أمن

اللبنانيون يعبرون عن قلقهم من مستودعات صواريخ حزب الله الخطيرة

نهاد طوباليان

عنصر من حزب الله يقف على حافلة نقل مجهزة بمنصة إطلاق صواريخ متعددة في مدينة النبطية الجنوبية. [صورة لوكالة الصحافة الفرنسية/محمود زيات]

عنصر من حزب الله يقف على حافلة نقل مجهزة بمنصة إطلاق صواريخ متعددة في مدينة النبطية الجنوبية. [صورة لوكالة الصحافة الفرنسية/محمود زيات]

بيروت -- أكد لبنانيون من مختلف الأطياف السياسية أن حزب الله يعرّض لبنان برمته لخطر غير مرغوب عن طريق تخزين الصواريخ المصنوعة في إيران والمتفجرات والذخائر في مستودعات تقع بقلب الأحياء السكنية.

وليس سرا أن حزب الله يمتلك عددا كبيرا من الصواريخ التي أمدته بها إيران، ولا سيما في الضاحية الجنوبية ببيروت وسهل البقاع، ولم يسع زعيم الحزب حسن نصرالله لإخفاء الأمر.

وعلى سبيل المثال، تباهى نصرالله في مقابلة بثت في 28 كانون الأول/ديسمبر على محطة الميادين الفضائية، بأن "عدد الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة بات ضعف ما كان عليه قبل سنة".

وبالمثل، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في ذكرى مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/يناير الماضي إن "لا سيادة [للبنان] من دون صواريخ قاسم سليماني".

يظهر في هذه الصورة التي التقطت في 27 أيلول/سبتمبر 2009 صاروخ إيراني قصير المدى (من طراز فاتح) أثناء تجهيزه لعملية إطلاق تجريبية خلال مناورات حربية في مدينة قم. [شايغان/فارس نيوز/وكالة الصحافة الفرنسية]

يظهر في هذه الصورة التي التقطت في 27 أيلول/سبتمبر 2009 صاروخ إيراني قصير المدى (من طراز فاتح) أثناء تجهيزه لعملية إطلاق تجريبية خلال مناورات حربية في مدينة قم. [شايغان/فارس نيوز/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من حزب الله يوجهون أسلحتهم من على متن حافلة نقل صغيرة أثناء تجمع في ضاحية بيروت الجنوبية بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2015. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من حزب الله يوجهون أسلحتهم من على متن حافلة نقل صغيرة أثناء تجمع في ضاحية بيروت الجنوبية بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2015. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقد عبر مواطنون يقطنون بمناطق نفوذ حزب الله عن تخوفهم من احتمال أن تنفجر مستودعات الذخيرة والصواريخ بتلك المناطق.

وكان هذا التخوف ملموسا بين سكان الشويفات والحدث وغيرها من بلدات البقاع الغربي، لا سيما تلك القريبة من حوض الليطاني.

وقال سليمان وهو من سكان بلدة الشويفات وطلب عدم ذكر اسمه الكامل، إن مشاعره ومشاعر سكان المنطقة "قد اختلفت" عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس.

وأضاف "بتنا نعيش هاجس الخوف من إمكانية حدوث انفجار ما بمستودع للذخيرة. وخوفنا مبرر لأن حزب الله سبق وكشف عن صواريخه".

وأوضح "في الماضي لم نكن نخاف، لكن بعد انفجار المرفأ وما أوقعه من قتلى وجرحى ودمار بالعاصمة بيروت، بتنا نتخوف من إمكانية انفجار مستودع بمحيطنا".

واستدرك قائلا إن هذه المستودعات "كثيرة وفق ما يتنامى لنا".

مستودعات أسلحة في مختلف أنحاء لبنان

وتشير تقارير إعلامية إلى وجود نحو 30 مستودع أسلحة لحزب الله في مختلف أنحاء البلاد، حيث يتم إنتاج الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى (مثل صواريخ فاتح-110/إم-600) وتخزينها وإطلاقها.

وقال مصدر عسكري إن انفجارا وقع في 22 أيلول/سبتمبر في مستودع ذخيرة تابع لحزب الله بقرية عين قانا الجنوبية.

وفي تقرير لقناة الحرة صدر بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر، كشف عنصر منشق عن حزب الله يعيش الآن بدولة أوروبية أن الحزب أقام مستودعات أسلحة في مختلف أنحاء البلاد لتأمين "اكتفاء ذاتي من الأسلحة والذخائر" في كل المناطق.

