بدعم من جهود استخبارات ومراقبة واستطلاع أميركية محمولة جوا، اعترضت سفينة حربية بريطانية الأسبوع الماضي قبالة الساحل العماني زورقا يهرب أسلحة إيرانية بينها صواريخ مضادة للدبابات.
وقالت السفارة البريطانية في دولة الإمارات العربية المتحدة إن السفينة الصغيرة رصدت في البداية من قبل المراقبة الجوية الأميركية أثناء أبحارها "بسرعة كبيرة" بعد حلول الظلام في المياه الدولية.
واعترضت قوات من الفرقاطة البريطانية لانكستر السفينة التي تقرر أنها إيرانية، أثناء إبحارها جنوبا من إيران يوم الخميس، 23 شباط/فبراير، قبل أن تتمكن من العودة إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
وعلى متن السفينة، اكتشف القوات البريطانية رزما احتوت نسخا إيرانية من الصواريخ الموجهة الروسية المضادة للدبابات من طراز 9 إم133 كورنيت، التي تعرف في إيران باسم دهلاویه، ومكونات صواريخ بالستية متوسطة المدى.
وأعلن الأسطول الخامس الأميركي من مقره في البحرين أن عملية الاعتراض جرت على طول طريق يستخدم تاريخيا في تهريب الأسلحة إلى اليمن.
وقال إن إمداد الحوثيين باليمن بأسلحة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو بيعها أو نقلها إليهم ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأوضح قائد الأسطول الخامس نائب الأدميرال براد كوبر إن "هذه العملية هي عملية الاعتراض السابعة للأسلحة أو المخدرات غير القانونية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وتعتبر مثالا آخر على أنشطة إيران الخبيثة المتزايدة في جميع أنحاء المنطقة".
ويترأس كوبر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والقوات البحرية المشتركة، وهي تحالف بحري متعدد الجنسيات.
وأضاف "سنستمر في العمل مع شركائنا في ملاحقة أي أنشطة مزعزعة للاستقرار وتهدد الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة".
مصادرة الأسلحة على طول طريق التهريب
وقال الجيش الأميركي إن عمليات الاعتراض في الأشهر الثلاثة الأخيرة أدت إلى ضبط 5000 قطعة سلاح و1.6 مليون طلقة ذخيرة و7000 فتيل تقارب للصواريخ و2100 كجم من الوقود المستخدم في إطلاق القذائف الصاروخية.
وأضاف أن قوات الأمن ضبطت أيضا 30 صاروخا موجها مضادا للدبابات ومكونات صواريخ بالستية متوسطة المدى ومخدرات غير قانونية تصل قيمتها إلى 80 مليون دولار أميركي.
وكانت قوات النخبة الفرنسية مدعومة من الجيش الأميركي، قد ضبطت في 15 كانون الثاني/يناير، شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن عملية الاعتراض البحرية حدثت في خليج عمان.
وأضافت أنه "تم مصادرة أكثر من 3000 بندقية هجومية و578 ألف طلقة ذخيرة و23 صاروخا موجها حديثا ضد الدبابات".
ويوم 6 كانون الثاني/يناير، اعترضت البحرية الأميركية سفينة صيد في خليج عمان خلال محاولته تهريب أكثر من 2100 بندقية هجومية على طول طريق تهريب من إيران إلى اليمن.
وفي كانون الأول/ديسمبر، صادرت القوات البحرية الأميركية مواد متفجرة وصواعق صواريخ ووقود دفع أثناءتهريبها على متن سفينة صيد من إيران إلى اليمن.
واحتوت الشحنة على 140 طنا من أسمدة اليوريا و70 طنا من بيركلورات الأمونيوم و50 طنا من طلقات الذخيرة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، قالت البحرية الأميركية إنها أغرقت قاربا ينقل "مواد متفجرة" من إيران إلى الحوثيين، وإن تلك المتفجرات تكفي لإمداد 12 صاروخا بالستيا بالوقود.
'العمل الجماعي والتعاون متعدد الجنسيات'
ويوم السبت، ضبطت سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركي من سفينة صيد في بحر العربمخدرات غير قانونية بقيمة سوقية في الولايات المتحدة تصل إلى 20 مليون دولار، بحسب ما ذكرت القوات البحرية المشتركة.
واحتوت الشحنة غير القانونية، التي كانت تنقل على متن سفينة يعمل بها أربعة بحارة، 1350 كجم من الحشيش و276 كجم من مادة الميثامفيتامين و23 كجم من أقراص الأمفيتامين.
وكانت سفينة خفر السواحل الأميركية تعمل دعما لفريق المهام المشترك 150، وهو أحد فرق مهام أربعة منضوية تحت مظلة القوات البحرية المشتركة.
وقال كابتن البحرية الأميركية أنطوني ويبر إن "هذا نتيجة عمل جماعي ممتاز وتعاون متعدد الجنسيات. من المهم أن نستمر في العمل بلا هوادة في ملاحقة أي أنشطة بحرية مزعزعة للاستقرار".
هذا وقد أكملت القوات البحرية المشتركة، وهي أضخم شراكة بحرية دولية في العالم حيث يشارك بها 38 بلدا وشريكا، يوم الثلاثاء عملية إبحار مشتركة استمرت ثلاثة أيام في الخليج العربي بمشاركة قوات بحرية من خمس دول.
وعملت عشر سفن من البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة تحت مظلة فريق المهام المشترك 152 الذي يركز على الأمن البحري في الخليج العربي.
وقالت القوات البحرية المشتركة أن أفراد طاقم من وحدات مختلفة تفاعلوا ونفذوا تبادلات احترافية وأظهروا تواجدا متعدد الجنسيات.
تخصيب اليورانيوم يقترب من فئة القنابل
وتأتي عملية الاعتراض الأخيرة للأسلحة الإيرانية فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الثلاثاء أن مفتشيها في إيران قد وجدوا جزئيات يورانيوم مخصب لدرجة الأسلحة تقريبا، أو مستوى 90%.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أنه من المقرر أن يلتقي مدير الوكالة رافائيل غروسي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران يوم السبت لمحاولة "إعادة إطلاق الحوار" حول العمل الذري الذي تقوم به البلاد.
وقال تقرير سري للوكالة أطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية إن جزئيات يورانيوم مخصب لمستوى 83.7%، أي أقل قليلا من مستوى الأسلحة، قد اكتشف في منشأة فوردو الإيرانية تحت الأرض.
وجاء الاكتشاف بعد أن أجرت إيران تعديلا جوهريا للربط بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وذلك دون الإعلان عن ذلك للوكالة.
وقالت الوكالة في تقرير إن "المناقشات ما تزال جارية" لتحديد منشأ الجزيئات التي تقترب من مستوى القنابل.