أمن

الجيش الأميركي مستعد لإطلاق مئات الأسلحة النووية في لحظة

فريق عمل المشارق

قاذفة من طراز بي-52إتش ستراتوفورترس تشاهد هنا فوق أوروبا يوم 24 آذار/مارس. تملك الولايات المتحدة في ترسانتها 46 طائرة من هذا الطراز القادر على حمل أسلحة نووية. [القيادة الاستراتيجية الأميركية]

قاذفة من طراز بي-52إتش ستراتوفورترس تشاهد هنا فوق أوروبا يوم 24 آذار/مارس. تملك الولايات المتحدة في ترسانتها 46 طائرة من هذا الطراز القادر على حمل أسلحة نووية. [القيادة الاستراتيجية الأميركية]

في الوقت الذي تتصاعد فيه تهديدات الأسلحة النووية بشكل مطرد عبر العالم، فإن القيادة الاستراتيجية الأميركية مستعدة لإطلاق مئات الأسلحة النووية من الجو والأرض والبحر إذا طلب منها ذلك.

هذه القيادة تمتلك تحت إشرافها مجموعة من الأسلحة النووية تعرف باسم الثالوث النووي الأميركي، وتتألف من غواصات صواريخ بالستية وصواريخ بالستية عابرة للقارات تطلق من الأرض وطائرات قاذفة طويلة المدى تنطلق من قواعد أرضية.

وتخدم غواصات الأسلحة البالستية من فئة أوهايو كمنصة إطلاق للصواريخ العابرة للقارات غير قابلة للاكتشاف، وهي مصممة لغرض التخفي والإيصال الدقيق للرؤوس الحربية النووية.

وتحمل كل غواصة 20 صاروخا نوويا يمكن إطلاقها من تحت الماء لضرب أهداف على بعد 11265 كم بناء على حمولتها.

صاروخ من طراز ترايدنت 2 غير محمل بأسلحة ينطلق من غواصة الصواريخ البالستية من فئة أوهايو يو إس إس وايومينغ خلال عرض في عام 2021. [البحرية الأميركية]

صاروخ من طراز ترايدنت 2 غير محمل بأسلحة ينطلق من غواصة الصواريخ البالستية من فئة أوهايو يو إس إس وايومينغ خلال عرض في عام 2021. [البحرية الأميركية]

امرأة تسير أمام تلفزيون يعرض نشرة إخبارية مع صورة لتجربة إطلاق صاروخ من طراز هوكايدو من قبل وحدة العمليات النووية التكتيكية بالجيش الشعبي لكوريا الشمالية في مكان مجهول، وذلك في محطة سكك حديدية بسيول في كوريا الجنوبية يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر. [أنطوني والاس/وكالة الصحافة الفرنسية]

امرأة تسير أمام تلفزيون يعرض نشرة إخبارية مع صورة لتجربة إطلاق صاروخ من طراز هوكايدو من قبل وحدة العمليات النووية التكتيكية بالجيش الشعبي لكوريا الشمالية في مكان مجهول، وذلك في محطة سكك حديدية بسيول في كوريا الجنوبية يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر. [أنطوني والاس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فالصاروخ ترايدنت 2 دي5 ينقسم إلى ما يصل لثماني مركبات إعادة دخول منفصلة، يحمل كل منها رأسا نوويا ذات قدرة 100 أو 475 كيلوطن.

ويمكن إطلاق وابل صورايخ كامل من الغواصة من فئة أوهايو في أقل من دقيقة واحدة.

ومع وجود 12 من غواصات الصواريخ البالستية النشطة في أي وقت، تملك القيادة الاستراتيجية الأميركية القدرة على إطلاق 240 صاروخا، بإجمالي يزيد عن 1000 رأس نووي.

وفي الوقت عينه، فإن الصاروخ البالستي البري العابر للقارات من طراز مينيوتمان 3 هو السلاح الوحيد في الثالوث النووي الأميركي الذي يطلق من الأرض.

ووفق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن، فإن هذا الصاروخ ذات المنصات الثلاث الذي يعمل بالوقود الصلب، يبقى جاهزا للإطلاق لفترات طويلة ويتمتع بوحدات تحكم إطلاق احتياطية محمولة جوا للاحتفاظ بالقدرات الانتقامية.

وتضم قوة الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تطلق من الأرض ما يصل إلى 400 صاروخ من طراز مينيوتمان 3، وكل منها منتشر برأس نووي وموزع بين 450 منصة إطلاق عملياتية.

