فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس، 9 آذار/مارس، عقوبات على 5 شركات صينية وشخص واحد على خلفية تزويدهم صانعي المسيرات في إيران بمكونات، وذلك في مسعى لاستهداف ناشري أسلحة الدمار الشامل وطرق تسليمها.
وربطت وزارة الخزانة الأميركية بصورة غير مباشرة الشركات الصينية بالهجمات الروسية في أوكرانيا والهجمات الإيرانية على ناقلات النفط في منطقة الخليج، مستخدمة في كلتا الحالتين مسيرات شاهد-136.
حيث أن دور الشركات الصينية في تلك الصفقات يقوض بشكل إضافي تأكيد الصين بأنها "وسيط" محايد قادر على وضع حد للحرب.
وذكرت وزارة الخزانة أن مسيرات شاهد-136 تصنّع من قبل شركة صناعات الطائرات الإيرانية التي فرضت عليها عقوبات أميركية، والتي تخضع لسيطرة وزارة الدفاع الإيرانية.
واستخدمت روسيا هذه المسيرات بصورة مكثفة خلال حربها على أوكرانيا، فشنت هجمات متعددة بالصواريخ والمسيرات على بنى تحتية حيوية منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وذكر سلاح الجو الأوكراني يوم الاثنين أنه أسقط وابلا من المسيرات المفخخة التي تم إطلاقها ليلا من جنوبي روسيا، وذلك بعد أن سمعت صفارات الإنذار التي تنبئ بغارات جوية على مدى ساعات في كييف.
وأشار إلى أن القوات الروسية أطلقت 15 مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد من منطقة بريانسك شمالي شرقي كييف، وأن القوات الأوكرانية أسقطت 13 منها.
ونقلت مجلة دير شبيغل الألمانية في 24 شباط/فبراير أن روسيا تجرى أيضا محادثات مع شركة صينية مصنعة للمسيرات لكي تزودها بمسيرات ذاتية الانفجار يمكن نشرها في أوكرانيا.
وذكرت المجلة أنها اطلعت على معلومات تشير إلى أن الجيش الروسي يتفاوض مع شركة صينية مصنعة للمسيرات، هي شركة شيان بينغو لتكنولوجيا الطيران الذكي، لإنتاج كميات كبيرة من هذا النوع من المسيرات لحساب موسكو.
وجاء في التقرير أن الشركة المصنعة الصينية وافقت على بناء واختبار مائة نموذج أولي لمسيرة من طراز زد تي-180 قبل تسليمها إلى روسيا بحلول نيسان/أبريل 2023، علما أن كل مسيرة قادرة على حمل ما بين 35 و50 كيلوغراما من المتفجرات.
وتابع التقرير أن معلومات تحدثت عن نية شركة بينغو إرسال مكونات وخبرات فنية إلى موسكو لتصنيع المسيرات في الداخل الروسي.
شبكات المشتريات الإيرانية
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الشبكة التي فرضت عقوبات عليها يوم الخميس مسؤولة عن بيع وشحن آلاف مكونات الطيران، بما في ذلك تلك المستخدمة في مسيرات شاهد، لشركة صناعات الطائرات الإيرانية.
وتعهد "بمواصلة [الولايات المتحدة] استخدام كل أداة تحت تصرفها لعرقلة تلك الجهود" وملاحقة إيران.
ويقع مقر الشركات الصينية الخاضعة للعقوبات في هانغتشو وشنجن وغويلين وهونغ كونغ.
واستخدمت شركة هانغتشو فويانغ كوتو ماشينيري المحدودة، ومقرها الصين، بنيتها التجارية لتسهيل بيع وشحن مكونات صناعة الطيران لشركة صناعات الطائرات الإيرانية، حسبما ذكرت وزارة الخزانة.
وتشمل هذه المكونات محركات طائرات خفيفة تستخدم في سلسلة شاهد الإيرانية.
وتابعت الخزانة أن شركة كوتو عمدت لإخفاء نشاطها عبر استخدام شركة واجهة في هونغ كونغ، وهي شركة رافين للتجارة العالمية، من أجل تسهيل صفقات بملايين الدولارات لمكونات الطيران.
كما أن شركة غويلين ألفا رابر أند بلاستيك تكنولوجي المحدودة، ومقرها الصين، قامت بتسهيل بيع وشحن آلاف المكونات الخاصة بصناعة الطيران بقيمة تفوق مليون دولار لشركة صناعات الطائرات الإيرانية في إيران.
كذلك، فرضت عقوبات على شركة أس أند سي ترايد بي تي آي المحدودة وموظفتها يون شيا يوان المقيمة في الصين، وعلى شركة شنجن كاسبرو تكنولوجي ومقرها الصين.
وقالت الخزانة إنهم جميعا سهلوا بيع وشحن آلاف المكونات الخاصة بصناعة الطيران بقيمة مئات الآلاف من الدولارات، وذلك لتطبيقات الطائرات ثابتة الجناحين والطائرات ذات الأجنحة الدوارة والمسيرات.
وقال وكيل وزارة الخزانة براين نيلسون إن "إيران متورطة بصورة مباشرة في حصيلة الضحايا المدنيين الأوكرانية التي نتجت عن استخدام روسيا للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا".
وأوضح أن "الولايات المتحدة ستواصل استهداف شبكات المشتريات الإيرانية التي تزود روسيا بالمسيرات القاتلة لاستخدامها في حربها غير المبررة بأوكرانيا".
شبكة ʼصيرفة الظلʻ
وفي إجراء منفصل خاص بالعقوبات، فرضت الخزانة عقوبات على 39 شركة وكيانا في إيران وهونغ كونغ والصين ودبي وأماكن أخرى حول العالم، على خلفية مساعدتها إيران في بيع البتروكيماويات على نطاق عالمي في خطوة تنتهك العقوبات على طهران.
وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية إن الكيانات التي خضعت للعقوبات تشكل شبكة "صيرفة ظل" كبيرة.
وذكر أن هذه تشكل "واحدا من بين عدة أنظمة تمويل غير مشروعة تقع في اختصاصات قضائية متعددة، تمنح الكيانات الإيرانية الخاضعة للعقوبات، كشركة الخليج الفارسي التجارية لصناعة البتروكيماويات وشركة تريليانس للبتروكيماويات المحدودة، وصولا إلى النظام المالي الدولي وتقوم بالتعتيم على عملياتها التجارية مع العملاء الأجانب".
يُذكر أن شركة الخليج الفارسي التجارية لصناعة البتروكيماويات هي الذراع التسويقي لمجموعة شركة الخليج الفارسي لصناعة البتروكيماويات الخاضعة للعقوبات، والتي تحقق للنظام الإيراني عشرات الملايين من الدولارات كل سنة.
وبحسب الخزانة، تقوم مكاتب الصيرفة الإيرانية بإنشاء شركات واجهة في الخارج لتمكين الأعمال التجارية لصالح عملائها الإيرانيين، مع توثيق المعاملات بالعملات الأجنبية بواسطة دفاتر حسابات داخلية.
وقال المسؤول في وزارة الخزانة وولي أدييمو إن "إيران تطور شبكات معقدة للتحايل على العقوبات، حيث يقوم المشترون الأجانب ومكاتب الصيرفة وعشرات الشركات الواجهة بالتعاون من أجل مساعدة الشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات على الاستمرار بأعمالها التجارية".