أمن

عُمان تصبح المركز الجديد لتدريب جيوش الحلفاء على الحرب البرية

فريق عمل المشارق

جنود أميركيون يتدربون إلى جانب عناصر من الجيش السلطاني العماني خلال مناورة وادي النار 19 في كانون الثاني/يناير 2019 بموقع التدريب في ربكوت بعُمان. [فريق المهام سبارتان]

جنود أميركيون يتدربون إلى جانب عناصر من الجيش السلطاني العماني خلال مناورة وادي النار 19 في كانون الثاني/يناير 2019 بموقع التدريب في ربكوت بعُمان. [فريق المهام سبارتان]

قال مسؤولون عسكريون إن عُمان تتطور كمركز للحرب البرية لأن تضاريسها المعقدة والوعرة توفر بيئة مناسبة لجيوش السلطنة وحلفائها، لا سيما المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

فخلال التدريب الثنائي والمتعدد الأطراف الذي جرى في الصحراء والجبال ومجاري الأنهار الجافة، قامت القوات البرية بمحاكاة القتال في ظروف صعبة بما يضمن استعدادها للاستجابة لمجموعة من التهديدات الأمنية.

وتتمتع عمان والمملكة المتحدة بروابط وثيقة تعود لأكثر منذ خمسة عقود، ووقع البلدان اتفاقية دفاع مشترك جديدة في شباط/فبراير 2019.

ودخلت سلطنة عُمان أيضا في شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة منذ عام 1980، حين أصبحت أول دولة خليجية توقع اتفاقا رسميا يسمح للجيش الأميركي باستخدام مرافقها، وذلك وفقا لوكالة الأبحاث بالكونغرس الأميركي.

جندي يلوح بيده من مروحية من طراز شينووك سي إتش-47 خلال مناورة السيف السريع 3 العسكرية المشتركة بين بريطانيا وعُمان، وذلك في قاعدة المصنعة الجوية غرب العاصمة العمانية مسقط، يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر 2018. [محمد محجوب/وكالة الصحافة الفرنسية]

جندي يلوح بيده من مروحية من طراز شينووك سي إتش-47 خلال مناورة السيف السريع 3 العسكرية المشتركة بين بريطانيا وعُمان، وذلك في قاعدة المصنعة الجوية غرب العاصمة العمانية مسقط، يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر 2018. [محمد محجوب/وكالة الصحافة الفرنسية]

حاملة الطائرات البريطانية كوين إليزابيث والسفن المرافقة لها تصل إلى ميناء الدقم بعُمان يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2021. [وزارة الدفاع البريطانية]

حاملة الطائرات البريطانية كوين إليزابيث والسفن المرافقة لها تصل إلى ميناء الدقم بعُمان يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2021. [وزارة الدفاع البريطانية]

والاتفاق الذي تم تعديله عام 2010، يسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى المطارات الحربية العمانية في مسقط وثمريت وجزيرة مصيرة والمصنعة. وفي آذار/مارس 2019، تم توسيع الاتفاق للسماح للقوات الأميركية باستخدام مينائي الدقم وصلالة.

ويتميز ميناء الدقم الواقع في جنوب عُمان على بحر العرب على بعد 500 كم من مضيق هرمز، بحجمه الكبير الذي يسمح باستيعاب حاملات الطائرات الأميركية وتحسين قدرة الولايات المتحدة على مواجهة إيران، بحسب مسؤولين أميركيين.

مناورات بريطانية-عمانية مشتركة

ويوم 12 آذار/مارس، اختتمت القوات البريطانية والعمانية المناورة المشتركة عاصفة الجبل 2023 التي شارك فيها فوج المظليين العماني وبعض الوحدات العسكرية من القوات البريطانية الملكية.

وتضمنت المناورة، التي انطلقت يوم 28 شباط/فبراير، "تكتيكات عسكرية وتدريبات ميدانية مشتركة متعددة"، بحسب صحيفة مسقط ديلي.

هذا وتتدرب قوات بريطانية مدة أربعة أشهر كل عام إلى جانب قوات عمانية خلال سلسلة من التدريبات في إطار مناورة خنجر الصحراء الضخمة.

ووفق وزارة الدفاع البريطانية، فإن المناورات تجري خلال عمليتي الانتشار السنويتين للقوات البريطانية التي تبلغ مدة كل منهما أربعة أشهر في المركز الإقليمي البري التابع للجيش البريطاني في الدقم.

ويعد هذا الحدث التدريبي والدفاعي السنوي الأبرز للجيش البريطاني في جميع أنحاء منطقة الخليج، إذ يشارك فيه ما يصل إلى 1000 جندي بريطاني و100 جندي عماني.

وقالت وزارة الدفاع في وصف للمناورة يوم 18 شباط/فبراير إن "المناورة المشتركة شهدت قيام الجنود بالعمليات إلى جانب الجيش العماني السلطاني في منطقة راس مدركة للتدريب المشترك، إذ قاموا بمحاكاة هجوم صوري على منطقة حضرية تابعة للعدو".

وأضافت أن "المناورة اختبرت قدرة القوات على التدريب والقيام بالعمليات في التضاريس الوعرة"، وساعدتهم في تحسين مهارات الجندي الرئيسة والعمل مع قوات الشركاء.

