فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس، 1 حزيران/يونيو، عقوبات على عناصر بالحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له وشركات تابعة لهما على خلفية المشاركة في مؤامرات إرهابية ومؤامرات اغتيال.
واستهدفت تلك المؤامرات مسؤولين سابقين في الحكومة الأميركية وأشخاصا يحملون الجنسيتين الأميركية والإيرانية ومعارضين إيرانيين، حسبما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية.
وتستهدف العقوبات التي صدرت يوم الخميس ثلاثة أفراد مقيمين في إيران وتركيا وشركة تابعة لفيلق القدس واثنين من كبار المسؤولين في منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري.
وتتضمن التصنيفات الجديدة على لائحة العقوبات محمد رضا أنصاري، وهو مسؤول قديم بفيلق القدس كان قد دعم عمليات الفيلق في سوريا.
فقد قام أنصاري، بدعم من المواطن الإيراني، شاهرام بورصافي، بالتخطيط ومحاولة اغتيال اثنين من المسؤولين السابقين في الحكومة الأميركية، وفق وزارة الخزانة.
وتورط بورصافي كذلك في عمليات التخطيط والمراقبة التي يقوم بها فيلق القدس في منطقة القوقاز. وأدين غيابيا من قبل وزارة العدل الأميركية يوم 10 آب/أغسطس، لكنه ما يزال طليقا.
وأدرج أيضا على اللائحة السوداء حسين حافظ-أميني، وهو مواطن يحمل الجنسيتين التركية والإيرانية ومقيم في تركيا، ويعمل في إطار شبكة فيلق القدس في تركيا.
وقالت وزارة الخزانة إن حافظ-أميني يستخدم صلاته في صناعة الطيران وشركة خطوط الطيران التي يملكها في تركيا، وهي راي إيرلاينز، لمساعدة العمليات السرية التي يقوم بها فيلق القدس.
وتتضمن تلك العمليات مؤامرات اختطاف واغتيال تستهدف المعارضين الإيرانيين في تركيا.
واستغل أميني كذلك شبكته التي تقع في تركيا لدعم فيلق القدس من خلال تأجير الطائرات وعمليات التهريب.
وكان أميني وشركة راي إيرلاينز قد نقلا في السابق طائرات إلى شركة بويا إير الإيرانية، وهي شركة خطوط طيران تابعة للحرس الثوري. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على بويا إير في آذار/مارس 2012 على خلفية العمل لحساب فيلق القدس.
ومن الأشخاص الذين فرضت عليهم عقوبات أيضا روح الله بازغاندي، وهو رئيس قسم مكافحة التجسس بمنظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، وذلك على خلفية تورطه في تخطيط عمليات المنظمة والإشراف عليها في العراق وسوريا وعمليات قاتلة ضد المواطنين الإسرائيليين.
كما تورط بازغاندي في مؤامرات لاغتيال صحافيين ومواطنين إسرائيليين في إسطنبول، بحسب الخزانة الأميركية.
أما رئيس قسم الاستخبارات الأجنبية في منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الذي فرضت عليه عقوبات يوم الخميس أيضا، وهو رضا سراج، فقد أوضحت الخزانة الأميركية أنه كان متورطا في عمليات فاشلة لمنظمة الاستخبارات في آسيا وفي عمليات استخبارية تستهدف المواطنين الأميركيين.
وكان سراج قد قاد في السابق قسم العمليات الخاصة بمنظمة الاستخبارات حيث كان مسؤولا عن سلسلة من العمليات الفاشلة التي تستهدف مواطنين إسرائيليين.
'أعمال عنف وترهيب'
وقال مسؤول وزارة الخزانة الأميركية، برايان نلسون، إن "تركيز الولايات المتحدة يبقى منصبا على تعطيل مؤامرات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، وكلاهما متورط في محاولات اغتيال عديدة وغير ذلك من أعمال العنف والترهيب ضد أولئك الذين يعتبرونهم أعداء للنظام الإيراني".
وأضاف "سنستمر في كشف وتفكيك تلك الأنشطة الإرهابية والجهود لإسكات الأصوات المعارضة، لا سيما تلك التي تنادي باحترام حقوق الإنسان والحريات العالمية للشعب الإيراني".
وتتحرك وزارة الخزانة بانتظام للتصدي للمؤامرات الإرهابية الخارجية لفيلق القدس، إذ أدرجت على اللائحة السوداء الأفراد المسؤولين عن مؤامرة لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة عام 2011.
وفرضت أيضا عقوبات على شخص متورط في جهود فيلق القدس لتخطيط وتنفيذ عمليات في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2020.
وفي أيلول/سبتمبر 2021، عاقبت عملاء استخبارات إيرانيين استهدفوا مواطنا أميركيا في الولايات المتحدة ومعارضين إيرانيين في بلاد أخرى.
وفي حديث للمشارق، قال محلل مقيم في إيران طلب عدم الكشف عن هويته، إن النظام الإيراني عمد منذ تسعينيات القرن العشرين على ملاحقة وقتل خصومه في بلدان أخرى، سواء سياسيين أو صحافيين أو فنانين.
وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية تورطت في التآمر ضد منتقديها، ويبدو أنها قد أصبحت في السنوات الماضية حتى أكثر نشاطا في هذا المجال بدافع الخوف الواضح من المعارضة".
استهداف المعارضين الإيرانيين
وفي تموز/يوليو 2021،اتهم أربعة إيرانيين في محكمة فيدرالية بمدينة نيويورك بالتآمر لاختطاف صحافية أميركية-إيرانية. ومع أنه لم تتم تسميتها من قبل ممثلي الإدعاء، لكنها أكدت أنها كانت المستهدفة.
هذا وتعرض معارضون آخرون انتقدوا النظام الإيراني مثل هذه الصحافية للتهديدات والترهيب والاعتداءات على حياتهم خلال السنوات الماضية.
في 12 كانون الأول/ديسمبر 2020، أعدم المعارض الإيراني روح الله زم، الذي استدرجه عناصر الحرس الثوري الإيراني، في طهران، ما أثارموجة تنديد دولية.
وقال زملاء وأصدقاء زم في فرنسا إنه ارتكب خطأ الوقوع في فخ الاستدراج لرحلة إلى العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في 2019.
وطالب معارضون ونشطاء إيرانيون في جميع أنحاء أوروبا السلطات باتخاذ الخطوة نفسها وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وقد نظمت الاحتجاجات بالتزامن مع التظاهرات المناوئة للنظام في إيران.
يذكر أن النظام الإيراني قد ارتكب منذ العام 1978 نحو 360 جريمة قتل خارج إيران، وذلك وفقا لتقرير لوزارة الخارجية الأميركية نشر في أيار/مايو 2020.
وأضاف التقرير أن هذه الجرائم ارتكبت في 40 بلدا "وبصورة رئيسة عبر ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج (فيلق القدس) أو وزارة الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية أو على يد جماعات وكيلة مثل حزب الله اللبناني".
وكان كل ضحايا النظام الإيراني تقريبا من المنشقين أو المعارضين.