دبلوماسية

المانحون الدوليون يندفعون لإرسال المساعدات إلى بيروت

المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

صورة لطائرة مساعدات عسكرية أميركية في مطار بيروت الدولي يوم 7 آب/أغسطس. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة لطائرة مساعدات عسكرية أميركية في مطار بيروت الدولي يوم 7 آب/أغسطس. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة، 7 آب/أغسطس، إنها تحاول جاهدة إيصال المواد الغذائية والمساعدات والمعدات الطبية إلى العاصمة اللبنانية بعد الانفجار المدمر الذي وقع يوم الثلاثاء في مرفأ بيروت.

وأسفر الانفجار عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا وإصابة أكثر من 5000 آخرين وتشريد ما يقدر بنحو 300 ألف من سكان العاصمة.

وأدى الانفجار المروع أيضا إلى تعليق الإغلاق الذي كان مقررا وتدفق آلاف الجرحى إلى المستشفيات التي تجد صعوبة في التعامل مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).

وشهد يوم الخميس أعلى حصلية يومية في لبنان للمصابين بفيروس كورونا مع تسجيل 255 إصابة.

صورة التقطت في 7 آب/أغسطس تظهر إهراءات الحبوب المدمرة في مرفأ بيروت الذي شهد انفجارا هائلا هز العاصمة اللبنانية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 7 آب/أغسطس تظهر إهراءات الحبوب المدمرة في مرفأ بيروت الذي شهد انفجارا هائلا هز العاصمة اللبنانية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي خضم الذهول الذي أعقب انفجار يوم الثلاثاء، أهمل العديد من الناس وضع الكمامات خلال نقلهم مع آخرين في سيارات، وأحيانا مع غرباء، إلى المستشفيات التي تضرر العديد منها جراء الانفجار.

وأجبر الانفجار السلطات على تعليق الإغلاق الذي كان من المفترض أن يستمر حتى 10 آب/أغسطس.

في غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إنها فقدت في الانفجار عدة حاويات من الإمدادات الطبية الأساسية واحترقت معدات الحماية الشخصية بالكامل.

وأضافت منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات مكتظة بالجرحى مع خروج ثلاثة مستشفيات من الخدمة وخسارة 400 سرير، وتضرر مستشفيان آخران جزئيا وخسارة 100 سرير إضافي.

ودعت المنظمة الدولية إلى تخصيص 15 مليون دولار لتغطية حاجات الصدمات الطارئة الفورية والحاجات الإنسانية والصحية.

مساعدات غذائية وطبية في الطريق

من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة أنها سترسل فورا أغذية وأدوية بقيمة 15 مليون دولار لمساعدة لبنان بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.

وأوضحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أن المساعدات التي سينقلها الجيش الأميركي تغطي حاجات ثلاثة أشهر من الغذاء لـ 50 ألف شخص وثلاثة أشهر من الأدوية لـ 60 ألف شخص.

ويوم الخميس، سلم الجيش الأميركي الدفعة الأولى من الإمدادات الطبية والغذائية والمائية إلى لبنان.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إن طائرة عسكرية من طراز سي-17 انطلقت من قاعدة العديد الجوية في قطر وسلمت 11 صندوقا من المساعدات، مع توقع وصول شحنتين أخريين من الطعام والمياه في غضون 24 ساعة.

ونقل عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي قوله، إن "الولايات المتحدة تعمل بهمة على توصيل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية للجيش اللبناني لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب لبنان".

وأعرب قسم كبير من اللبنانيين عن غضبهم من السلطة التي تقود البلاد والتي تعتبر عند شريحة واسعة أنها فاسدة ولا تتمتع بالكفاءة، حتى أن البعض يخشى عدم وصول المساعدات الدولية إلى من هم في أمس الحاجة إليه.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان: "ندرك جيدا دوافع القلق بشأن الجهة التي ستصل المساعدات إليها، والتأكد من وصولها إلى الشعب اللبناني الذي هو في أمس الحاجة إليها".

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أنه سيتم تنسيق إرسال المزيد من المساعدات مع الجيش اللبناني والسفارة الأميركية في لبنان والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، عن تخصيص 33 مليون يورو (39 مليون دولار) لتمويل مساعدات طارئة للبنان وحشد موارد مادية للمساعدة في جهود الإغاثة في بيروت، بما في ذلك سفينة مستشفى إيطالية.

وكشف مصدر من الاتحاد الأوروبي أنه من المقرر عقد مؤتمر للمانحين للحشد للحصول على تمويل إضافي لإعادة الإعمار بعد تقييم المبلغ المطلوب.

بحاجة لكمية ’ضخمة‘ من المساعدات

إلى هذا، حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تضرر تدفق الغذاء إلى لبنان المدمر اقتصاديا، وهو الذي يستورد 85 في الماية من طعامه.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج، اليزابيث بيرز، إن برنامج الغذاء العالمي يشعر بالقلق من أن يؤدي الانفجار والأضرار التي لحقت بالمرفأ إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي الضعيفة أصلا".

وأضافت أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بأكبر مرفأ في لبنان، "قد تحد من تدفق الإمدادات الغذائية إلى البلاد وترفع أسعار المواد الغذائية تصبح معها خارج متناول الكثيرين".

وتابعت بيرز، أن برنامج الغذاء العالمي سيخصص 5000 طرد غذائي للأسر المتضررة، يحتوي كل منها على ما يكفي من الغذاء لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد مدة شهر واحد.

ويخطط البرنامج لاستيراد دقيق القمح والحبوب للمخابز والمطاحن للمساعدة على تجنب الوقوع في نقص غذائي.

أما منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، فتحدثت عن أرقام أولية تشير إلى تضرر أو تدمير ما يصل إلى 100 ألف منزل لأسر لديها أطفال وهم حاليا نازحون.

وقالت المتحدثة باسم اليونيسف ماريكسي ميركادو: "لدينا تقارير أولية تشير إلى تعرض أكثر من 120 مدرسة رسمية وخاصة لأضرار"، تخدم نحو 55 ألف طفلا.

وأطلقت الوكالة نداء لتأمين مبلغ مبدئي قدره 8.25 مليون دولار.

وختمت ميركادو قائلة: "إن الاحتياجات ضخمة ويجب الحصول عليها فورا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500