أمن

المحيط الهندي يقدم مزايا بالغة الأهمية للغواصات الباليستية الأميركية

فريق عمل المشارق

غواصة الصواريخ الباليستية من فئة أوهايو يو إس إس ويست فيرجينيا تجري زيارة لميناء في قاعدة دعم البحرية الأميركية دييغو غارسيا في المحيط الهندي، خلال دورية نظمت بين 25 و31 تشرين الأول/أكتوبر 2022. [البحرية الأميركية]

غواصة الصواريخ الباليستية من فئة أوهايو يو إس إس ويست فيرجينيا تجري زيارة لميناء في قاعدة دعم البحرية الأميركية دييغو غارسيا في المحيط الهندي، خلال دورية نظمت بين 25 و31 تشرين الأول/أكتوبر 2022. [البحرية الأميركية]

مع وجود 18 غواصة من فئة أوهايو لدى البحرية الأميركية، من المرجح أن تكون غواصة واحدة على الأقل قابعة في المياه العميقة والواسعة للمحيط الهندي وعلى استعداد للعب دور حاسم في تأمين المنطقة ضد أي تهديدات محتملة من قبل العدو.

وتمتلك البحرية الأميركية نوعين من الغواصات من فئة أوهايو، هما 14 غواصة تعمل بالطاقة النووية وتحمل صواريخ باليستية و4 غواصات صواريخ موجهة مزودة بـ 154 صاروخا من طراز توماهوك يمكن لكل منها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 1600 كيلومتر .

ويمكن لكل غواصة من غواصات الصواريخ الباليستية حمل ما يصل إلى 20 صاروخا باليستيا نوويا من طراز ترايدنت 2 دي 5 تطلق من البحر، ما يؤمن للجيش الأميركي ما مجموعه 280 صاروخا من هذا النوع.

وتشكل غواصات الصواريخ الباليستية من فئة أوهايو الجزء البحري من ثالوث الردع النووي الاستراتيجي للولايات المتحدة.

زيارة غواصة الصواريخ الباليستية يو إس إس ويست فيرجينيا إلى ميناء دييغو غارسيا تعكس التزام الولايات المتحدة تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ. [البحرية الأميركية]

زيارة غواصة الصواريخ الباليستية يو إس إس ويست فيرجينيا إلى ميناء دييغو غارسيا تعكس التزام الولايات المتحدة تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ. [البحرية الأميركية]

غواصة الصواريخ الموجهة يو إس إس فلوريدا تعبر قناة السويس في طريقها إلى البحر الأحمر يوم 7 نيسان/أبريل. [البحرية الأميركية]

غواصة الصواريخ الموجهة يو إس إس فلوريدا تعبر قناة السويس في طريقها إلى البحر الأحمر يوم 7 نيسان/أبريل. [البحرية الأميركية]

ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية، "يوفر هذا الثالوث إلى جانب القوات المكلّفة ردعا على مدار الساعة لمنع أعدائنا من القيام بأي أعمال كارثية، وهو على استعداد إذا لزم الأمر لتوجيه رد حاسم في أي مكان وفي أي وقت".

وتعمل غواصات الصواريخ الباليستية التابعة للبحرية الأميركية والتي غالبا ما يشار إليها باسم "بومرز"، كمنصة إطلاق للصواريخ لا يمكن اكتشافها. فيجعل تصميمها الخفي من العثور عليها مهمة شبه مستحيلة، ما يثير التردد لدى الأعداء المحتملين.

وبحسب وزارة الدفاع، يسمح تصميم فئة أوهايو لهذه الغواصات بالعمل مدة 15 عاما أو أكثر بين عمليات الإصلاح الرئيسية. وتقضي غواصات الصواريخ الباليستية معدل 77 يوما في البحر يليها 35 يوما في الميناء للصيانة.

وجاء في تقرير لنوكليير نوتبوك في 15 كانون الثاني/يناير أنه "في الماضي، كانت غواصتان من الغواصات الـ 14 تخضعان في أي وقت في المفاعل لعملية إصلاح شامل وإعادة التزود بالوقود (وهي عملية إعادة ضبط مطولة يتم إجراؤها عادة في منتصف العمر التشغيلي)".

وأشار إلى أنه "مع استكمال آخر عملية لإعادة التزود بالوقود في عام 2022، من المحتمل الآن أن يكون بالإمكان نشر الغواصات الـ 14 حتى عام 2027".

ولكن نظرا لضرورة أن تخضع الغواصات قيد التشغيل لإصلاحات طفيفة، من المحتمل أن يتواجد ما بين 8 و10 منها في البحر بشكل دائم.

وذكر التقرير "يعتقد أن 4 أو 5 من هذه الغواصات هي في ’حالة تأهب قصوى‘ في مناطق الدوريات المخصصة لها، ويمكن في حالات الخطر وضع 4 أو 5 غيرها في حالة استنفار بغضون ساعات أو أيام".

مزايا استراتيجية للمحيط الهندي

وفي الوقت الذي تعتبر فيه مواقع وتحركات غواصات البحرية الأميركية سرية للغاية عندما تكون في البحر، يصح الافتراض أن واحدة منها على الأقل قابعة دوما بشكل خفي في أعماق المحيط الهندي.

وتتمثل إحدى المزايا الاستراتيجية الرئيسية للمحيط الهندي في عمقه واتساعه، ما يجعله موقعا مثاليا لتشغيل الغواصات وبينها غواصات الصواريخ الباليستية.

فتبلغ مساحة المحيط الهندي نحو 70 مليون كيلومتر مربع، وهو ثالث أكبر رقعة مائية في العالم ويتجاوز عمقه في بعض المناطق الـ 7000 متر.

