إيران تستخدم قطعا صينية لتصنيع مسيرات لروسيا مقابل طائرات ومعدات

عززت إيران وروسيا تعاونهما في مجال الدفاع، إذ قامت الجمهورية الإسلامية ببناء مصنع لإنتاج المسيرات في روسيا بالتزامن مع استخدامها قطع غيار صينية جديدة في تصنيع مسيراتها.

وتسعى إيران أيضا للحصول على أعداد كبيرة من طائرات الهليكوبتر الهجومية والطائرات الحربية وأنظمة الدفاع الجوي الروسية مقابل تزويدها روسيا بالمسيرات، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة، 9 حزيران/يونيو.

وحذر البيت الأبيض من أن هذه الأسلحة يمكن أن تزيد بشكل كبير من قدرة طهران على تهديد جيرانها أو صد هجمات مستقبلية.

وتم الكشف عن تفاصيل التبادل كجزء من تقييم استخباراتي حول العلاقات العسكرية الوطيدة بين البلدين، وقد أكد التقييم أيضا معلومات سابقة بشأن إنشاء مصنع إيراني لبناء المسيرات في روسيا.

ففي شباط/فبراير، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران وروسيا لديهما خطط لبناء مصنع للطائرات المسيرة في ييلابوغا الواقعة على بعد نحو 965 كيلومترا شرقي موسكو، ويمكن لهذا المصنع أن ينتج ما لا يقل عن 6000 مسيرة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن "هذه شراكة دفاعية شاملة تضر بأوكرانيا وبجيران إيران والمجتمع الدولي".

وفي الوقت الذي نفت فيه طهران باستمرار تزويد روسيا بمسيرات لاستخدامها ضد أوكرانيا رغم الأدلة الوفيرة، أعلنت وقوفها إلى جانب روسيا في أعقاب ما تم الكشف عنه مؤخرا بشأن عمليات نقل المسيرات.

وفي 12 حزيران/يونيو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن "التعاون الدفاعي [الإيراني] مع روسيا له الأولوية على الحرب في أوكرانيا".

وأضاف "لا يمكن لأحد أن يشك بالتعاون الدفاعي القائم بين إيران وروسيا"، لكنه نفى مجددا تزويد طهران لموسكو بطائرات مسيرة.

صور لمصنع المسيرات

هذا ونشر البيت الأبيض صور الأقمار الصناعية لمنشأة في منطقة ييلابوغا الاقتصادية الخاصة في تتارستان وهي جمهورية روسية داخلية. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن المصنع يهدف إلى تجميع طائرات مسيرة إيرانية توفر إيران المواد اللازمة لها.

وقال كيربي "قد يصبح هذا المصنع شغالا بالكامل العام المقبل".

ونشر البيت الأبيض أيضا خريطة لما قال مسؤولون إنه طريق إمداد الطائرات المسيرة الإيرانية المتجهة إلى مواقع الإطلاق الروسية في شمال وشرق أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

وأضافت الصحيفة أنه وفقا للخريطة، يتم شحن الطائرات المسيرة من شمال إيران عبر بحر قزوين إلى ميناء محج قلعة الروسي، ثم برا إلى قاعدتين عسكريتين روسيتين بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وفي 9 حزيران/يونيو، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فحصها لصور الأقمار الصناعية يظهر سلسلة من المباني الجديدة التي تم تشييدها في المنطقة الصناعية في ييلابوغا منذ عام 2021.

وأظهرت مراجعة التايمز أن البناء بدأ في نهاية كانون الثاني/يناير 2021، وتم مؤخرا إضافة مرفق صغير.

وتكشف هذه النتائج الأخيرة كيف ستدفع موسكو لطهران مقابل الطائرات المسيرة التي استخدمت في الحرب ضد أوكرانيا.

وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت الحكومة الإيرانية عن صفقة تم إتمامها لشراء المقاتلة الروسية متعددة المهام سو-35.

وسيزود الكرملين إيران بالطائرات والمعدات العسكرية مقابل المسيرات ومواد تصنيعها.

وأضاف كيربي أن تقارير جديدة كشفت أن طهران ستتلقى المزيد من الطائرات القتالية والتدريبية وطائرات الهليكوبتر الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات العسكرية والإلكترونيات الحساسة عسكريا، وهذه معدات تبلغ قيمتها الإجمالية "مليارات الدولارات".

قطع مسيرات من الصين

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين، كانت طائرة مسيرة إيرانية أسقطتها القوات الأوكرانية في نيسان/أبريل الماضي تحتوي على محول جهد كهربائي يبدو أنه صنع في الصين في منتصف كانون الثاني/يناير.

وأوضح التقرير أن هذا الاكتشاف يظهر أن الصين واصلت تزويد إيران بالمكونات الأساسية لبرنامجها الخاص بالطائرات المسيرة، وذلك رغم الضغط المتزايد الذي تمارسه الولايات المتحدة لتعطيل سلسلة التوريد العالمية.

وقالت الصحيفة إن هذا الأمر يظهر أيضا أن إيران تحتاج إلى 3 أشهر فقط لتصنيع وتزويد موسكو بالأسلحة التي يمكنها استخدامها ضد السكان المدنيين في أوكرانيا.

وأضافت أن هذه هي المرة الأولى التي يعثر فيها باحثون من منظمة أبحاث تسليح النزاعات وهي مجموعة مقرها المملكة المتحدة تتعقب سلاسل توريد الأسلحة العالمية، على قطعة مصنوعة عام 2023 في طائرات مسيرة.

وكانت القطعة الصينية التي أنتجت عام 2023 واكتشفتها المنظمة في المسيرة السليمة إلى حد كبير والتي يشبه شكلها حرف V والمعروفة باسم شاهد -136، في نظام الملاحة الخاص بالمسيرة.

وأضاف التقرير أن التحقيق أظهر أن القطعة الصينية صنعت في كانون الثاني/يناير وشحنت إلى إيران حيث تم تركيبها وإرسالها إلى روسيا لتستخدمها ضد أوكرانيا في نيسان/أبريل.

وفي الشهر الماضي، قالت إدارة بايدن إن موسكو طلبت من إيران المزيد من الطائرات المسيرة الهجومية بعد نفاد ما تمتلكه منها. والأسبوع الماضي، كشف البيت الأبيض أن إيران أرسلت مؤخرا مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا على متن سفن تمر عبر بحر قزوين.

إجراءات لعرقلة خطط ايران

وذكر كيربي "نواصل استخدام جميع الأدوات المتوفرة لدينا لفضح وتعطيل هذه الأنشطة، بما في ذلك مشاركة هذه المعلومات مع الناس ونحن مستعدون لفعل المزيد".

وفي السياق نفسه، قال مسؤول أميركي لموقع بوليتيكو بشرط عدم الكشف عن هويته، إن "جهات مثل إيران تسعى لأن يكون هذا النوع من السلوك سريا. ونحن نسلط الضوء عليه علنا لإعلام إيران بأننا على دراية بما تفعله بالضبط ولممارسة الضغط عليها دوليا، وذلك بعد أن تم لفت انتباه الدول الأخرى إلى أفعالها".

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على عدة شركات صينية وكيانات أخرى متورطة في إنتاج ونقل الطائرات المسيرة من قبل إيران إلى روسيا لتستخدمها ضد أوكرانيا، وقد أكد كيربي إنها ستواصل القيام بذلك.

واتخذت إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تدابير لتقييد عملية نقل المكونات الإلكترونية التي عثر عليها في المسيرات الإيرانية في أوكرانيا.