ذكر مسؤول يوم الأربعاء، 7 حزيران/يونيو، أن الأمم المتحدة ستطلق قريبا أرشيفا مركزيا يحتوي على ملايين الوثائق الرقمية التي تقول إنها تقدم دليلا على الجرائم التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق.
وبدأ فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش (يونيتاد) عمله الميداني منذ 5 سنوات، وذلك في محاولة لمحاسبة الجماعة المتطرفة على الانتهاكات التي ارتكبتها.
وقال كبير محققي الأمم المتحدة كريستيان ريتشر، "بالنسبة لنا، من الواضح تماما أنه لا يمكن أن يكون عمل يونيتاد ناجحا إلا إذا تم بالتعاون الوثيق مع السلطات العراقية، ولا سيما مع نظرائنا في القضاء العراقي".
وكان المدعي العام الألماني السابق يحقق في عدد كبير من الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش ومن بينها القتل والتعذيب والاغتصاب الجماعي والسخرة والإبادة الجماعية.
وذكر أن النجاح يعني مساءلة مرتكبي "الجرائم الدولية الشنيعة من خلال محاكمات قائمة على الأدلة أمام محاكم مختصة".
وأكد أنه من بين المكونات اللازمة للنجاح "أدلة مقبولة وموثوقة"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد نقص في الأدلة على جرائم داعش في العراق".
وأوضح ريتشر أن "داعش كانت بيروقراطية كبيرة وثقت وحافظت على نظام إداري شبيه بالدولة".
ولهذا السبب، أطلق يونيتاد مشروعا ضخما لإعطاء وثائق داعش طابعا رقميا "لضمان قبول هذه الأدلة أمام أي محكمة مختصة سواء في العراق أو في دول أخرى".
وأوضح أنه تم حتى الآن مكننة 8 ملايين صفحة من الوثائق التي هي بحوزة السلطات العراقية، وقد ثبتت فائدتها في النظام القضائي العراقي.
وأضاف ريتشر أن الخطوة التالية ستكون "بإنشاء أرشيف مركزي سيكون الخزان الموحد لجميع الأدلة الرقمية".
ولفت إلى أنه سيتم بالاتفاق مع السلطات العراقية تدشين الأرشيف "خلال الأيام المقبلة" وسيكون مقره في مجلس القضاء الأعلى العراقي.
وأضاف أن المخزن "قد يكون علامة فارقة لتأسيس نظام شامل للعدالة الإلكترونية في العراق ويمكن اعتباره نموذجا رائدا ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضا على مستوى العالم".
إرث من العنف والوحشية
وبعد اجتياح مساحات شاسعة من العراق وسوريا في عام 2014، سيطر تنظيم داعش خلال فترة وجيزة على ثلث الأراضي العراقية.
وعلى الرغم من إعلان العراق انتصاره على داعش في كانون الأول/ديسمبر 2017 وطرد التنظيم من آخر معاقله في سوريا المجاورة في آذار/مارس 2019، إلا أن التنظيم واصل شن هجمات متفرقة في كلا البلدين.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي يوم الثلاثاء، 6 حزيران/يونيو، إن قوات التحالف الدولي والقوات الشريكة لها نفذت 38 عملية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا في أيار/مايو الماضي واعتقلت 31 من عناصر التنظيم وقتلت 8 آخرين.
وناقش وزراء خارجية الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي في اجتماع في الرياض يوم الأربعاء مسألة تحقيق الاستقرار لضمان تعافي المجتمعات من عنف داعش والجهود المبذولة لمواجهة روايات داعش، من بين مسائل أخرى.
وجاء هذا الاجتماع في وقت يستمر فيه إرث التنظيم من العنف في العراق وسوريا.
فيوم الأربعاء، تم لم شمل 6 نساء من الأقلية الأيزيدية في العراق مع أقاربهن بعد نحو 9 سنوات من اختطافهن من قبل داعش وانضممن إلى أسرهن للاحتفال في حديقة في دهوك.
وقال خيري بوزاني من مكتب إنقاذ الأيزيديين المختطفين في المنطقة والذي يشرف على حالات المفقودين من الأيزيديين، إنه تم إرسال النساء إلى تركيا أولا بعد إطلاق سراحهن قبل أن يسافرن إلى إقليم كردستان بالعراق.
وخلال فترة حكم التنظيم بين عامي 2014 و2015، تعرضت النساء والفتيات من الأيزيديين الذين يقع موطنهن الأصلي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى العراقية للزواج القسري والاستعباد الجنسي.
وذبح الآلاف من الرجال من أبناء المجتمع الناطق باللغة الكردية.
وذكرت الناشطة الأيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد يوم السبت على موقع جمعيتها التي تحمل اسم مبادرة نادية، "كانت النساء ما زلن أطفالا ومراهقات عندما تم أسرهن لأول مرة في عام 2014".
ومن جهته، قال مدير مكتب الإنقاذ الكردي حسين قائدي إن داعش خطفت 6417 أيزيديا من سنجار، تم إنقاذ 3658 منهم حتى الآن في العراق وسوريا وتركيا المجاورة.
وبعد نحو 6 سنوات من إعلان العراق "انتصاره" على داعش، ما يزال العديد من الأيزيديين عاجزين عن العودة إلى سنجار بسبب الوضع الأمني.
وحتى الآن، لا يزال يعيش الآلاف منهم في ظروف محفوفة بالمخاطر في مخيمات النازحين.