إرهاب

إرث داعش في انتهاك حرمة بيوت الله والمقدسات الدينية

خالد الطائي

[ارشيف]

حين اجتاح تنظيم داعش العراق، دمر الكثير من المساجد ودور العبادة بالكامل، واستخدم الكثير من تلك التي سلمت منه كمنابر لنشر أيديولوجيته المنحرفة.

وفي آخر مثال على تدميره الوحشي، فجّر التنظيم يوم الأربعاء (21 يونيو/حزيران) جامع النوري الكبير بالموصل ومئذنته الحدباءالتاريخية التي زينت أفق المدينة طيلة قرون.

وقد دمر تنظيم داعش أو فجّر على مدى احتلاله الذي استمر ثلاث سنوات مئات الجوامع والأضرحة والكنائس والمعابد الأخرى في مدينة الموصل وحدها بحجة "عدم شرعيتها" حسب أيديولوجيته الدينية المتشددة.

كما حول بقية الجوامع إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة وورش للذخيرة ومراتع للأيديولوجيا المتشددة، مشوهًا رمزيتها كبيوت للصلاة ومنتهكًا حرمتها.

تعرض رقد النبي يونس لأضرار بالغة على يد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) عند اجتياحه للموصل في يونيو/حزيران 2014 . [حقوق الصورة للوقف السني]

تعرض رقد النبي يونس لأضرار بالغة على يد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) عند اجتياحه للموصل في يونيو/حزيران 2014 . [حقوق الصورة للوقف السني]

تسميم العقول من المنبر

ويشير في هذا الصدد محمد الشماع، إمام وخطيب جامع النبي يونس بالموصل، إلى أن تنظيم داعش "أضّر كثيرًا بالوظيفة الدينية والأخلاقية النبيلة للجوامع".

ويقول لديارنا إن "الإرهابيين حوّلوا دور العبادة تلك لمنابر إعلامية يروجون من خلالها لتخاريفهم ومعتقداتهم البعيدة عن جوهر الإسلام وتعاليمه".

وأضاف أنهم كانوا يسعون عبر أئمتهم وخطبائهم لتسميم أفكار الناس وإشاعة التطرف، بينما أُجْبِر الأئمة المعتدلون على الابتعاد.

وزاد "كان المصلون يفضلون إقامة صلواتهم الخمس ]اليومية[ وصلاة الجمعة في منازلهم بدلَا من المجيء للجوامع والاستماع للخطب والكلام المشحون بالكراهية والعنف تجاه كل شيء".

ويؤكد الشماع أنه أثناء معارك تحرير المدينة، تمترس مقاتلو داعش بالمساجد المحلية التي استخدموا كثيرًا منها كثكنات عسكرية.

وذكر "عندما تتحول بيوت الله لمتاريس ومخازن للسلاح وتصنيع المتفجرات وتُسْتَغل كقواعد انطلاق للهجمات الانتحارية وعمليات القنص ضد القوات الأمنية والمدنيين فذلك يمثل قمة النذالة والوحشية".

وشدد على إن "العشرات من دور العبادة القديمة، ومن بينها ضريح النبي يونس،نسفها الإرهابيون دون أدنى احترام لمكانتها التاريخية كمعالم مرتبطة بالهوية الثقافية للموصل".

عدو للدين والإنسانية

وبدوره، أكد الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء الدين بالعراق لديارنا إن تنظيم داعش "لا يمتلك أي وازع أخلاقي أو ديني فهو عديم الإنسانية ومجرد من القيم".

وقال إن التنظيم دمر دور العبادة التي تخص كل الأديان.

وقال إن التنظيم حول ما تبقى من مساجد في الموصل إلى مراكز قتال غير آبه على الإطلاق بحرمتها كدور عبادة حتى في شهر رمضان.

ومن جانبه، قال الشيخ شهاب الشويلي الأمين الخاص لمرقد "الشيخ محمد الكليني" ببغداد لديارنا إن "عناصر داعش كشفوا حقيقتهم كجماعة بلا دين أو اهتمام بجرائمهم التي طالت البشر والحجر على حد سواء".

وتابع "لم تسلم من هذه الجرائم حتى بيوت الله والمراقد والمزارات الدينية، دمروها لتشويه صورة الإسلام وطمس مبادئ التسامح والتعايش الديني والعدالة التي يكفلها ديننا".

وأشار الشويلي إلى أن "الإرهابيين حاربوا كل الأديان والطوائف وحرموا الناس من القيام بطقوسهم وشعائرهم انطلاقًا من تفسير ديني منحرف يُكَفِّر من لا يؤمنون بأفكارهم".

وشدد على أن "هؤلاء ليسوا أعداء لطائفة أو دين أو عرق ما دون غيره، بل هم أعداء لجميع العراقيين وللإنسانية جمعاء، وساعة القضاء عليهم حانت".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500