مجتمع

مهرجان في الأردن يهدف إلى الحد من العنف ضد الأطفال

محمد غزال من عمان

الملكة الأردنية رانيا تشارك في حفل افتتاح مهرجان نظمه المجلس الوطني لشؤون الأسرة واليونيسف، في إطار حملة وطنية للحد من العنف الجسدي ضد الأطفال. [الصورة من صفحة المجلس الوطني لشؤون الأسرة على فيسبوك]

الملكة الأردنية رانيا تشارك في حفل افتتاح مهرجان نظمه المجلس الوطني لشؤون الأسرة واليونيسف، في إطار حملة وطنية للحد من العنف الجسدي ضد الأطفال. [الصورة من صفحة المجلس الوطني لشؤون الأسرة على فيسبوك]

نُظم مهرجان تفاعلي شاركت فيه العائلات من مختلف أنحاء الأردن، في إطار حملة وطنية للترويج للتربية الإيجابية للأطفال والحد من العنف الجسدي ضد الأطفال.

وكان المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد أطلقا مهرجان "يوميات لوني بالوني" في عمّان في 18 أيلول/سبتمبر، بحضور الملكة رانيا.

وسعى المهرجان الذي أقيم أيضا في إربد والزرقاء، إلى زيادة الوعي بالحوار الإيجابي ومناهج تربية الأطفال. وسيقام المهرجان نفسه في العقبة في 12 و13 تشرين الأول/أكتوبر.

وتم استخدام ثماني شخصيات من الرسوم المتحركة لتعريف الأطفال والأهالي ومقدمي الرعاية بالأدوات والمهارات اللازمة لتنمية الأطفال السليمة.

الملكة رانيا تشارك في مهرجان "يوميات لوني بالوني" في عمّان في 18 أيلول/سبتمبر. [الصورة من صفحة المجلس الوطني لشؤون الأسرة على فيسبوك]

الملكة رانيا تشارك في مهرجان "يوميات لوني بالوني" في عمّان في 18 أيلول/سبتمبر. [الصورة من صفحة المجلس الوطني لشؤون الأسرة على فيسبوك]

وتمثل كل شخصية من هذه الشخصيات مهارة إيجابية يمكن للوالدين استخدامها في تربيتهم لأطفالهم، كالتواصل وممارسة الصبر وإظهار المحبة والاستماع والتشجيع والتصرف كنموذج يحتذى به وفهم تنمية الأطفال.

تحرك على كل المستويات

وقال الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة بالوكالة محمد مقدادي إن "من أهم أهداف الحملة تقوية الالتزام والتحرك على المستوى الوطني والمحلي لحظر جميع أشكال العنف ضد الأطفال".

وأوضح للمشارق أن الحملة تهدف إلى تعزيز قيم اللاعنف ورفع الوعي وتنمية قدرات جميع العاملين مع الأطفال والعاملين من أجلهم.

وأضاف أن الحملة تسعى أيضا إلى "توفير خدمات العلاج وإعادة التأهيل الاجتماعي وإيجاد خدمات وأنظمة تبليغ سهلة الاستخدام للأطفال ومراعية لهم".

وقال إن ذلك سيساعد في ضمان المحاسبية وإنهاء حالة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الأطفال.

وذكر مقدادي في بيان أن المهرجان يأتي في إطار "استراتيجية وطنية متعددة القطاعات وتمتد على ثلاثة أشهر، تهدف إلى الحد من انتشار العنف ضد الأطفال في الأردن بمعدل النصف بحلول العام 2012".

وأظهرت الدراسات أن تسعة من أصل عشرة أطفال في الأردن يواجهون نوعا من أنواع العنف الجسدي يمارسه بحقهم أهاليهم أو أساتذتهم أو مقدمي الرعاية لهم.

وقال مقدادي إن دراسات أجريت في الأردن تظهر أن "52 في المائة من الأطفال يتعرضون للعقاب الطفيف، و34 منهم للعقاب المتوسط من الوالدين. ويتعرض 70 في المائة من الأطفال لإساءات لفظية من الوالدين".

ولفت إلى أن البعض يتعرضون أيضا للعقاب على يد أشقائهم أو أقربائهم أو أطفال آخرين يتشاركون معهم مكان الإقامة، مشددا على ضرورة زيادة الوعي في هذه المسألة "لحماية الأطفال وحقوقهم".

’ضرورة مجتمعية‘

وفي هذا السياق، شدد الخبير في علم الاجتماع حسين خزاعي على ضرورة توعية المجتمع وخاصة الآباء الجدد حول آثار العنف ضد الأطفال.

وأضاف للمشارق أن "معاقبة الطفل بأي شكل عنيف تترك آثارا نفسية كبيرة وتكون كارثية في بعض الاحيان".

وأشار إلى أن حماية الطفل مسؤولية تقع على المجتمع بشكل عام "وتبدأ من أولياء الأمور والمدرسة والأسرة"، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في التوعية.

بدورها، قالت آيات حمود، وهي أم لأربعة أطفال، في حديث للمشارق إن طفلتها تعرضت لعنف لفظي من إحدى المعلمات في المدرسة الحكومية في منطقة طبربور في عمّان.

وأشارت في حديثها للمشارق إلى أن "بعد أن قامت إحدى المعلمات مؤخرا بشتم ابنتي وهي في الصف الثالث أصبحت ليلى غير راغبة في الذهاب إلى المدرسة وأصبح لديها خوف من المدرسة بشكل عام. قمت بمتابعة ابنتي حتى تغلبت على الموضوع ولكن كان لذلك أثر سلبي كبير".

وتابعت "نحن أحيانا نغضب من تصرفات أطفالنا ونقوم بالصراخ وهذا تصرف خاطئ".

وشددت على ضرورة أن تتنبه المدارس لهذه المشكلة، مضيفة أنه لا بد من حماية الأطفال من أي نوع من الإساءة".

وأضافت أنه لهذه الغاية، تعتبر الحملة الوطنية لمكافحة العنف ضد الأطفال "أمرا أساسيا ومهما".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500