تحليل

تمرد فاغنر الفاشل يفاقم تصدعات الأمن القومي في روسيا

أولها شيبيل ووكالة الصحافة الفرنسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي كبار المسؤولين الأمنيين في البلاد، بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو، في موسكو بتاريخ 26 حزيران/يونيو. [غافريل غريغوروف/سبوتنيك/وكالة الصحافة الفرنسية]

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي كبار المسؤولين الأمنيين في البلاد، بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو، في موسكو بتاريخ 26 حزيران/يونيو. [غافريل غريغوروف/سبوتنيك/وكالة الصحافة الفرنسية]

كييف -- كشفت المسيرة الفاشلة لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في اتجاه الكرملين الشهر الماضيعن النزاعات والتصدعات طويلة الأمد التي تشوب دوائر الأمن القومي في روسيا.

وشكّل التمرد قصير الأمد، والذي تم إحباطه في نهاية المطاف، أكبر تحد واجهه حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الإطلاق.

واختلف بريغوجين مع الكرملين على كيفية إدارة الغزو الروسي المضطرب لأوكرانيا.

ومنع الاتفاق الذي تم برعاية بيلاروسيا لوقف مسيرة فاغنر في 23 و24 حزيران/يونيو باتجاه موسكو حصول اشتباك كبير، إلا أن تفاصيل هذا الاتفاق لا تزال غامضة.

صورة التقطت في 28 كانون الأول/ديسمبر 2017 تظهر بوتين وهو يقدم جائزة للكولونيل جنرال السابق سيرغي سوروفيكين قائد القوات الروسية في سوريا. ولم يظهر سوروفيكين الذي بات يحمل رتبة جنرال اليوم في العلن منذ تمرد فاغنر. [ألكسي جروزينين/سبوتنيك/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 28 كانون الأول/ديسمبر 2017 تظهر بوتين وهو يقدم جائزة للكولونيل جنرال السابق سيرغي سوروفيكين قائد القوات الروسية في سوريا. ولم يظهر سوروفيكين الذي بات يحمل رتبة جنرال اليوم في العلن منذ تمرد فاغنر. [ألكسي جروزينين/سبوتنيك/وكالة الصحافة الفرنسية]

موظفون يزيلون شعارات مجموعة فاغنر من مكتبهم المغلق في سانت بطرسبرغ بتاريخ 2 تموز/يوليو. [أولغا مالتسيفا/وكالة الصحافة الفرنسية]

موظفون يزيلون شعارات مجموعة فاغنر من مكتبهم المغلق في سانت بطرسبرغ بتاريخ 2 تموز/يوليو. [أولغا مالتسيفا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقال الكرملين يوم الاثنين، 10 تموز/يوليو، إن الرئيس بوتين التقى بريغوجين في 29 حزيران/يونيو في الكرملين، بعد أيام من محاولة مجموعة المرتزقة الإطاحة بالقيادة العسكرية لروسيا.

وفي هذا السياق، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الرئيس أعطى تقييمه لأحداث 24 حزيران/يونيو"، مشيرا بذلك إلى التمرد الفاشل، ومضيفا أن بوتين "استمع أيضا إلى إفادات أعطاها قادة [فاغنر]".

وبعد مرور أسبوعين تقريبا على حركة التمرد التي أحبطت، لا تزال شكوك كبيرة تحيط بمصير مجموعة فاغنر والاتفاق الذي أنهى التمرد ضد كبار الضباط الروس.

وبموجب الخطة، كان من المتوقع أن يتم نفي قائد المرتزقة وبعض مقاتليه إلى بيلاروسيا.

أما المرتزقة الراغبون بمواصلة القتال لصالح روسيا، فعليهم توقيع عقود مع الجيش النظامي.

وخلال الاجتماع الذي استمر 3 ساعات ونصف في الكرملين مع قادة فاغنر، قدم بوتين "خيارات بديلة لتوظيفهم"، شمل بعضها أدوارا قتالية.

مكان تواجد بريغوجين لا يزال مجهولا

ولكن لم يظهر بريغوجين علنا منذ ليلة 24 حزيران/يونيو عندما غادر روستوف أون دون، وهي المدينة الجنوبية الاستراتيجية التي سيطرت عليها فاغنر مدة يوم، وبقي مسؤولون كبار في مجال الدفاع بروسيا اعتبروا مؤيدين لمجموعة فاغنر متوارين عن الأنظار.