وهذه الصواريخ موزعة على صوامع محصنة لحمايتها من الهجوم ومتصلة بمركز تحكم في الإطلاق تحت الأرض عبر نظام من الكبلات المحصنة. وتؤدي أطقم الإطلاق، التي تتألف من ضابطين، عمليات تنبيه على مدار الساعة في مركز التحكم في الإطلاق.

ووفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإنه في حالة فقدان قدرة القيادة بين المركز ومنشآت إطلاق الصواريخ البعيدة، تتولى طائرات من طراز ئي-6بي بصورة أوتوماتيكية مهمة قيادة الصواريخ المنعزلة والتحكم فيها، وهي مهيئة خصيصا لذلك.

قاذفات طويلة المدى

ويعد أسطول القاذفات المكون الأكثر مرونة في في الثالوث النووي الأميركي، لأنه قادر في وقت قصير على توفير قوة نيران هائلة في أي مكان بالعالم.

وتضم القاذفات بعيدة المدى 46 طائرة قادرة على حمل أسلحة نووية من طراز بي-52 إتش ستراتوفورترس و20 طائرة من طراز بي-2إيه سبريت، بحسب البنتاغون.

ويمكن للطائرة بي-52 أداء مجموعة متنوعة من المهام، بينها الهجوم الاستراتيجي والإسناد الجوي القريب والاعتراض الجوي والعمليات الجوية والبحرية الهجومية. ويزيد نطاقها القتالي دون التزود بالوقود عن 14080 كيلومتر.

ويمكن لطائرتين من هذا الطراز أن تراقبا في ساعتين 364 ألف كم مربع من سطح المحيط.

ويتم في الوقت الراهن ترقية هذه الطائرات من حجيرة الاستهداف المتقدم من طراز لايتينينغ إلى حجيرة الاستهداف المتقدم من طراز سنايبر.

وتوفر أنظمة سنايبر قدرة محسنة طويلة المدى لاكتشاف الأهداف وتحديدها ومراقبة مستقرة متواصلة للمهام كافة، بما في ذلك الإسناد الجوي القريب للقوات البرية.

أما الطائرة من طراز بي-2 سبريت فهي قاذفة ذات قدرات تخفي مصممة لاختراق الدفاعات المكثفة المضادة للطائرات وقادرة على حمل ذخائر تقليدية ونووية.

وتأتي القابلية المنخفضة للكشف التي تتمتع بها هذه الطائرة من مزيج من بصمات الأشعة تحت الحمراء والصوتية والكهرومغناطيسية والبصرية والرادارية المنخفضة. وتصب هذه البصمات على الأنظمة الدفاعية المتطورة اكتشاف هذه الطائرة وتتبعها والاشتباك معها.

كما أن المواد التي تتكون منها هذه القاذفة وطلاءها الخاص وتصميم جناح الطيران، تسهم في "قدرتها على التخفي".

وفي كانون الأول/ديسمبر، كشفت الولايات المتحدة النقاب عن أحدث قاذفتها النووية الشبحية، وهي الطائرة من طراز بي-21 ريدر، التي ستحل في نهاية المطاف محل القاذفات الاستراتيجية في سلاح الجو الأميركي.

وتستطيع القاذفات الاستراتيجية الأميركية حمل الذخائر النووية الموجهة الدقيقة، مثل الصاروخ إيه جي إم-86 الذي يطلق من الجو.

ويهدف هذا الصاروخ لإضعاف قوات العدو وتعقيد عملية الدفاع عن أرضها، إذ سيتوجب على قوات العدو أن تقوم بهجوم مضاد على كل صاروخ، ما يجعل من الدفاع ضدها مسألة مكلفة ومعقدة، وفقا لسلاح الجو الأميركي.

وأضاف أن "دفاعات العدو تعاق بصورة إضافية بسبب صغر حجم هذه الصواريخ وقدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة، ما يجعل اكتشافها على الرادار أمرا صعبا".

هذا ومن المقرر أن يستبدل الصاروخ إيه جي إم-86 بالصاروخ بعيد المدى الجديد من طراز إيه جي إم-181، وذلك في أواخر العقد الحالي.

التهديدات المتصاعدة من روسيا والصين

وتتصاعد المخاوف من اندلاع حرب نووية منذ غزو روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال يوم 25 آذار/مارس إنه سينشر أسلحة نووية تكتيكية في دولة بيلاروسيا المجاورة والحليفة، وهو الأمر الذي ينقل الأسلحة إلى بلد يقع على أبواب الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، قال الرئيس البيلاروسي إلكساندر لوكاشينكا في 31 آذار/مارس إنه مستعد لاستضافة أسلحة نووية روسية "استراتيجية".

