يتخوف كثيرون في العراق من قيام كتائب حزب الله وغيرها من الميليشيات العراقية المدعومة من إيران بتدمير اقتصاد بلدهم وسمعته خدمة لأجندة إيران الإقليمية كما فعل حزب الله في لبنان.
ففي العراق ولبنان، تشارك الميليشيات المدعومة من إيران والمدججة بالسلاح والخارجة عن سيطرة الدولة، في أنشطة غير مشروعة مثل تهريب المخدرات والسلاح وتمارس نفوذا مبالغا فيه في عملية اتخاذ القرار على الصعيد الوطني.
وقال مسؤولون عراقيون للمشارق إن أنشطة هذه الميليشيات تشكل تهديدا نشطا لاستقرار البلدين.
وما هو مقلق بشكل خاص هو تدخلها في الصراعات الإقليمية بدون سلطة الدولة، فتشن هجمات إرهابية من الدول التي تعمل فيها وتنفذ عمليات تهريب للمخدرات والأسلحة عبر الحدود.
وتنفذ أنشطة التهريب بصورة دورية برا وجوا.
وفي أعقاب الزلزال المدمر الذي حصل في شباط/فبرابر، استغلت إيران الكارثة لإدخال شحنات من المعدات العسكرية والأسلحة بحجة تسليم أدوية ومواد غذائية، حسبما ذكرت وكالة رويتزر في 12 نيسان/أبريل.
وجاء في التقرير أن المئات من الشحنات التي كانت تحمل معدات عسكرية وأسلحة أدخلت جوا من إيران إلى مطارات في حلب ودمشق واللاذقية خلال فترة الأسابيع الـ 7 التي تلت الزلزال.
وقال مسؤولون عراقيون للمشارق إن إيران شحنت أيضا الذخيرة والصواريخ والمسيرات في "مئات" الشاحنات برا إلى وكلائها الإقليميين في سوريا تحت ذريعة تسليم المساعدات الإنسانية.
وتعاملت مع هذه الشحنات البرية ميليشيات عراقية نافذة بما في ذلك كتائب حزب الله المنتشرة في مدينة القائم الواقعة على الحدود العراقية مقابل بلدة ألبوكمال السورية.
ولكن مسؤولين ذكروا أن هذه التحركات لم تمر مرور الكرام، مشيرين إلى أن تقارير مسربة تفصّل هذه الأنشطة غير المشروعة تظهر أن الولايات المتحدة تتعقب أنشطة هذه الجماعات المسلحة وتحركاتها.
شبكات تهريب طهران
واستخدمت عبارة "محور المقاومة" التي تعتمدها إيران على مدى سنوات للإشارة إلى التحالف بين طهران والجماعات التابعة لها، بما في ذلك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وتعمل هذه الجماعات على جبهات عدة لتنفيذ أجندة إيران الإقليمية، وبالمقابل تزود طهران شركاءها في "المحور" بالمال والأسلحة والدعم.
وشكّلت كتائب حزب الله لاعبا أساسيا في التهريب عبر الحدود بين العراق وسوريا نظرا لعلاقاتها الوطيدة مع حزب الله اللبناني الذي هو أيضا شريك في "المحور" وينتشر في سوريا ويشكل دعامة لعمليات تجارة المخدرات الإقليمية.
وتنسق كتائب حزب الله أيضا مع الوحدات اللوجستية للحرس الثوري الإيراني التي تنقل المعدات العسكرية إلى سوريا ولبنان.
وتشمل هذه الأخيرة الوحدة 190 المعروفة بوحدة التهريب التابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري وعلى رأسها بهنام شهرياري الخاضع لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويدير شهرياري شبكة عالمية من الشركات الواجهة التي توفر التمويل للحرس الثوري عبر تهريب النفط والسلاح والممنوعات، وهو لديه علاقة وطيدة بحزب الله اللبناني والحوثيين.
وبحسب مصادر استخبارية، قامت الوحدة 190 خلال السنوات الأخيرة بنقل آلاف الأطنان من الأسلحة لوكلاء إيران، بما في ذلك نظام بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وبحسب معلومات، تقوم الوحدة 4400 التابعة لحزب الله (وتعرف أيضا باسم الوحدة 108) بتسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا وغيرها من أشكال الدعم من إيران إلى لبنان عبر سوريا.
