أعلنت وزارة العدل الأميركية يوم الخميس، 11 أيار/مايو، أنها حجبت 13 موقعا إلكترونيا تابعا لحزب الله اللبناني، موضحة أن هذه المواقع يديرها أفراد ومجموعات خاضعة للعقوبات لكنها تستخدم سجلات الإنترنت الأميركية.
وشملت النطاقات الإلكترونية التي تم حجبها الموقع الشخصي لنعيم قاسم نائب زعيم حزب الله حسن نصر الله، والموقع الرئيسي لجمعية دعم المقاومة الإسلامية التي تعد الذراع التمويلية لحزب الله.
وتخضع جمعية دعم المقاومة الإسلامية للعقوبات الأميركية.
ومن بين النطاقات المحجوبة أيضا مواقع تديرها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله.
ووفقا لسجلات المحكمة، حصلت الولايات المتحدة على تفويض المحكمة بحجز 5 نطاقات إلكترونية مسجلة في بابلك إنترنت ريجستري وهي moqawama.org وalmanarnews.org وmanarnews.org وalmanar-tv.org وalshahid.org.
وحصلت على إذن بحجز 8 نطاقات مسجلة لشركة .Verisign Inc وهي manartv.net و manarnews.net وalmanar-tv.com وalmanar-tv.net وalidaamouch.com وIbrahim-alsayed.net وalemdad.net و naimkassem.net.
وبات يظهر على شاشة متصفحي هذه النطاقات بيان مؤلف من صفحة واحدة ومكتوب باللغتين الإنجليزية والعربية جاء فيه "تمت حيازة هذا الموقع"، وهو مرفق بشعارات مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة التجارة الأميركية.
وكشفت وزارة العدل أن المواقع كانت مسجلة مع مجموعتين مقرهما الولايات المتحدة وهما بابلك إنترنت ريجستري وفيريساين.
وقال مساعد المدعي العام ماثيو أولسن في بيان إن "حيازة النطاقات الإلكترونية اليوم تحرم التنظيمات الإرهابية والشركات التابعة لها من مصادر دعم مهمة وتؤكد أننا لن نسمح لهذه الجماعات باستخدام البنية التحتية الأميركية لتهديد الشعب الأميركي".
وأضاف "ستواصل وزارة العدل فرض العقوبات الاقتصادية كجزء من التزامنا باستخدام جميع الأدوات المتاحة ضد التهديدات الصادرة عن الدول القومية المعادية والجهات الإرهابية على حد سواء".
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت حزب الله على أنه "تنظيم إرهابي أجنبي" في عام 1997. وتبعتها معظم الدول الغربية والعربية في تصنيف حزب الله تنظيما إرهابيا.
وبموجب القانون الأميركي، فإن الأشخاص والكيانات المدرجة على لائحة الإرهاب العالمية لا يحق لها الحصول على خدمات المواقع الإلكترونية بدون الحصول على ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية.
تعطيل النشاط الإرهابي
وقالت المدعية الأميركية عن المقاطعة الشرقية لفرجينيا جيسيكا د. أبير إن "النطاقات التي تمت مصادرتها في هذه العملية يديرها أفراد وكيانات متورطة في تخطيط أو تنفيذ أعمال إرهابية ضد الأميركيين، وبالتالي لا يُسمح لها قانونا باستخدام البنية التحتية الأميركية".
وأضافت أن "مثل هذه العمليات تعطل النشاط الإرهابي بقطع طريق واحد تستخدمه كل من هذه الجماعات وهؤلاء الأفراد لحشد الدعم والنفوذ".
ومن جانبه، قال روبرت ر. ويلز من قسم مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي إن "هذه المصادرة تظهر إصرار مكتب التحقيقات الفيدرالي على استخدام جميع أدواتنا لمحاسبة الإرهابيين والتابعين لهم عندما ينتهكون قوانين الولايات المتحدة".
وتابع "سيواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى جانب شركائنا الدوليين، البحث عن الأفراد الذين يساهمون في النهوض بالأنشطة الخبيثة لحزب الله اللبناني والتأكد من تقديمهم إلى العدالة، بغض النظر عن مكان أو طريقة اختبائهم".
وقال ماثيو س. أكسلرود من وزارة التجارة الأميركية إن هذه الخطوة تحد من قدرة الحزب المدعوم من إيران على "نشر فكره العنيف والخطير في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن "هذا الإجراء المنسق لتطبيق القانون يظهر أن الحكومة الأميركية ستستخدم بشكل خلاق جميع أدوات الإنفاذ المتاحة لإحباط أولئك الذين يسعون إلى ارتكاب أعمال إرهابية".
مركز إعلامي إيراني في لبنان
وقال صحافيون محليون للمشارق إن حزب الله حوّل الضاحية الجنوبية لبيروت إلى مركز إعلامي إيراني في الداخل اللبناني، حيث تنشر عشرات القنوات الفضائية حملات دعائية وتحريضية.
وأضافوا أن هذه القنوات التلفزيونية والإذاعية تهاجم دول الخليج والولايات المتحدة، كجزء من استراتيجية إيرانية للتأثير بشكل مباشر على الرأي العام خارج إيران من خلال حملات التضليل الإعلامي.
وتعمل معظم هذه القنوات تحت رعاية اتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي الإيراني الذي تأسس في عام 2007، كونه تابعا لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية.
وتمتلك الوزارة أكثر من 210 شركة حليفة في 35 دولة بينها لبنان، وتضم نحو 3000 إعلامي و110 قناة فضائية و30 محطة إذاعية.
ويعتبر ناشطون وصحافيون لبنانيون أن حزب الله ينتهك القانون اللبناني بإنشائه هذه المنصات الإعلامية، وينتهك سيادة البلاد من خلال بث برامج وحملات تضليل تهاجم حلفائها.