أمن

سكان الحسكة في سوريا يعارضون علنا وجود حزب الله في مدينتهم

وليد أبو الخير

منشور وزع في مدينة الحسكة السورية ويحمل صورة مشطوبة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. [اتحاد شباب الحسكة/فيسبوك]

منشور وزع في مدينة الحسكة السورية ويحمل صورة مشطوبة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. [اتحاد شباب الحسكة/فيسبوك]

القاهرة - استيقظ أهالي مدينة الحسكة شمالي شرقي سوريا يوم 28 حزيران/يونيو ليجدوا مناشير مناهضة لحزب الله ملقاة داخل المربع الأمني الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها.

وجاء المنشور الذي انتشر بسرعة ورقيا كما على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان "حجاج لبنانيون بيننا".

وتضمن صورة مشطوبة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كتب تحتها "لا لحزب الله ولا لنصر الشيطان في الحسكة".

وجاء في نص المنشور أن "حزب الله هو أهم الميليشيات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، وحيثما تذهب يعم عدم الاستقرار وترتكب جرائم شنيعة".

ملصق مناهض لحزب الله على حائط في الحسكة. [اتحاد شباب الحسكة/فيسبوك]

ملصق مناهض لحزب الله على حائط في الحسكة. [اتحاد شباب الحسكة/فيسبوك]

أغلقت المحلات التجارية في الحسكة يوم 27 حزيران/يونيو مع إضراب التجار احتجاجا على تدهور الوضع الأمني في المدينة وانتشار السرقات على نطاق واسع. [اتحاد شباب الحسكة/فيسبوك]

أغلقت المحلات التجارية في الحسكة يوم 27 حزيران/يونيو مع إضراب التجار احتجاجا على تدهور الوضع الأمني في المدينة وانتشار السرقات على نطاق واسع. [اتحاد شباب الحسكة/فيسبوك]

وأضاف المنشور أن الحزب "يؤمن تمويله من تهريب ونقل المخدرات، غير مبال للأضرار التي تسببها مثل هذه الأنشطة"، مؤكدا أنه يدخل حزب الله كل شهر "المزيد والمزيد من الأسلحة إلى الحسكة".

وبحسب المنشور، يخفي حزب الله وجوده في قواعد النظام داخل المربع الأمني، ويعمل سرا على زعزعة الأمن والاستقرار.

ويتابع أن الحزب يحاول بقيادة عميل له يدعى الحاج مهدي تجنيد شباب الحسكة، "وجعلهم يقفون في وجه عائلاتهم عبر تحويلهم لعملاء لقوات أجنبية".

وختم المنشور رسالته بالقول "نحن أهل الحسكة لا نقبل بهذا. لقد عانينا بما فيه الكفاية. لا نريد ولا نرغب بوجود حزب الله في مدينتنا".

تصاعد سريع لأنشطة الحرس الثوري الإيراني

وأكد الناشط الإعلامي عمار صالح أن هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها الناس علانية عن غضبهم من وجود حزب الله في الحسكة، متسببين بحالة من الارتباك والفوضى في صفوف قوات الأمن التابعة للنظام السوري.

وقال صالح إن هذه القوات فرضت إجراءات أمنية مشددة وهي في حالة تأهب قصوى تحسبا لانتشار الاحتجاجات الشعبية.

من جانبه، قال الصحافي السوري محمد العبد الله إن الحسكة تعتبر مدينة استراتيجية بالنسبة للحرس الثوري الإيراني بسبب قربها من المناطق التي تحتفظ الولايات المتحدة بوجود فيها.

وشدد على أن وجود الجماعات الموالية لإيران في الحسكة "يعزز موقفها في مواجهة قوات سوريا الديموقراطية"، ما يتيح لها "استغلال أي فراغ أمني تسببه الاشتباكات بين تركيا وتلك القوات".

وأضاف العبد الله أن قوات الحرس الثوري متعطشة أيضا لوضع يدها على "الثروة النفطية والزراعية التي تشتهر بها المنطقة".

ورجح أن يكون نشاط الحرس الثوري المتزايد بسرعة في مدينتي الحسكة والقامشلي (بالقرب من الحدود مع تركيا)، جزءا من استغلال إيران لتراجع الوجود الروسي مؤخرا في سوريا في ظل الحرب القائمة على أوكرانيا.

وأشار إلى أن الحرس الثوري ربما يستخدم الفراغ لتثبيت سيطرته على معبر اليعربية الحدودي الذي يربط العراق بسوريا، الأمر الذي من شأنه تسهيل حركة عناصر الحرس والجماعات الموالية له بين البلدين.

جهود التجنيد

وفي هذا السياق، قالت المتطوعة في جمعية خيرية محلية في محافظة الحسكة سمية العيسى، إن نفوذ الحرس الثوري الإيراني في منطقة الحسكة ظهر تدريجيا عام 2013 في مناطق سيطرة النظام.

ولكنها ذكرت أنه منذ العام الماضي بدأ هذا الوجود يكبر مع زيادة عدد "الحجاج اللبنانيين" داخل المربع الأمني وفي محيطه، ويطلق هذا التوصيف على قادة حزب الله.

وأشارت إلى أن حزب الله فتح أيضا عدة مكاتب لتجنيد الشباب السوريين ونشرهم للقتال لصالح الحزب والحرس الثوري والميليشيات التابعة لهما.

وأردفت العيسى أنه تم تجنيد وتدريب عشرات الشباب في معسكرات حزب الله في لبنان وحمص.

وأوضحت أن عملية التجنيد يقودها قائد في الحزب يدعى الحاج مهدي، ويشاع أن اسمه الحقيقي هو محمد شمس الدين ويتحدر من قرية شيعية في منطقة جبل لبنان.

وقالت العيسى إن الحاج مهدي ينتمي إلى الجيل الأول من الأشخاص الذين انضموا إلى حزب الله في ثمانينيات القرن الماضي، ولعب دورا كبيرا في قمع التظاهرات التي اندلعت بداية الحرب السورية.

ولفتت إلى أنه يعد حاليا واحدا من كبار المسؤولين المكلفين بعملية التجنيد.

وأضافت أن حزب الله نجح في التواصل مع عشائر المنطقة وإقناع شيوخها بالموافقة على تجنيد شبابهم في صفوف الحرس الثوري، ومن بين هذه العشائر عشيرة الطي التي تعتبر الأكبر في منطقة الحسكة.

وتابعت أن مسؤولي حزب الله والحرس الثوري يحاولون زرع الفتنة بين العرب والأكراد في المنطقة وتضليلهم.

وختمت العيسى مؤكدة أنهم يحاولون دفع المجتمعات العربية في المنطقة إلى الاعتقاد خطأ بأن قوات سوريا الديموقراطية تنوي السيطرة على المنطقة وسرقة مواردها وإفقار السكان العرب.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500