أعضاء تحالف الساحل يركزون خلال القمة على التضامن والأمن

نواكشوط، موريتانيا -- جددت دول الساحل التزامها بدعم التكامل الإقليمي ومواجهة التحديات التي تواجه دول الساحل، ولا سيما الفقر والجماعات الإرهابية المسلحة وتناميالنفوذ الروسي.

واتفق المشاركون في الجمعية العامة الرابعة التي احتضنتها العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم الاثنين، 10 تموز/يوليو، على زيادة التعاون بين الدول الأعضاء بهدف تلبية الاحتياجات الملحة لسكان منطقة الساحل.

وشهدت القمة انتقال الرئاسة الدورية لتحالف الساحل من إسبانيا إلى ألمانيا، ممثلة في وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتزه.

وقالت شولتزه "تعد منطقة الساحل من أفقر المناطق في العالم، وتضم واحدة من أكثر الجماعات السكانية شبابا".

وأضافت أنه "في الوقت نفسه، أصبحت منطقة الساحل بؤرة جديدة للإرهاب وتزايد النفوذ الروسي".

يشار إلى أن التحالف، الذي تأسس في عام 2017، ينسق الدعم الدولي لدول الساحل الخمس، وهي موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.

ويبلغ إجمالي الدعم لكل المبادرات والاستثمارات التي تمولها الدول الأعضاء في تحالف الساحل نحو 28 مليار يورو (31.5 مليار دولار أميركي).

من جهة أخرى، قدمت الولايات المتحدة الأميركية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دعما بأكثر من 500 مليون دولار سنويا، من خلال مجموعة واسعة من برامج التنمية.

إلا أن بعض المحللين يرون أن التحديات المطروحة اليوم لدول الساحل تتطلب المزيد من تضافر الجهود بين الدول الأعضاء، لا سيما مع استفحال التهديد الذي تشكله مجموعة المرتزقة الروس، فاغنر.

وقال الخبير في أزمات منطقة الساحل محمد الأمين الداه إن "تورط جماعة فاغنر مؤخرا في مداهمة بعض مخيمات البدو في شمال مالي، وإقدامها على اختطاف موريتانيين من الحدود مع مالي، من أكثر التحديات التي قد تعوق عمل تحالف دول الساحل".

ودعا إلى المزيد من التنسيق بين جميع الدول الأعضاء والمزيد من الشفافية في توزيع المساعدات التي يتلقونها بين شعوبهم.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، الذي يترأس مجموعة دول الساحل الخمس، قد قال خلال اجتماع نواكشوط الأخير "إن الأزمات في منطقة الساحل يغذي بعضها بعضا ضمن حلقة مفرغة".

وتابع أن "هذا الأمر يفاقم الوضع الصعب الذي تواجهه الدول الخمس بالفعل"، إضافة إلى الأحوال العالمية المعقدة على نحو متزايد.

ودعا الرئيس الموريتاني أيضا إلى عودة مالي إلى مجموعة دول الساحل الخمس

ضرورة تعزيز الأمن

من جانبه، يشكك الصحافي الموريتاني بشير ببانه في جدية جميع الدول الأعضاء في معالجة التحديات التي تواجه منطقة الساحل.

وعلق للمشارق بالقول "لا أريد اتهام بلد بعينه، ولكن الصورة واضحة بالنسبة لمن يتابع يوميا أخبار الاختطافات التي تحصل هنا وهناك ضد المدنيين العزل، وتصاعد وتيرة الحضور الروسي في بعض بلدان المنطقة".

وخلال قمة نواكشوط، أشادت شولتزه بجهود موريتانيا لدعم دول الساحل قائلة، إن "موريتانيا تلعب دورا رائدا وبناء، وتقدم مساهمة كبيرة لتعزيز السلم في المنطقة ... وتبذل جهودا جبارة في محاربة الفقر والتغيرات المناخية".

وكانت موريتانيا قد قدمت خلال قمة نواكشوط خارطة طريق تهدف إلى تعزيز قدرات الجهات الدفاعية والأمنيةلمكافحة انعدام الأمن في منطقة الساحل وتحسين ظروف التنمية المستدامة.

وشملت أهداف الخارطة الوصول إلى الخدمات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية، بما في ذلك التعليم والصحة والحماية الاجتماعية والأمن الغذائي.

وفي جانبها الدبلوماسي، تسعى الخارطة إلى تطبيع العلاقات بين الدول الأعضاء وشركاء التحالف، لا سيما في حالة مالي وبوركينا فاسو.

وتتضمن الأهداف الأخرى أيضا مشاركة التجربة الموريتانية في تعزيز الأمن والاستقرار مع الدول الأعضاء الأخرى.