إرهاب

همجية الحوثيين تمهد الطريق لعودة نشاط تنظيم القاعدة في اليمن

نبيل عبد الله التميمي

مسلح حوثي يعدم رجلا في ساحة عامة بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم 18 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مسلح حوثي يعدم رجلا في ساحة عامة بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم 18 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- قال مسؤولون وباحثون إن حرب الحوثيين المستمرة في اليمن توفر للقاعدة في شبه الجزيرة العربية أرضا خصبة لإعادة تجميع صفوفها وشن هجمات في اليمن وأماكن أخرى في المنطقة.

وقال نائب وزير العدل اليمني، فيصل المجيدي، إن "ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تنشر الإرهاب والقتل والظلم وهذه الأعمال تؤدي لخلق بيئة ملائمة لعودة الأنشطة الإرهابية للتنظيمات الإرهابية الأخرى".

وعلى رأس هذه الأخيرة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقد نفذ كل منهما هجمات وحشية في اليمن خلال السنوات الأخيرة.

لكن مراقبين يرون أن هذا المسار ليس حتميا، مشيرين إلى إمكانية إبطائه أو حتى إيقافه إذا تحقق الاستقرار السياسي في اليمن وانتهت الحرب.

يمني ينظر إلى سيارة مشتعلة بعد تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج معقل تنظيم القاعدة، يوم 27 آذار/مارس 2017. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

يمني ينظر إلى سيارة مشتعلة بعد تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج معقل تنظيم القاعدة، يوم 27 آذار/مارس 2017. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتابع المجبدي "لا شك أن وجود حكومة قوية ومستقرة في وطن موحد بعيدا عن الاختلالات وبعيدا عن سيطرة الميليشيات بشكل عام سيجعل البيئة غير مناسبة لأية جماعات متشددة".

وأردف المجيدي أن تقارير عدة كشفت عن أدلة تشير إلى أن الحوثيين ينسقون مع تنظيم القاعدة، الذي لديه علاقات تاريخية مع النظام الإيراني ، أو على الأقل يحاولون استغلال التنظيم.

ولفت إلى أن الحقيقة تشير إلى وجود مصلحة مشتركة بينهما في زعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، إضافة إلى المصالح الدولية.

وأوضح المجيدي أن "القاعدة وأيضا جماعة الحوثي تخشى من تواجد الدولة وعودة مؤسساتها الذي سيضعف تماما أداء التنظيمات الإرهابية ويخنقها ويشل حركتها".

من جهته، أكد محافظ مأرب سلطان العرادة في مقابلة مع شبكة سي بي إس الإخبارية بثت في 8 أيلول/سبتمبر، أن تخليص البلاد من القاعدة لن يكون ممكنا إلا إذا كان اليمن موحدا ودولة فاعلة.

وأضاف لشبكة سي بي إس "نحن بحاجة إلى دولة. إذا كانت لدينا حكومة فاعلة، سنستطيع تطهير اليمن من القاعدة".

المتطرفون يزدهرون في الدول الضعيفة

وخلال زيارة قام بها إلى الكويت في 8 أيلول/سبتمبر، أي قبيل الذكرى العشرين لهجوم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، أشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أنالجماعة استخدمت أفغانستان كقاعدة انطلاق لها.

وأضاف أنه مع وجود طالبان في السلطة الآن، قد يحاول تنظيم القاعدة التجدد في ذاك البلد، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

وأوضح أن "طبيعة القاعدة وداعش تدفعهما دوما إلى محاولة إيجاد مساحة للنمو والتجدد، سواء هنالك أو في الصومال أو في أي مكان آخر يفتقر إلى نظام حكم. أعتقد أن هذه هي طبيعة التنظيم".

لكن تنظيم القاعدة قد ضعف وهو يتراجع في اليمن، مع مقتل عدد من قادته الرئيسين في غارات جوية، حسبما ذكر المحلل السياسي عدنان حميد للمشارق.

وقال "لكن انشغال الجيش اليمني بالحرب مع الحوثيين المدعومين من إيران يتيح المجال للتنظيم لتجميع قواه المبعثرة".

وظهر زعيم القاعدة أيمن الظواهري في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت يوم 11 أيلول/سبتمبر، وألقى كلمة دعا فيها إلى سحق العدو، كما دعا فروع التنظيم إلى التحرك، بما في ذلك القاعدة في جزيرة العرب في اليمن.

وقال حميد إن على الدول التي تكافح الإرهاب أن تأخذ دعوته على محمل الجد، رغم أن المحللين شككوا في إمكانية أن يكون زعيم القاعدة على قيد الحياة.

فمنذ أواخر عام 2020، انتشرت شائعات عن وفاة الظواهري، بحسب وكالة أسوشيتد برس، ولا سيما لأن المتطرف المولود في مصر التزم الصمت على جميع القنوات الإعلامية.

وقالت مجموعة سايت إنتلجنس جروب التي تراقب المواقع الإلكترونية المتطرفة إن إمكانية أن يكون قد مات ما زالت واردة، "على الرغم أنه إذا كان الأمر صحيحا، فسيكون قد توفي في وقت ما في أو بعد كانون الثاني/يناير 2021"، حسبما أوضحت مديرة الموقع على تويتر ريتا كاتز.

المكافآت للحصول على معلومات عن القاعدة

وقال حميد إن "مؤشرات عودة تنظيم القاعدة في اليمن ممكنة مع استمرار الحرب وتوافد عدد من قيادات تنظيم القاعدة من جنسيات عربية ويمنية لليمن ".

وقال مسؤولون وباحثون إن قادة القاعدة الأجانب بدأوا في الظهور في اليمن، إذ ساعدهم الصراع وتحالفهم المشكوك به مع الحوثيين على كسب موطئ قدم لهم فيه واستئناف أنشطتهم.

وفي أواخر حزيران/يونيو وأوائل تموز/يوليو، أصدر برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية ثلاثة إعلانات متتالية تعرضمكافآت للحصول على معلومات عن ثلاثة من قادة القاعدة الموجودين في اليمن.

حيث عرض ما يصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات عن إبراهيم البنا، وهو زعيم القاعدة المصري الذي كان عضوا مؤسسا للقاعدة في شبه الجزيرة العربية ويعمل كمسؤول لقادة القاعدة في إيران.

وعرض البرنامج أيضا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن زعيم القاعدة البارز في شبه الجزيرة العربية السوداني الأصل إبراهيم أحمد محمود القوصي.

كما عرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات تساعد في تقديم خالد باطرفي إلى العدالة، وهو عضو بارز في القاعدة في شبه الجزيرة العربية في محافظة حضرموت اليمنية وعضو سابق في مجلس شورى الجماعة.

وقال البرنامج "لا مكان لخونة القاعدة في اليمن، لا الآن ولا مستقبلا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500