عدالة

إيران تواصل منهجها العدائي رغم مزاعم النوايا السلمية

فريق عمل المشارق

رجال الإطفاء يطفئون حريقا بعد هجوم بطائرة مسيرة روسية على العاصمة الأوكرانية كييف في آذار/مارس الماضي. تشير التقديرات إلى أن إيران زودت روسيا بأكثر من 400 مسيرة انتحارية لشن هجماتها على أوكرانيا. [سيرغي شيستاك/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجال الإطفاء يطفئون حريقا بعد هجوم بطائرة مسيرة روسية على العاصمة الأوكرانية كييف في آذار/مارس الماضي. تشير التقديرات إلى أن إيران زودت روسيا بأكثر من 400 مسيرة انتحارية لشن هجماتها على أوكرانيا. [سيرغي شيستاك/وكالة الصحافة الفرنسية]

على الرغم من التقارب غير المتوقع مع المملكة العربية السعودية في آذار/مارس الماضي والتزامها المزعوم بالتفاوض بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، ما يزال صوت ممارسات إيران أعلى من أقوالها.

وفي الوقت الذي تدعي فيه أنها تسعى لتحقيق السلام، عمدت إيران إلى تزويد العديد من الدول وأذرعتها في الخارج بالطائرات المسيرة، استخدمت لتنفيذ هجمات في اليمن والعراق والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والسودان، ومؤخرا في أوكرانيا.

واستمرت في تعطيل ممرات الشحن الدولية في الخليج العربي، وتقوم بتهريب المخدرات والأسلحة عبر المنطقة عن طريق البحر.

كما أنها قد واصلت تخصيب اليورانيوم وتطوير قدراتها النووية .

القوات البحرية الأميركية تصادر 2116 بندقية هجومية من طراز إيه كيه-47 من سفينة صيد كانت تعبر طريقا بحريا من إيران إلى اليمن في 6 كانون الثاني/يناير. [البحرية الأميركية]

القوات البحرية الأميركية تصادر 2116 بندقية هجومية من طراز إيه كيه-47 من سفينة صيد كانت تعبر طريقا بحريا من إيران إلى اليمن في 6 كانون الثاني/يناير. [البحرية الأميركية]

صور تم التقاطها في 16 تشرين الثاني/نوفمبر من قبل فريق التخلص من الذخائر المتفجرة التابع للبحرية الأميركية على متن السفينة باسيفيك زيركون، تظهر فيها الأضرار التي لحقت بالسفينة من هجوم تعرضت له اليوم السابق بطائرة بدون طيار. أكد تحليل للبحرية الأميركية ارتباط إيران بهجوم المسيرة. [رسم للبحرية الأميركية]

صور تم التقاطها في 16 تشرين الثاني/نوفمبر من قبل فريق التخلص من الذخائر المتفجرة التابع للبحرية الأميركية على متن السفينة باسيفيك زيركون، تظهر فيها الأضرار التي لحقت بالسفينة من هجوم تعرضت له اليوم السابق بطائرة بدون طيار. أكد تحليل للبحرية الأميركية ارتباط إيران بهجوم المسيرة. [رسم للبحرية الأميركية]

وبين دول الشرق الأوسط، تمتلك إيران أكبر ترسانة من الطائرات غير المأهولة، والمعروفة باسم الطائرات المسيرة، وتعد من المنتجين والمصدرين الرئيسيين لها لا سيما إلى الحوثيين في اليمن،وبشكل متزايد إلى روسيا.

وفي 8 أيار/مايو، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية أسقطت 35 مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد كانت روسيا قد نشرتها في منطقة كييف، وأدى حطامها إلى تدمير العديد من المباني وإصابة المدنيين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يوم الإثنين، 15 أيار/مايو، إن إيران سلمت أكثر من 400 طائرة مسيرة إلى روسيا منذ آب/أغسطس الماضي، معظمها من طراز شاهد.

ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن إيران تسعى بدورها لتشتري من روسيا طائرات هليكوبتر هجومية ورادارات وطائرات تدريب مقاتلة من طراز ياك/130، مشيرا إلى أنه "في المحصلة، تسعى إيران للحصول على معدات عسكرية بمليارات الدولارات".

وأكد أن "العلاقة بين إيران وروسيا في الأمور المتعلقة ببيع أسلحة متطورة، وخاصة الطائرات المسيرة الأكثر تطورا، مستمرة راهنا"، مع سعي روسيا للحصول على مسيرات عسكرية متقدمة.

وتابع "هذه شراكة دفاعية واسعة النطاق تضر بأوكرانيا والمنطقة في الشرق الأوسط، كما المجتمع الدولي"، مضيفا أنه سيعلن قريبا عن المزيد من العقوبات.

التهريب عن طريق البر والجو والبحر

وفي تقرير صدر يوم 21 شباط/فبراير ورفع إلى الأمم المتحدة، قالت لجنة خبراء إن إيران ربما تكون بصدد تهريب طائرات مسيرة إلى الحوثيين في اليمن عبر طريق جوي جديد لتجنب مراقبة القوات البحرية المشتركة.

هذا وقد صادرت القوات العاملة في إطار التحالف البحري متعدد الجنسيات بانتظام شحنات من الأسلحة الإيرانية المتجهة للحوثيين على طول طرق التهريب المعروفة.