وكان بوتين قد وجه سابقا تحذيرات مبطنة بأنه يمكن أن يستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا إذا تعرضت روسيا للتهديد.

وقال بوتين إن روسيا كانت قد ساعدت في تجهيز الطائرات البيلاروسية "دون انتهاك اتفاقياتنا الدولية حول عدم الانتشار النووي ... فهناك عشر طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من الأسلحة".

وأضاف أن روسيا أعطت بيلاروسيا نظام إسكندر الذي يستطيع حمل أسلحة نووية.

وكانت موسكو تخطط للبدء في تدريب الأطقم اعتبارا من 3 نيسان/أبريل والانتهاء من بناء منشأة تخزين خاصة للأسلحة النووية التكتيكية بحلول 1 تموز/يوليو.

وفي شباط/فبراير، أعلن بوتين أيضا أن موسكو ستعلق مشاركتها في اتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (ستارت الجديدة)، وهي آخر اتفاقية متبقية من اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، من المقرر أن يكون لدى الصين 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، كما أن تطويرها للأسلحة التي تفوق سرعة الصوت والحرب السيبرانية وقدراتها الفضائية تمثل "التحدي الأهم والأكثر منهجية للأمن القومي الأميركي والنظام الدولي الحر والمفتوح"، حسبما ذكر البنتاغون في تقريره السنوي حول الصين.

فمثل الولايات المتحدة وروسيا، وهما أكبر قوتين نوويتين، تنبي الصين هي الأخرى "ثالوثا نوويا"، مع قدرات لإطلاق الأسلحة النووية من البر والجو والبحر، وفقا للخطة الرسمية لبيجين.

وتقوم الصين أيضا "ببناء البنية التحتية اللازمة لدعم هذا التوسع الكبير في قواتها النووية".

النشاط النووي في كوريا الشمالية وإيران

وتتطلع كوريا الشمالية كذلك لتوسيع ترسانتها النووية.

فقد أوضحت صور الأقمار الاصطناعية مستوى عالي من النشاط في المجمع النووي الرئيس بكوريا الشمالية بعد أن أمر الزعيم كيم جونغ أون بتكثيف إنتاج المواد النووية من مستوى الأسلحة، بحسب ما قال مركز أبحاث أميركي يوم 1 نيسان/أبريل.

فقد أكد مركز 38 نورث الذي يقع مقره في واشنطن إن الصور التي التقطت يومي 3 و17 آذار/مارس تشير إلى أن مفاعلا نوويا تجريبيا يعمل بالماء الخفيف في موقع يونغبيون بالبلاد "قد شارف على الاكتمال".

وتشير الصور أيضا إلى أن مفاعل قدرة خمسة ميغاواط في يونغبيون مستمر في العمل، وأن عمليات إنشاء جديدة قد بدأت حول معمل تخصيب اليورانيوم في الموقع، ومن المرجح أن يكون الهدف هو توسيع قدراته.

ويوم 28 آذار/مارس، نشرت وسائل الإعلام الحكومية بكوريا الشمالية صورا لكيم وهو يتفقد رؤوسا نووية جديدة أصغر فيما أصدر أمرا بالتوسع في "إنتاج المواد النووية من مستوى صنع الأسلحة" بهدف تحقيق زيادة "هائلة" في ترسانة الشمال.

وأجرى الجيش الكوري الشمالي مناورات متعددة في الأسابيع الأخيرة، بينها تجربة إطلاق ما وصفته وسائل الإعلام الحكومية بأنها مسيرة تحت الماء قادرة على حمل أسلحة نووية، هذا فضلا عن الإطلاق الثاني لصاروخ بالستي عابر للقارات هذا العام.

وفي العام الماضي، أعلنت كوريا الشمالية نفسها بأنها قوة نووية "لا رجعة فيها"، وفي آذار/مارس، أمر كيم الجيش الكوري الشمالي بتكثيف المناورات استعدادا لـ "حرب حقيقية".

أما في إيران، فقد اكتشفت جزئيات يورانيوم مخصب لمستوى 83.7 في المائة، أي أقل قليلا من مستوى الأسلحة، في منشأة فوردو الإيرانية تحت الأرض.

وجاء الاكتشافبعد أن أجرت إيران تعديلا جوهريا للربط بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وذلك دون الإعلان عن ذلك للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويأتي هذا وسط تعثر المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وكانت القيود المحددة في الاتفاق، بما في ذلك عتبة تخصيب عند نسبة 3.67 في المائة، تهدف لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

تم

الرد