هذا وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي توسط لعقد الاتفاق مع فاغنر إن بريغوجين ورجاله غير متواجدين في بلاده.

كذلك، لم يظهر الجنرال سيرغي سوروفيكين قائد القوات الجوية في روسيا ونائب قائد القوات الروسية في أوكرانيا علنا منذ حصول التمرد، بحسب تحديث استخباراتي بريطاني نشرته وزارة الدفاع البريطانية عبر موقع تويتر في 5 تموز/يوليو.

وذكرت الوزارة أن نائب وزير الدفاع يوسف بك يفكوروف غاب أيضا بصورة ملحوظة عن ظهور متلفز لقادة وزارة الدفاع بتاريخ 3 تموز/يوليو الماضي.

وغردت لندن "لا يمكن تأكيد المعلومات التي تفيد باعتقال سوروفيكين، ولكن من المرجح أن تشك السلطات بارتباطه طويل الأمد بفاغنر والذي يعود إلى بداية خدمته في سوريا عام 2017".

وتابعت "كذلك، صوّر يفكوروف وهو يتحدث إلى مالك فاغنر يفغيني بريغوجين خلال سيطرة المجموعة التي لم يكن لها منازع على روستوف أون دون".

وجاء في التحديث "رغم أنه يعرف في الغرب على نطاق واسع بوحشيته، إلا أن سوروفيكين يعتبر من كبار الضباط الذين يحظون بالاحترام في الجيش الروسي. ومن المرجح أن تكون أية عقوبة ضده مثيرة للجدل".

وأشار إلى أن "الشك المحيط بكبار الضباط يسلط الضوء على واقع أن تمرد بريغوجين الفاشل فاقم التصدعات الموجودة أصلا ضمن دوائر الأمن القومي في روسيا".

ʼليست إلا البدايةʻ

وقال مراقبون إن تمرد بريغوجين لم يكن إلا المرحلة الأولى من انتفاضات أخرى أوسع نطاقا في روسيا.

وذكر نائب المدير السابق بجهاز الأمن الأوكراني فيكتور ياغون الذي يشغل اليوم منصب مدير وكالة إصلاح قطاع الأمن لموقع كارفانسراي، أن "بريغوجين ليس المستفيد من كل ما يحصل".

وأوضح "في الواقع يقف أليكسي ديومين خلف بريغوجين. ومحافظ تولا الحالي هو مساعد ومرافق سابق لبوتين. وتربطه ببريغوجين علاقة وطيدة جدا".

وقال "لا شك في أن سوروفيكين وديومين كانا على علم بتمرد بريغوجين. لا شك في ذلك إطلاقا".

وأوضح ياغون أن الخطة كانت تتمثل بإقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف واستبدالهما بديومين وسوروفيكين على التوالي".

وأضاف "وهنا تأتي الخطوة التالية. وقد لا تكون تمردا بل سيطرة كاملة على السلطة واستبدال بوتين ببريغوجين أو بشخص آخر".

وتابع "لاحظ وأدرك الجميع فعليا أن الكرسي تحت بوتين قد اهتز... وهذه ليست إلا البداية".

وفي هذا الإطار، قال مراسل الحرب والمتحدث السابق باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيف إن تضارب المصالح بين نخب روسيا سيؤدي في نهاية المطاف إلى الانهيار الكامل للنظام الروسي.

وذكر "نتذكر كيف... أدى الصراع نفسه في بداية القرن الماضي بين النخب الروسية إلى انهيار الإمبراطورية الروسية".

وأشار إلى إمكانية أن يتكرر ذلك، لا سيما في ظل رد فعل بوتين الضعيف إزاء التمرد.

وقال لكارفانسراي "الآن تنشر السلطات الروسية كل أشكال الروايات وتحاول تحسين صورة بوتين، ولكن من المستبعد أن ينجح ذلك".

ولفت إلى أن الانهيار الكامل لروسيا هو سيناريو محتمل للغاية.

وأكد أن "بوتين أساء التقدير. هذا أمر واضح. وبات العامل الحاسم الأساسي لانهيار روسيا نجاح الجيش الأوكراني على جبهة القتال. أعتقد أن بوتين يدرك أن الوضع صعب جدا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500