بدأ منشقون عن حزب الله وأنصار سابقون له في توجيه انتقادات لاذعة للحزب الذي تدعمه إيران وزعيمه حسن نصر الله على خلفية جرائم ارتكبت في سوريا وإخفاق الحزب في توفير الرعاية لعناصره وحاضنتهفي لبنان.
ففي فيديو طويل بث على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 3 آذار/مارس، اتهم المقاتل السابق في حزب الله علي مشيك الحزب بتنفيذ عمليات نهب واسعة في سوريا وبقطع المساعدات الطبية والصحية عن قدامى الحزب المصابين.
وقال مشيك، 36 عاما، إن الحزب قطع المساعدة الصحية من مال وأدوية التي كان يؤمنها له، ما حرمه من الرعاية الطبية.
وأضاف أن قدامى المحاربين في الحزب الذين أصيبوا في الحرب السورية يواجهون الوضع نفسه.
وتكشف تعليقات مشيك أن حزب الله يعاني من مشاكل مرتبطة بتراجع التدفقات النقدية، إذ أن مموليه الرئيسين، أي الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني،واجها في السنوات القليلة الماضية مصاعب مالية حادة.
وتكشف أيضا أن رعاية مقاتليه القدامى ليست أولوية للحزب، بعد أن وجه ماله إلى مجالات أخرى.
واستعرض مشيك المتحدر من منطقة بعلبك في سهل البقاع اللبناني، تقارير طبية وصحية قال إنها تؤكد حاجته للمساعدة كونه مصاب حرب وإصاباته في رأسه وظهره وقدميه.
وروى أنه انتمى لحزب الله في سن الرابعة عشر، وشارك في الحرب السورية من 2012 إلى 2018.
وفي عام 2016، نقل لقسم التجهيز بالوحدة 13000 في مدينة القلمون السورية.
وكشف بالفيديو أن جل ما تقوم به هذه الوحدة التي كان يرأسها ضابط من الحزب يعرف باسم علاء، هو السرقة، لا سيما من المزارع في يبرود وريما وفليطا والزبداني والبو كمال ودير الزور وحلب.
وأوضح مشيك أن الأغراض المسروقة شملت جرافات وشاحنات زراعية وسيارات مدنية وأدوات كهربائية وأبواب ونوافذ وماشية، وأن معظمها بيع في بلدة الهرمل اللبنانية.
وطالب مشيك بالفيديو نصر الله بحقه في الحصول على الدواء والرعاية الطبية.
وقال إنه نشر الفيديو يوم 3 مارس/آذار بعد تعرضه للضرب على يد 20 عنصرا داخل بيته لحذف الفيديوهات المصورة التي كان قد نشرها.
مساعدة بالاسم فقط
أما المقاتل السابق في حزب الله المُقعد حسن محمود محسن، ("الحاج ولاء")، فقد نشر سلسلة فيديوهات على تيك توك من منطقة عيتيت قرب صور، ينتقد فيها بشدة ممارسات حزب الله كالسرقة والقتل والاغتصاب.
وفي عام 2008، أوقف حزب الله عن محسن، 40 عاما، حقوقه الطبية والمادية مع أنه تعرض لإعاقة دائمة تمنعه عن العمل جراء إصابته في حرب تموز/يوليو 2006، حسبما قال.
وظهر محسن مؤخرا في فيديو على تيك توك بثه تليفزيون أورينت، وبث أيضا على موقع يوتيوب، وهو يمزق صوره مع نصر الله وبطاقات المساعدات الطبية التي كان يتلقاها من الحزب.
في السياق نفسه، قال مقاتل سابق في الحزب للمشارق شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "كل ما قاله مشيك ومحسن صحيح، فالحزب قطع كل المساعدات عن مصابي حروبه العبثية في المنطقة".
وأضاف أن "المساعدات كانت تعيننا على مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان، والتي تعود بجزء كبير منها إلى ممارسات حزب الله".
وتابع "كنا نعتقد أن حزب الله هو خشبة خلاصنا لنعيش بكرامة في هذه الأيام السوداء، وإذا به يقطع عن عدد كبير من المقاتلين ومن بيئته المساعدات على أنواعها بعدما أفنينا عمرنا في خدمة مشروعه".
ولفت إلى أن التململ قد امتد إلى مقاتلي الحزب وأنصاره السابقين، بسبب تخفيض رواتب الكثيرين منهم.
وذكر أن الحزب كان في الماضي يعطي المساعدات عبر بطاقة تسمى سجاد، لكن مفعولها انتهى مع إقفال الكثير من المتاجر، ما ترك المستفيدين السابقين في مواجهة غلاء الأسعار والعوز والجوع.
وأكد أن الحزب يقدم مساعدات الآن فقط لحلقة ضيقة من المقاتلين والمحازبين المقربين جدا منه، والذين يتلقون رواتبهم بالدولار.
'نعيش أسوأ أيامنا'
ومن جانبه، قال ماجد، وهو اسم مستعار لمقاتل سابق في حزب الله يسكن في بيروت، "نعيش أسوأ أيامنا على أيدي حزب الله".
وأضاف في حديث للمشارق أن الحزب "قاد الطائفة الشيعية إلى الهلاك وإلى قتل شبابها في سوريا وغيرها، خدمة لمشروع إيران الاستبدادي".
وتابع "يا ليته صرف المبالغ الطائلة علينا بدلا من الحروب".
وأكد أن أعضاء وأنصار حزب الله جائعون ومرضى بسبب سياسة الحزب العدائية وحروبه العبثية.
بدوره، قال الكاتب والناشط السياسي يوسف مرتضى للمشارق إن الفيديوهات التي بثها الأعضاء السابقون في حزب الله تظهر أنهم يعانون ماليا كون الحزب اختار إنفاق أمواله على أمور أخرى.
واعتبر كلام مشيك وغيره تعبيرا صادقا عن الوجع الذي يشعرون به.
ورأى معارض شيعي تحدث للمشارق شريطة عدم الكشف عن هويته، أن قادة حزب الله يعيشون في ترف مالي في حين أن الشعب اللبناني وبيئته تركوا فريسة للمعاناة.
وقال إن التململ من حزب الله يتوسع، إذ بات واضحا وجليا أن الحزب الذي تدعمه إيران أغرق الطائفة الشيعية بالفقر والجوع، مع وجود عدد قليل فقط من أبنائها يستفيدون من المساعدات المحدودة.