اللاجئين

المهاجرون الأفارقة آخر بيادق بلعبة فاغنر السياسية

مصطفى عمر

مهاجرون يستعدون للصعود على متن سفينة أوشن فايكينغ التي تبحر في المياه الدولية مقابل ليبيا في البحر المتوسط، بعد أن أنقذتهم منظمة أس أو أس ميديتيرانيه الإنسانية البحرية الأوروبية في 25 تشرين الأول/أكتوبر. [فينسنزو سيركوستا/وكالة الصحافة الفرنسية]

مهاجرون يستعدون للصعود على متن سفينة أوشن فايكينغ التي تبحر في المياه الدولية مقابل ليبيا في البحر المتوسط، بعد أن أنقذتهم منظمة أس أو أس ميديتيرانيه الإنسانية البحرية الأوروبية في 25 تشرين الأول/أكتوبر. [فينسنزو سيركوستا/وكالة الصحافة الفرنسية]

أدلى وزيران بالحكومة الإيطالية بتصريحات مؤخرا ألقيا فيها باللائمة علىمجموعة فاغنر التابعة للكرملين في التسبب في زيادة في الهجرة من إفريقيا إلى إيطاليا، فيما وصفاه بأنها "استراتيجية واضحة لحرب هجينة".

واتهما مجموعة المرتزقة التي يقودها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين، وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالوقوف وراء الزيادة في عدد قوارب المهاجرين التي تعبر المتوسط.

وذكرا أن الزيادة الملحوظة في محاولات الهجرة إلى أوروبا من دول إفريقية تتواجد فيها مجموعة فاغنر تأتي في إطار استراتيجية فاغنر للانتقام من الدول الداعمة لأوكرانيا.

وتأتي تصريحاتهما عقب تدفق كبير من المهاجرين الواصلين إلى الشواطئ الإيطالية خلال الأسابيع الأخيرة.

الحرس الوطني التونسي يقوم بتفريق مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من موقع قريب من ساحل المتوسط في منطقة الحمايزة أثناء تجمعهم قبل محاولة المغادرة إلى إيطاليا بحرا في 3 تشرين الأول/أكتوبر. [فتحي بلعيد]

الحرس الوطني التونسي يقوم بتفريق مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من موقع قريب من ساحل المتوسط في منطقة الحمايزة أثناء تجمعهم قبل محاولة المغادرة إلى إيطاليا بحرا في 3 تشرين الأول/أكتوبر. [فتحي بلعيد]

ونقلت وكالات إخبارية في 13 آذار/مارس أن أكثر من 20 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا حتى اليوم خلال العام الجاري، وهو ما يشكل 3 أضعاف الرقم الذي سجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وينطلق معظمهم من ساحلي تونس وليبيا شمالي إفريقيا في قوارب مكتظة، ويفقد كثيرون حياتهم.

حرب هجينة

وعزا وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروزيتو "الزيادة الهائلة في ظاهرة الهجرة التي تنطلق من السواحل الإفريقية" إلى "استراتيجية واضحة لحرب هجينة" تنفذها مجموعة فاغنر "باستخدام ثقلها الكبير في بعض الدول الإفريقية".

وفي هذا الإطار، أشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أيضا إلى الزيادة في حركة الهجرة، لافتا إلى أن العديد من المهاجرين يأتون إلى إيطاليا من مناطق "خاضعة لمجموعة فاغنر".

في المقابل، نشر بريغوزين ردا غاضبا على تلغرام في رسالة بذيئة.

وقال "نجهل ما يحصل بشأن أزمة المهاجرين، ولا نشغل أنفسنا بها".

وينشط آلاف مرتزقة فاغنر في عدد من الدول الإفريقية، حيث يدعمون مصالح روسيا السياسية والتجارية.

حيث يحارب ما لا يقل عن 1200 عنصر من مرتزقة فاغنر في ليبيا منذ العام 2018 دعما للجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر المدعوم من روسيا.

وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، يدعم 1890 "مدربا روسيا" مزعوما القوات الحكومية في الحرب الأهلية الدائرة.

واتهم مقاتلو فاغنر بالتورط في أنشطة مسلحة في جمهورية إفريقيا الوسطى، مستغلين موارد الذهب والماس في البلاد ومجندين السجناء من جمهورية إفريقيا الوسطى قبل إرسالهم للقتال في دونباس بأوكرانيا.

ويتهم مرتزقة فاغنر أيضا بتنفيذ هجوم تخريبي في مطلع الشهر الجاري على مصنع فرنسي للجعة في بانغي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى. وقالت مصادر مطلعة إن الهجوم يحمل بصمات حملة شرسة لنشر النفوذ الروسي في البلاد.

وفي مالي، استقدم المجلس العسكري الحاكم الموالي لروسيا المئات من مقاتلي فاغنر إلى البلاد.

ويتهم مقاتلو فاغنر بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات وبالتدخل في الصراعات عبر أفريقيا، بما فيها في مالي وليبيا وتشاد وموزمبيق، إلى جانب سوريا وفنزويلا وأوكرانيا.

تداعيات غير محصورة بإفريقيا

وعبر زرع انعدام الاستقرار في الدول الإفريقية الفقيرة التي تضم موارد طبيعية هائلة وغير مستغلة، تساعد مجموعة فاغنر روسيا في قطف ثمار دعمها للحكومات الفاسدة.

وقال محللون إنه في إطار هذه المؤامرة الساخرة، تتسبب فاغنر في صعوبات اقتصادية ونزاعات سياسية في الاتحاد الأوروبي.

وغالبا ما يدفع آلاف الأفارقة اليائسين الذين يحاولون خوض رحلة العبور الصعب للمتوسط على متن قوارب مكتظة الثمن بحياتهم، وقد تحولت هذه القضية إلى مسألة ساخنة في سياسات الاتحاد الأوروبي.

وتكشف تصريحات كروزيتو أن التدخل الروسي في إفريقيا لم يعد محصورا بالدول الإفريقية التي للكرملين علاقات معها، حسبما ذكر الصحافي الموريتاني قريني أمينو.

وأوضح أن "تداعيات الغزو الروسي تجاوزت حدود القارة الإفريقية".

وبدوره، قال المحلل السياسي الموريتاني بشير ولد بابانا إن استراتيجية روسيا ضد الاتحاد الأوروبي تقوم على استعمال وسائل مختلفة، منها تسهيل الهجرة غير الشرعية نتيجة تواجدها في إفريقيا.

وتابع أن روسيا تسهل تدفق المهاجرين من الدول التي لها تواجد نشط فيها إلى الشواطئ الإفريقية التي تعاني من ضعف القبضة الأمنية مثل ليبيا.

وأشار إلى أنه في الوقت عينه، يقوم الكرملين أكثر فأكثر بتقويض الوضع الأمني في المناطق الهشة بإفريقيا من أجل زيادة النزوح والهجرة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500