وقال للوسيلة الإعلامية إن "المعامل والمستودعات ممتدة على كافة الأراضي اللبنانية وداخل الأحياء السكنية".

وشدد على أن "للحزب خريطة لبنانية خاصة به، إذ يقسّم لبنان لبقع عسكرية وله بكافة المحافظات مخازن ومواقع سرية".

وذكر أن الحزب قسّم الجنوب إلى منطقتين: جنوب نهر الليطاني (وحدة بدر) وشمال الليطاني (وحدة نصر).

وأوضح أنه يتم تحزين الأسلحة والذخائر في مجمعات سكنية يمتلكها عناصر بحزب الله بمنطقة الجية التابعة لقضاء الشوف.

وفي 23 آب/أغسطس، دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى نقل "كل مخازن الأسلحة والمتفجرات" إلى خارج المناطق السكنية بلبنان.

وحذر في تقرير بثته الوكالة الوطنية للأنباء من أن "بعض المناطق اللبنانية تحولت لحقول متفجرات لا نعلم متى تنفجر ومن سيفجرها".

وأكد أن "وجود هذه المستودعات يشكل تهديدا خطيرا على حياة المواطنين".

ووفق منشق آخر عن حزب الله، فإن الحزب "يستحوذ على أسلحة وصواريخ دقيقة ومهيبة العدد أعلن عنها [نصرالله] مرارا وتكرارا".

وقال المنشق للمشارق إن "الحزب قد اخترق كافة المدن والبلدات اللبنانية، ولديه مراكز ومستودعات بكل المناطق دون استثناء".

وأكد أن لبنان يعيش "على صفيح ساخن" بسبب وجود تلك الأسلحة، مشيرا إلى أنها "مخزنة في أبنية وبيوت بالضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب".

ولفت إلى أن حزب الله "يستأجر المستودعات الخالية بالأحياء وبين المدنيين الآمنين ولا يشتريها، ليملأها بصواريخ ومتفجرات ومواد صناعتها، غير آبه بحياة الناس".

وأوضح أنه يتم تخزين بعض هذه الصواريخ في حين يتم استخدام البعض الآخر في التدريب.

ʼمنصة ‏للدفاع ‏عن طهرانʻ

من جانبه، قال مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والاستشارات خالد حمادة إن العدد الهائل لصواريخ حزب الله في لبنان ليس أمرا جديدا.

وأضاف أن الجديد هو أنها "حولت لبنان ‏لمنصة ‏للدفاع ‏عن طهران".

وتابع "لم يعد دور الصواريخ حماية ‏لبنان وتحرير أرضه، بل حماية الجمهورية الإسلامية".

واعتبر حمادة أن ‏وجود ‏هذه الصواريخ بالمدن والبلدات "لا ‏يشكل ‏خطرا على المواطنين فقط، بل على لبنان ‏وبنيته التحتية ووجوده برمته. لذا فالشعب كما الدولة بخطر".

وذكر أن الصواريخ الإيرانية في لبنان لا تشكل خطرا جسديا فقط، ‏بل هي خطر ‏على مؤسسات لبنان ونظامه السياسي الذي يضغط حزب الله على‏‏ بعض الفرقاء ‏السياسيين فيه، ‏ولا سيما ‏رئيس الجمهورية، ‏ لتعديله.

‏ولفت حمادة إلى أن "لا أحد يستطيع تحديد عدد‏ مستودعات الصواريخ بدقة، لأنه ليس بمتناول أحد". وأشار إلى أن عددا من المخازن ‏"منتشر بين لبنان وسوريا".

وختم قائلا إن "كل ‏المناطق ‏المقفولة التي يتعذر ‏على المواطنين ‏اللبنانيين كما القوى الأمنية الرسمية دخولها ‏ هي مناطق ‏محتملة لوجود ‏بنية تحتية صاروخية ‏لحزب الله".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

يا ويلنا اذا تمكن منا الفكر الايراني والله نحن شيعة لبنان اول ناس مناكلها

الرد

يلزم أن يعرف الشعب اللبناني أنه في أعين حسن نصرالله، صاحب البطن الكبير، لا قيمة لهم. وما لم يتم نزع سلاح حزب الله، سيدمّر لبنان تماما مثل إيران.

الرد