إرهاب

رسالة مصورة تفضح مشاكل القاعدة في اليمن

نبيل عبد الله التميمي

عناصر أمن يمنيون يتفقدون جثث عناصر القاعدة الذين قتلوا بالرصاص بعد مهاجمة نقطة تفتيش لقوات الحزام الأمني المدربة من قبل الإمارات في مديرية أحور بأبين بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر أمن يمنيون يتفقدون جثث عناصر القاعدة الذين قتلوا بالرصاص بعد مهاجمة نقطة تفتيش لقوات الحزام الأمني المدربة من قبل الإمارات في مديرية أحور بأبين بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- أكد باحثون أن تنظيم القاعدة في اليمن يعيش حالة ضعف وتفكك حادة في ظل الخلافات الداخلية في صفوفه، لدرجة أنه أضطر إلى نشر فيديو للتغطية على هذه الخلافات ومحاولة حشد الدعم من زعماء القبائل.

ونقل موقع النبض الإعلامي أن "عام 2022 كان حافلا بالانشقاقات والتراجعات في مسيرة تنظيم القاعدة في اليمن"، لافتا إلى "استمرار [التنظيم] في مسيرة السقوط والانحدار وخسارة الحاضنة الشعبية".

وذكر الموقع أنه خلال هذه الفترة فقد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الكثير من مناطق سيطرته، وهو ما أدى إلى خسارة الأموال والرجال والحواضن الشعبية في بعض القبائل.

وتابع أنه "مع خسارة المعارك يخسر المزيد من الأراضي ويفقد المزيد من القتلى، ومع تكرار الهزائم يتبادل قادته وعناصره التهم بالتقصير والفشل بل والخيانة أيضا فتكثر التصفيات الداخلية والانشقاقات".

لقطة شاشة من أحدث رسالة مصورة لتنظيم القاعدة تظهر القيادي البارز في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب سعد العولقي في أول ظهور له عرف به على الكاميرا. [أخبار الآن]

لقطة شاشة من أحدث رسالة مصورة لتنظيم القاعدة تظهر القيادي البارز في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب سعد العولقي في أول ظهور له عرف به على الكاميرا. [أخبار الآن]

أول رسالة مصورة من العولقي

وفي فيديو مدته 11 دقيقة ونشر في 14 شباط/فبراير عبر مؤسسة الملاحم، وهي الذراع الإعلامي للقاعدة في اليمن، ظهر سعد العولقي القيادي البارز في القاعدة بالجزيرة العربية و"أمير" محافظة شبوة والعضو في مجلس شورى التنظيم.

وتحدث العولقي للمرة الأولى عبر الفيديو وامتدح زعيم تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية خالد باطرفي الذي ظهر أيضا في التسجيل، كما حاول حشد أبناء قبائل أبين وشبوة للانضمام إلى التنظيم ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وظهر العولقي وباطرفي معا في التسجيل بعد ورود تقارير في تشرين الثاني/نوفمبر عن توترات ناشئة بين الرجلين بشأن الموارد والنفوذ، بحسب ما ذكره مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية.

وأشار المركز في تقرير صدر بكانون الأول/ديسمبر إلى أن "الخلاف حول القيادة بدأ في أبريل/نيسان الماضي عندما اشتكى قادة جهاديون في شبوة من محاولة باطرفي عزلهم وقطع الأموال والمدفوعات لأسر المقاتلين القتلى ورفض السماح لهم بقتال الحوثيين".

وقال محللون إنه عبر الظهور معا في الفيديو الذي نشر مؤخرا حيث يمتدح العولقي باطرفي، يحاول القياديان على ما يبدو إظهار وحدة الصف بينهما.

ولكن المحلل السياسي فيصل أحمد ذكر للمشارق أن ذلك يؤدي فعليا إلى تأكيد الأنباء المتداولة عن الخلافات والتوترات الحاصلة.

وأوضح أن أتباع العولقي يرون أنه الأحق بزعامة التنظيم، وهذا ما يشكل ضغطا على باطرفي ويجعل تفكيره محصورا على الحفاظ على الزعامة بدل تحقيق مكاسب للتنظيم.

وبدوره، قال الباحث بشؤون الجماعات المتطرفة عبد الرزاق محمد إن خلافا حصل أيضا بين باطرفي وأبو عمر النهدي، "الأمير" السابق لتنظيم القاعدة بالجزيرة العربية في المكلا.

وبحسب مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، انشق النهدي مع مجموعة صغيرة من المقاتلين عن التنظيم في عام 2019.

وأكد أحمد أن تنظيم القاعدة يعيش "أسوأ مراحله على الإطلاق" وهذا يظهر من خلال حديث العولقي وجهوده لحشد القبائل في أبين وشبوة لمهاجمة قوات المجلس الانتقالي والحكومة والتحالف العربي.

وأوضح أن "هذا يؤكد تخلي الحاضنة الاجتماعية [للقبائل] عن التنظيم والتي كانت أهم مصادر الحشد والقوة في فترات سابقة".

يُذكر أنه في حملة أمنية نفذت مؤخرا، قامت قوات المجلس الانتقالي بطرد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية من مناطق أبين وشبوة التي كانت تحت سيطرته الحصرية، بما في ذلك عومران بمديرية مودية في محافظة أبين أواخر العام المنصرم.

كذلك، قتل العديد من كبار عناصر التنظيم في هجمات نفذت مؤخرا ضد متطرفين في اليمن.

تعاون ضمني مع إيران

ولفت أحمد إلى أهمية "حصر العولقي حديثه بحشد القبائل لمواجهة القوات الجنوبية فقط دون مناطق سيطرة الحوثي، ما يشير إلى خدمة المشروع الحوثي-الإيراني".

وأضاف أن هناك أدلة تدعم علاقة خدمة المصالح المشتركة بين الحوثيين والقاعدة، ويشمل ذلك قيام الحوثيين بإطلاق سراح قيادات وعناصر التنظيم من سجونهم.

هذا وأعلن تنظيم القاعدة في 14 شباط/فبراير عن تبادل للأسرى مع الحوثيين.

وبعد مرور 3 أيام على هذا الإعلان، أطلق الحوثيون سراح سجينين اثنين من القاعدة مقابل 3 سجناء حوثيين، حسبما ذكر رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى في تغريدة على تويتر.

وأضاف أن هناك بعض الأدلة أيضا على "انسحاب عناصر القاعدة من مناطق في محافظة البيضاء، واتخاذ مناطق جنوبية في أبين وشبوة كمعسكرات لهم".

ولفت إلى أن تنظيم القاعدة ينشط فقط "في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بعكس مناطق الحوثي".

وأشار أيضا إلى احتضان إيران لعائلة أسامة بن لادن والآن سيف العدل، زعيم القاعدة الحالي، بحسب ما ذكرته تقارير دولية.

ومن ناحيته، أكد فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل للمشارق أن بين الحوثيين والقاعدة علاقة تخدم مصالح الطرفين وتخدم "المصالح الإيرانية وأجندتها".

وأشار إلى أن الحكومة اليمنية قدمت لمجلس الأمن بالأمم المتحدة ملفات تثبت هذه العلاقة.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، قال مسؤولون يمنيون إن تنظيم القاعدة يستخدم في محافظتي شبوة وأبين متفجرات مشابهة لتلك المصنوعة بالخبرات الإيرانية في مناطق سيطرة الحوثي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500