كذلك، تشارك في عمليات شحن الأسلحة الوحدة 400 التابعة للحرس الثوري وعلى رأسها العقيد حامد عبد اللهيان، وهو ضابط استخبارات بالحرس الثوري ومرافق سابق للقائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني.
واتهمت الوحدة 400 باغتيال صحافيين وناشطين عراقيين كانوا معارضين لأجندة إيران.
أما الوحدة 18000، وهي وحدة تجسس شبه عسكرية بقيادة حسن مهدوي، فقامت بحسب معلومات بتنظيم شحنات من المكونات العسكرية من إيران إلى سوريا على متن طائرات هبطت في مطارات بحلب ودمشق واللاذقية.
ووردت تقارير في حزيران/يونيو عن وحدة جديدة (الوحدة 700) على رأسها مسؤول سابق في فيلق القدس هو غال فرسات، هي متورطة بتزويد الأسلحة والمعدات للميليشيات الإيرانية في سوريا ولحزب الله في لبنان.
الإضرار بالمصالح العراقية
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي طارق الشمري للمشارق إن تهريب الأسلحة هو جزء من استراتيجية إيران للبقاء كقوة تهديد، متهما إيران بتسليح قواتها في سوريا ومحاولة تقوية وكلائها في المنطقة.
وتابع أن "المساعدة اللوجستية التي تقدمها كتائب حزب الله وبقية الجماعات العراقية لإيران في عمليات شحن الأسلحة والمخدرات خطرة ومضرة لمصالح العراق".
وأوضح أن هذا الدعم يعرّض العراق لخطر الانزلاق في صراعات خارج حدوده، ويسيء إلى جهوده الحالية لإعادة إحلال الأمن في أعقاب الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والتظاهرات الشعبية.
وأوضح أن "خدمة الأجندات الإيرانية لا يتوافق مع الهدف الأساسي لفتوى المرجع الديني السيد علي السيستاني والتي حثت العراقيين على التطوع في صفوف الجيش لدرء خطر داعش.
وقال إن "هذه الفتوى لم تصدر لتقويض سيادة البلد أو تدميره، وهو ما تحاول فعله اليوم الميليشيات المعروفة بالولائية".
وبدوره، ذكر المحلل السياسي العراقي أحمد شوقي أنها "لم تمنح إذنا مستندا إلى الشريعة لإنشاء فصائل موالية لجهات أجنبية والتصرف كخصوم للدولة وانتهاك القانون".
وبعد هزيمة داعش في العراق، بدأت الميليشيات المدعومة من إيران بتوسيع رقعة نفوذها وتحولت بالتالي إلى تهديدا بحد ذاتها.
وإلى جانب كتائب حزب الله، تشمل هذه الميليشيات عصائب أهل الحق وحركة النجباء وتنظيم بدر ولواء سيد الشهداء وغيرها من الجماعات التي تتبع أوامر الولي الفقيه (أي الزعيم الإيراني علي خامنئي).
ضرورة أن يحد العراق أنشطة الميليشيات
وفي هذا الإطار، تواصل كتائب حزب الله تنفيذ أنشطة تهريب عبر معابر برية غير شرعية بين العراق وسوريا، مثل معبر السكك في بلدة الهري بدير الزور.
وإضافة إلى الأسلحة، تحتكر الميليشيا أيضا تجارة المخدرات بمساعدة حزب الله اللبناني وتملأ خزائنها عبر فرض رسوم على مهربي الماشية والسلع الغذائية والتبغ بين البلدين.
وقال أمين عام مجلس العشائر العربية ثائر البياتي للمشارق إن الميليشيات المدعومة من إيران تلعب دورا محوريا في دعم أجندة إيران التوسعية وتقوض فعليا الأمن الوطني والإقليمي.
وأضاف أن "تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات من بين أنشطة غير قانونية كثيرة مسؤولة عنها تلك الجماعات الفوضوية التي تتبع أوامر الحرس الثوري الإيراني وتنفذ خططه وأجنداته الخبيثة على حساب مصلحة العراقيين".
وشدد على ضرورة أن يحد العراق من أنشطة هذه الميليشيات التي تعزز كلها مصالح إيران في المنطقة على حساب دول مثل العراق.
شكرآ لك ع هذا المقال وع نشر الوعي الراقي والمفيد بين الناس وتحذير الناس من هؤلاء الملاعين بارك الله بك.
الرد1 تعليق