توسيع القاعدة اللوجستية في الدقم

وكانت قاعدة الدعم اللوجستي المشترك البريطانية قد افتتحت في تشرين الأول/أكتوبر 2018 بميناء الدقم، وهي قاعدة عسكرية ضخمة قادرة على استيعاب الغواصات النووية وحاملات الطائرات من فئة كوين إليزابيث التابعة للبحرية الملكية البريطانية.

وفي عام 2019، افتتحت أيضا منشأة منفصلة في منطقة راس مدركة للتدريب بالقرب من الدقم هي منطقة التدريب المشترك العمانية-البريطانية، لتصبح أضخم منطقة تدريب يستخدمها الجيش البريطاني.

وقاعدة الدعم اللوجستي المشترك البريطانية مصممة بشكل يسهل نشر القوات المسلحة البريطانية في المياه الإقليمية ودعم العمليات البحرية البريطانية.

وتضمنت تلك العمليات عملية الاعتراض التي جرت في 23 شباط/فبراير ضدقارب يهرب أسلحة إيرانية بينها صواريخ مضادة للدبابات، قبالة ساحل عمان.

وفي أيلول/سبتمبر 2020، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها ستستثمر 23.8 مليون جنيه إسترليني (31 مليون دولار أميركي) لتوسيع المركز اللوجستي في الدقم، ما يزيد حجم القاعدة الحالية بمقدار ثلاثة أضعاف.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس عن عملية التوسيع خلال زيارة للسلطنة تضمنت أيضا جولة في شبه جزيرة المصنعة التي توفر موقع مراقبة استراتيجي على مضيق هرمز.

يذكر أن ما لا يقل عن ثلث نفط العالم المنقول بحرا يمر عبر مضيق هرمز حيث قامت القوات الإيرانية في 3 أيار/مايو باحتجاز ناقلة نفط تحمل علم بنما في الحادثة الثانية من نوعها في أقل من أسبوع .

وكانت الناقلة، التي تحمل اسم نيوفي، تبحر من دبي باتجاه ميناء الفجيرة الإماراتي حين أحاط بها 12 زورق هجوم سريع تابعين لبحرية الحرس الثوري الإيراني في منتصف المضيق، حسبما قالت البحرية الأميركية.

وأضافت أن "بحرية الحرس الثوري أجبرت الناقلة لاحقا على تغيير مسارها والتوجه نحو المياه الإقليمية الإيرانية قبالة ساحل بندر عباس في إيران".

وكانت إيران قد ضايقت أو هاجمت 15 سفينة تجارية ترفع أعلاما دولية في مياه الخليج في العامين المنصرمين، حسبما قالت البحرية الأميركية، واصفة هذه الأفعال بأنها "مخالفة للقانون الدولي ومعطلة للأمن والاستقرار الإقليميين".

مناورة وادي النار

مناورة وادي النار هي مناورة منتظمة مصممة لتمتين العلاقة بين الجيش الأميركي والجيش السلطاني العماني.

ووصفها الجيش الأميركي بإنها فرصة لكلا الجيشين لبناء الكفاءة التكتيكية واكتساب الفهم المشترك ودعم الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل.

وأضاف أن مثل هذه المناورات تعزز الجهوزية العسكرية في المنطقة، ما يزيد من القدرة على الاستجابة ويبني علاقات قوية وبناءة.

فالجنود الأميركيون والعمانيون يتدربون خلال هذه المناورة جنبا إلى جنب لبضعة أسابيع. وقد جرت مناورة وادي النار 22 في آب/أغسطس الماضي على مدار أسبوعين في محافظة ظفار.

وركزت المناورة على زيادة قابلية التشغيل البيني لعمليات التخطيط بين الدول الشريكة، وبلغت ذروتها في صورة مناورة مركز قيادة رقمية.

وقال الخبير في شؤون الجيش الأميركي، أوتوم روتش، وهو مهندس عمليات قتالية في خلية التنسيق الخطير للمتفجرات 710، "لدينا إجراءات مماثلة جدا، وهو الأمر الذي يجعل مسألة الإدماج أسهل كثيرا مما كنت اعتقد".

وفي كانون الثاني/يناير 2018، جرت المناورة التدريبية المشتركة التي استمرت ثلاثة أسابيع بالقرب من ثمريت، حيث أسهمت كل من عمان والولايات المتحدة بـ "عناصر كشافة ومدافع هاون وجنود مشاة ومهندسين وغيرهم من العناصر الذين عملوا جنبا إلى جنب لإنجاز مهمتهم".

وتضمنت المناورة هجوما على مجمع عدو تمت محاكاته، تبعه دفاع سريع ضد هجوم مضاد للعدو بالعربات المدرعة.

وأثناء تكرار مناور 2019 التي جرت في الصحراء حول ربكوت، اكتسب الجنود الأميركيون والعمانيون "فهما مشتركا لتكتيكات وأساليب وإجراءات بعضهم بعضا".

وقال الكابتن بالجيش الأميركي تشارلز وودز عقب دورة 2019، "أعتقد أنه من المهم أننا كنا سفراء للولايات المتحدة".

وأضاف "من المهم أيضا أننا منفتحون؛ وهم يعرفون بعضا من تكتيكاتنا وأساليبنا وإجراءاتنا وكيف نعمل، ويشعرون بالراحة إذا احتاجوا للعمل معنا في المستقبل".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500