واعترضت سفينة حربية بريطانية قبالة سواحل عمان في 23 شباط/فبراير زورقا يهرب أسلحة إيرانية، بينها صواريخ مضادة للدبابات.

وقالت السفارة البريطانية في الإمارات إن السفينة الصغيرة، التي تقرر أن مصدرها إيران، رصدتها بداية المراقبة الجوية الأميركية أثناء تحركها بعد حلول الظلام في المياه الدولية "بسرعة كبيرة".

واكتشفت القوات البريطانية على متن السفينة طرودا تضمنت نسخا إيرانية من الصواريخ الروسية الموجهة المضادة للدبابات 9إم133 كورنت، والمعروفة في إيران باسم دهلاویه، إضافة إلى مكونات لتصنيع صواريخ بالستية متوسطة المدى.

وفي 15 كانون الثاني/يناير، تمكنت القوات الفرنسية بدعم من الجيش الأميركي، من مصادرة شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية كانت متجهة للحوثيين في خليج عمان، وذلك على طول طريق يستخدم تاريخيا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني من إيران إلى اليمن.

وقال الجيش الأميركي إنه عثر على متن السفينة على أكثر من 3000 بندقية هجومية و578 ألف طلقة و23 صاروخا موجها حديثا مضادا للدبابات.

وفي 6 كانون الثاني/يناير، قامت البحرية الأميركية بمصادرة 2116 بندقية هجومية من طراز إيه كيه-47 من "مركب شراعي لا يرفع علما" ، على طول طريق تهريب بحري معروف من إيران إلى اليمن، وكان طاقمه مؤلفا من ستة مواطنين يمنيين.

وخلال الشهر الجاري، اعترض زورق استجابة سريع تابع لخفر السواحل الأميركي، يعمل في إطار القوات البحرية المشتركة، سفينتي صيد أبحرتا من ميناء تشابهار الإيراني، وصادر شحنات ضخمة من المخدرات التي يحتمل أن تكون مميتة.

وبعد عملية الاعتراض التي تمت في 10 أيار/مايو، صادر فريق الصعود ما قيمته 80 مليون دولار من الهيروين، وفي 8 أيار/مايو صادر ما قيمته 30 مليون دولار من الهيروين والميثامفيتامين، المعروف باسم "الكريستال ميث".

التوترات تشتعل في مياه الخليج

من جهة أخرى، تواصل إيران احتجاز ناقلات النفط، وتجلى ذلك في حوادث عدة وقعت مؤخرا بعد إبرامها"اتفاق السلام" مع السعودية في آذار / مارس.

ففي 3 أيار/مايو، احتجزت إيران ناقلة نفط ثانية في أقل من أسبوع، وأحاط أسطول من السفن السريعة تابع للحرس الثوري الإسلامي بالناقلة نيوفي المملوكة ليونانيين، وذلك أثناء سفرها فارغة من دبي إلى الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة.

وجاء احتجاز السفينة التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز بعد ستة أيام من وقوع حادثة مماثلة في مياه الخليج، عندما هبطت قوات كوماندوز تابعة للبحرية الإيرانية من طائرات هليكوبتر على سطح ناقلة النفط أدفانتج سويت التي كانت متجهة إلى الولايات المتحدةوترفع علم جزر مارشال .

وأفادت وسائل الإعلام في 7 أيار/مايو، أن صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتيد برس تظهر ناقلتي نفط راسيتين قبالة الساحل بالقرب من بندر عباس.

وأعلن الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في بيان صدر يوم 27 نيسان/أبريل عقب احتجاز السفينة أدفانتج سويت، أن "ممارسات إيران تتعارض مع القانون الدولي وتخل بالأمن والاستقرار الإقليميين".

وفي شباط/فبراير، تعرضت ناقلة النفط كامبو سكوير التي ترفع العلم الليبيري لقصف بطائرة مسيرة في بحر العرب ، في هجوم من المحتمل أن تكون استخدمت فيه الطائرة الإيرانية شاهد-136.

وتزداد المخاوف بشأن أنشطة إيران الخبيثة مع استمرارها في مهاجمة السفن في ممرات الشحن الدولية، ما دفع الولايات المتحدة إلى إعداد أكثر من 100 مركبة سطحية غير مأهولة لتكون جاهزة للعمل في غضون بضعة أشهر.

وأوضح نائب قائد القوات البحرية المشتركة الأدميرال براد كوبر في 14 نيسان/أبريل، أن الولايات المتحدة تهدف إلى أن تكون المركبات غير المأهولة والتي يشار إليها أيضا باسم "الروبوتات في البحر"، جاهزة للعمل بحلول نهاية الصيف.

وتم تحقيق الهدف الأولي المتمثل بإدخال 50 مركبة غير مأهولة إلى الخدمة في شباط/فبراير الماضي.

وفي السياق نفسه، أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في 5 أيار/مايو، أن التزام واشنطن تجاه الشرق الأوسط "لا يتزعزع".

وقال إن المنطقة "مهمة بشكل حيوي لمستقبلنا المشترك ومتشابكة بعمق مع المصالح الأميركية ومصالح حلفائنا وشركائنا"، مشددا على تركيز واشنطن على مواجهة أية تهديدات من إيران أو الميليشيات المدعومة منها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500