وتمنح هذه الميزة غواصات الصواريخ الباليستية مساحة كبيرة للعمل دون أن يتم رصدها، وتصعّب على الأعداء أيضا عملية تتبع تحركاتها.

وبالإضافة إلى اتساعه، يُعرف المحيط الهندي بمياهه الدافئة التي يمكن أن تساعد في إخفاء إشارات غواصات الصواريخ الباليستية.

وباستطاعة المياه الدافئة إنشاء طبقة من التشويه الحراري الذي من شأنه أن يصعّب على أنظمة السونار عملية اكتشاف الغواصات. وقد يكون ذلك مفيدا للغاية لغواصات الصواريخ الباليستية، خصوصا عندما تضاف إليها تدابير أخرى كوضع طبقات لامتصاص الصوت على هيكلها.

ويضم المحيط الهندي أيضا عددا من المضائق ذات الأهمية الاستراتيجية، مثل مضيق هرمز ومضيق ملقا وقناة السويس.

وتعتبر هذه المضائق حيوية للتجارة العالمية إذ تمر عبرها يوميا كميات كبيرة من النفط والبضائع الأخرى.

ويجعلها هذا الأمر هدفا محتملا للأعداء الساعين إلى تعطيل التجارة العالمية، ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على وجود بحري قوي في المنطقة.

ويمكن لهذه المضائق أن تشكل أيضا مواقع إطلاق محتملة لصواريخ الغواصات الباليستية.

ومن خلال عملها في المحيط الهندي، يمكن لغواصات الصواريخ الباليستية أن تتمركز على مقربة من المضائق، ما يمنحها ميزة استراتيجية في حال نشوب صراع.

استعراض للقوة

ونشرت البحرية الأميركية يوم السبت، 8 نيسان/أبريل، صورة للغواصة يو إس إس فلوريدا أثناء عبورها قناة السويس في طريقها إلى البحر الأحمر. وتعد هذه إحدى غواصات فئة أوهايو التي تحمل 154 صاروخا موجها من طراز توماهوك.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية/الأسطول الخامس الأميركي القائد تيم هوكينز في بيان، "دخلت الغواصة المنطقة في 6 نيسان/أبريل وبدأت بعبور قناة السويس في اليوم التالي".

وتشمل منطقة مسؤولية الأسطول خليج عُمان وبحر العرب والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.

ويأتي استعراض القوة هذا بعد إعادة تموضع مجموعة حاملة الطائرات الضاربة جورج إتش دبليو في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الشرق الأوسط وفي أعقاب الغارات الجوية الأميركية على منشآت في سوريا تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وجاءت هذه الإجراءات بعد أن استهدفت مسيرة "إيرانية المنشأ" مرفق صيانة في قاعدة للتحالف الدولي قرب مدينة الحسكة، ما أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة 5 من عناصر الجيش الأميركي.

وأعلنت البحرية الأميركية في كانون الأول/ديسمبر أن غواصة الصواريخ الباليستية يو إس إس ويست فيرجينيا رست في تشرين الأول/أكتوبر في جزيرة دييغو غارسيا النائية في المحيط الهندي، وذلك ضمن دورية ردع واسعة النطاق.

وتعد دييغو غارسيا منطقة ما وراء البحار تابعة للمملكة المتحدة، ويستخدمها كل من الجيش الأميركي والجيش البريطاني.

وأفادت شبكة سي إن إن في 2 كانون الأول/ديسمبر نقلا عن مسؤول عسكري مطلع على التوقف غير المعتاد في هذا الميناء، بأن موقع دييغو غارسيا البعيد أعطى القدرة للغواصة المزودة بصواريخ نووية على استبدال الطاقم المكون من 150 شخصا، وهو أمر لم يلاحظه أحد.

وذكر التقرير أن الإعلان المتأخر عن وصول الغواصة إلى هذا الميناء يخدم غرضين. ويكمن الأول بإعطاء الغواصة متسعا من الوقت للذهاب إلى مواقع أخرى في المحيط الهندي، فيما يتمثل الثاني بتوجيه رسالة إلى الأعداء المحتملين في المنطقة.

وقال المسؤول الذي لم يتم ذكر اسمه "ينبغي أن يستنتجوا من ذلك أنه يمكن لغواصة صواريخ باليستية لا يمكن اكتشافها أن تتحرك في أي محيط لفترة طويلة من الزمن".

وفي حين رفض المسؤول تحديد هوية المقصود بالرسالة، فإن التسلل تحت الماء للغواصات الأميركية أمر بالغ الأهمية لجمع معلومات سرية للغاية حول الخصوم، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.

ومن جانبه، قال قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية الأدميرال تشارلز ريتشارد في بيان إن "كل خطة عملياتية تقوم على افتراض أن الردع النووي صامد وأن (غواصات الصواريخ الباليستية) مثل ويست فيرجينيا تلعب دورا حيويا لتأمين ردع نووي موثوق للولايات المتحدة وحلفائنا".

وأفادت البحرية في بيان صحافي صدر في 7 كانون الأول/ديسمبر أنه قبل زيارة دييغو غارسيا، ظهرت يو إس إس ويست فيرجينيا في بحر العرب لتقلّ قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا الذي شارك في مناورات اتصالات مشتركة "لإقرار التكتيكات الناشئة والمبتكرة في المحيط الهندي".

وأكد قائد قوات الغواصات البحرية نائب الأدميرال وليام هيوستن أن "قدرة التخفي والاستجابة لهذه الغواصات إلى جانب تدريب أطقمها، تجعل من غواصات الصواريخ الباليستية أقوى سفن حربية في العالم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500