سياسة

الموريتانيون يعتبرون المشاركة في قمة الديمقراطية خطوة إيجابية

مصطفى عمر

ضابط من شرطة موريتانيا الوطنية يسير في قمة الهيكل الدائري الذي يبلغ قطره 40 كيلومترا، والذي يعرف باسم تكوين الريشات في قلب الريشات، بتاريخ 18 آذار/مارس. [ماركو لونغاري/وكالة الصحافة الفرنسية]

ضابط من شرطة موريتانيا الوطنية يسير في قمة الهيكل الدائري الذي يبلغ قطره 40 كيلومترا، والذي يعرف باسم تكوين الريشات في قلب الريشات، بتاريخ 18 آذار/مارس. [ماركو لونغاري/وكالة الصحافة الفرنسية]

نواكشوط، موريتانيا -- قال مراقبون إن مشاركة موريتانيا للمرة الأولى في قمة الديمقراطية الثانية التي عقدت بغالبيتها افتراضيا على مدى 3 أيام بين 28 و30 آذار/مارس، هي خطوة إيجابية للبلاد.

واستضافت القمة كل من الولايات المتحدة وكوستاريكا وهولندا وكوريا الجنوبية وزامبيا، وتمت دعوة 121 زعيما للمشاركة فيها، من بينهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني.

وهدفت القمة العالمية التي عقدت بعد مرور أسبوع على القمة الروسية-الصينية في موسكو، إلى إظهار جبهة موحدة في وجه الاستبداد في ظل مهاجمة روسيا لأوكرانيا وشن الصين حملة دبلوماسية.

وقال المحلل السياسي الموريتاني بكاري كي للمشارق إن الولايات المتحدة التي تربط بينها وبين موريتانيا علاقات تجارية واستثمارية متنامية وجهت الدعوة لأسباب عدة.

الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يشاركان في الجلسة العامة الافتراضية للقمة من أجل الديمقراطية التي تتناول ʼالديمقراطية في مواجهة التحديات العالميةʻ من البيت الأبيض في واشنطن بتاريخ 29 آذار/مارس. [جيم واتسون/وكالة الصحافة الفرنسية]

الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يشاركان في الجلسة العامة الافتراضية للقمة من أجل الديمقراطية التي تتناول ʼالديمقراطية في مواجهة التحديات العالميةʻ من البيت الأبيض في واشنطن بتاريخ 29 آذار/مارس. [جيم واتسون/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأوضح أن من بين هذه الأسباب "الدور الذي باتت تلعبه موريتانيا في منطقة الساحل، في ظل وضع دولي يتسم بالاضطراب الأمني الناجم عن الاعتداء الروسي على أوكرانيا".

وذكر أن موسكو تحاول التغلغل في منطقة الساحل، في حين أن للصين حضورا متزايدا في القارة الإفريقية. .

ولكن لموريتانيا علاقات وطيدة بالولايات المتحدة.

ʼواحة من الاستقرارʻ

وأضاف كي أن القادة الأميركيين وضعوا ثقتهم بموريتانيا نظرا "لنجاحها في مواجهة التطرف والإرهاب وقيادتها لمجموعة دول الساحل.

وتابع أن موريتانيا تمثل بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها "واحة استقرار سياسي في محيط جيوسياسي مضطرب أمنيا وسياسيا"، وهو ما أشار إليه المسؤولون الأميركيون في أكثر من مناسبة.

وأشادت وكيلة وزارة الشؤون الخارجية الأميركية المكلفة بالشؤون السياسية فكتوريا نولاند بدور موريتانيا في المنطقة، خلال لقاء جمعها بوزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي.

وقالت نولاند إن "موريتانيا قائد مهم في منطقة الساحل فيما يتعلق بالإصلاحات الأمنية وحقوق الإنسان"، بحسب ما جاء في بيان صدر عن السفارة الأميركية في نواكشوط.

وأوضحت أن "جهود موريتانيا أساسية لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار. لذا فإن الولايات المتحدة تفخر بشراكتها المتواصلة مع موريتانيا".

وبدوره، قال الخبير في أزمات منطقة الساحل سيد أحمد أطفيل "يبدو أن رهان الولايات المتحدة على موريتانيا يتعزز يوما بعد يوما".

وأوضح أنه لهذا السبب تمت دعوة موريتانيا إلى القمة من أجل الديمقراطية، حيث بحث المشاركون في ملفين أساسيين يؤرقان دول العالم الحر.

وتابع أن الملفين هما انتهاك روسيا والصين لحقوق الإنسان في العالم، ودور موسكو في خلق المزيد من الاضطرابات الأمنية في أفريقيا وشرق أوروبا.

وكان الرئيس الموريتاني قد أشار إلى ذلك في كلمته الافتتاحية بالقمة، حيث شكر الولايات المتحدة على دعمها موريتانيا في مختلف المجالات.

يُذكر أن الولايات المتحدة تتعاون مع موريتانيا في سلسلة قضايا بحسب وزارة الخارجية الأميركية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي وتعزيز التجارة والجهود الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان وسلطة القانون.

والعام الماضي، خصصت الحكومة الأميركية أكثر من 68 مليون دولار لدعم البرامج التي تركز على المساعدات التربوية والإنسانية والتنموية.

كما أنها تدعم موريتانيا بشراكات تهدف إلى تحسين الصحة العامة ومنع ومكافحة التطرف العنيف وتأمين الأمن الغذائي والمساعدة الإنسانية للمجتمعات الضعيفة بما في ذلك اللاجئون الماليون.

وتدعو الولايات المتحدة لانتخابات حرة وعادلة وانتقال سلمي للسلطة كما حصل في العام 2019، وهو أول انتقال سلمي للسلطة بين قائدين تم انتخابهما بصورة ديمقراطية يسجل في تاريخ موريتانيا.

دور أمني معزز

وبصفتها عضو في شراكة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء، تلقت موريتانيا المساعدة الأمنية لدعم جهودها المرتبطة بمكافحة الإرهاب.

وفي كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو خلال القمة، أعرب الغزواني عن شكره للرئيس الأميركي جو بايدن على سعيه الدؤوب إلى ترقية الديمقراطية وتطويرها باستمرار "لتكون أكثر قدرة على الصمود في وجه الفساد والاستبداد".

وشدد مراقبون على ضرورة أن تلعب موريتانيا اليوم دورا أكبر في الحفاظ على الأمن الإقليمي، لا سيما في ظل انسحاب مالي من مجموعة دول الساحل الخمس وسماحها لجيش المرتزقة الروسي، أو ما يعرف بمجموعة فاغنر، بالتوغل في المنطقة.

ونظرا لثقل تلك المسؤولية الملقاة على عاتق موريتانيا، اعتبر أطفيل أنها بحاجة إلى "مساعدة واشنطن وحلفائها، في نفس الوقت الذي تحتاج فيه لتكاتف جهود بقية دول الساحل الأخرى".

وفي هذا السياق، قال الصحافي محمد آغ أحمدو إنه في حين أن التقارب بين واشنطن ونواكشوط يفسر سبب مشاركة هذه الأخيرة في القمة من أجل الديمقراطية، إلا أن أسبابا أخرى تقف وراء مشاركة الدول الأفريقية الأخرى.

وذكر للمشارق أن تنزانيا وساحل العاج وغامبيا وموزمبيق لديها شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة.

وشرح أن "التجارب السياسية لتلك الدول ناجحة نسبيا، وهذا يجعل من الطبيعي أن تحظى بدعوة من واشنطن للمشاركة في قمة تحمل شعار الديموقراطية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500