أن الكثير من أولياء الأمور لا يلتزمون بالدفع شهريا ويتسبب ذلك بعدم تقاضي الأساتذة رواتبهم.

وأشار إلى أن الكتب المدرسية لم تتوفر بعد، إلا أنه سيتم تأمين بعضها لاحقا بحسب الإمكانات المتاحة وفعالية مكتب التربية في توزيعها على المدارس الرسمية.

وبدوره، قال فهد مرشد مدير مكتب التربية في مديرية صنعاء الجديدة إن وزارة التربية الخاضعة للحوثيين قد فرضت رسوما دراسية شهرية تتراوح بين ألف ريال (4 دولارات) و1500 ريال (6 دولارات) على كل طالب.

وأضاف في حديث للمشارق أن "وزارة التربية صوّرت مساهمة أولياء الأمور بأنها ʼمساهمة من المجتمعʻ من أجل استمرار التعليم في ظل الحرب وانقطاع رواتب الأساتذة".

العبث بالتعليم

ومن جانب آخر، انتقد مربون استعجال جماعة الحوثي ببدء العام الدراسي في تموز/يوليو من دون تحضير المجتمع عبر حملة خاصة بالعودة إلى المدرسة.

وفي هذا الإطار، قال عبد الغني مصلح الذي يدرّس اللغة العربية في إحدى مدارس صنعاء إن جماعة الحوثي لم تبذل أي جهد لحشد الأطفال والأسر للعودة إلى المدرسة.

وأوضح أنه بدلا من ذلك، "حشد الحوثيون موارد وجهود المجتمع والخطباء والمرشدين على مدار شهر رمضان السابق من أجل توجيه الآباء لتسجيل أبنائهم في المعسكرات الصيفية الطائفية التابعة لهم".

وأضاف ضمن حديثه للمشارق أن "جماعة الحوثي تسعى لنشر الجهل لدى هذا الجيل وفرض الرسوم على كل طلاب المدارس الرسمية رغم غياب أبسط الأدوات التعليمية والكتب المدرسية والأساتذة".

وتابع أن الجماعة تفعل ذلك "من أجل دفعهم إلى الجبهات".

وانتقد عبد الوهاب الريش وهو موظف بالقطاع العام قرار بدء العام الدراسي في منتصف فصل الصيف، مشيرا إلى أنه لم تتم مراعاة توقيت المدارس في المناطق الصحراوية.

وأوضح أن درجة الحرارة تتجاوز 40 درجة مئوية في بعض المناطق.

واتهم الحوثيين بتحويل المدارس إلى "مدارس طائفية تهتم بما تمليه عليهم الجماعة من مناسبات طائفية على حساب المنهج الدراسي".

وأوضح أن "الحوثيين عبثوا [بالمنهج الدراسي] وغيروا الكثير من مواده وحذفوا العديد من الدروس واستبدلوها بدروس طائفية تمجد الفكر الإيراني".

مشرف حوثي بالمدارس

هذا وفرضت جماعة الحوثي على المدارس الخاصة والرسمية تعيين مشرف تابع لها لتنفيذ برامجها وأنشطتها الطائفية.

وقال شمسان محمد مدير إحدى المدارس الخاصة في صنعاء إن "المدرسة الخاصة تتحمل كلفة راتب هذا المشرف".

وبدوره، أشار الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إلى أن جماعة الحوثي عينت يحيى الحوثي شقيق زعيمها عبد الملك الحوثي، في منصب وزير التربية التابع لها.

وانتقد استمرار الحوثيين بتعليق عملية دفع رواتب الأساتذة.

وقال للمشارق إن "الحوثيين حصلوا على إيرادات بكل المجالات، ما يجعلهم قادرين على دفع المرتبات، على الأقل للأساتذة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500