الأردن يصدر أحكاما بالإعدام على خلفية هجوم لداعش على الشرطة عام 2018

أصدرت محكمة أردنية يوم الأربعاء، 22 شباط/فبراير، أحكاما بالإعدام بحق 3 أشخاص وأحكاما بالسجن بحق 8 آخرين لمدة تصل إلى 20 عاما، وذلك على خلفية دورهم في عملية إرهابية نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2018 في مدينة السلط.

وحكمت محكمة أمن الدولة على 3 أشخاص بالإعدام شنقا بينهم واحد غيابيا، "لتورطهم في أعمال إرهابية باستخدام أسلحة ومتفجرات أدت إلى مقتل شخص".

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن أحكاما بالسجن صدرت بحق 8 آخرين لمدد تتراوح بين 5 سنوات و20 سنة.

وتمت تبرئة وإطلاق سراح 3 آخرين، بينهم امرأتان.

وشملت التهم القتل وصنع المتفجرات لاستخدامها في العمليات الإرهابية وتمويل المنظمات الإرهابية، إضافة إلى اعتناق أيديولوجيات إرهابية والانضمام إلى تنظيمات إرهابية وبيع الأسلحة والذخيرة ونقلها.

وقال وزير الداخلية سمير المبيضين إن الخلية كانت تستعد لشن سلسلة من الهجمات في الأردن.

وجاء في لائحة الاتهام أنه تبين أن المتهمين الـ 11 شكلوا "عصابة إجرامية بهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة... وتنفيذ عمليات إرهابية مسلحة" على أراضيها.

وأوضحت لائحة الاتهام أنهم خططوا لاستهداف حافلات تقل عناصر من قوات الأمن، إضافة إلى مبنى للاستخبارات ودوريات للشرطة.

وذكرت وكالة بترا أنهم كانوا ينشرون معلومات عن تنظيم داعش في ما بينهم ويتابعون بياناته الإعلامية، وبدأوا بالترويج لعقيدته عبر مقاطع فيديو حصلوا عليها من التنظيم نفسه.

وذكرت لائحة الاتهام أنهم حددوا "حافلات النقل العسكري والأجهزة الأمنية والدوريات ومكتب السلط التابع لدائرة المخابرات ومبنى المحافظة كأهداف محتملة لعمليات عسكرية إرهابية".

وكشفت لائحة الاتهام أنهم اتفقوا أيضا على تفاصيل كيفية تنفيذ تلك العمليات.

هجوم مميت على سيارة دورية

وفي 10 آب/أغسطس 2018 ليلا، قتل شرطي وأصيب 6 غيره بانفجار عبوة ناسفة محلية الصنع تحت سيارة دورية في مهرجان موسيقي في الفحيص بين عمّان ومدينة السلط.

وفي اليوم التالي، داهمت وحدة مشتركة من القوات الخاصة والشرطة والجيش منزلا في السلط شمالي غربي عمّان، بحثا عن خلية إرهابية مشتبه بها.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة جمانة غنيمات آنذاك إن المشتبه بهم الذين كانوا متحصنين داخل شقة، "رفضوا الاستسلام وأطلقوا نيرانا كثيفة باتجاه القوة الأمنية المشتركة".

وأضافت أنهم "فجروا المبنى الذي كانوا يختبئون فيه، بعد أن قاموا بتفخيخه في وقت سابق".

وتابعت أن 3 من عناصر القوات الأمنية قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع المسلحين. وتوفي عنصر رابع في اليوم التالي متأثرا بجراحه.

وأوضحت غنيمات أنه تم العثور تحت أنقاض المبنى على جثث 3 "إرهابيين" وأسلحة آلية.

وتم اعتقال 5 مسلحين خلال العملية.

وقالت مصادر طبية إن 11 شخصا أصيبوا خلال المداهمة، بينهم عناصر من قوات الأمن وعدد من المدنيين الذين كانوا يقيمون في المبنى.

وأضافت أن نساء وأطفال كانوا بين المصابين.

وفي هذا السياق، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله أن المملكة "ستضرب بلا رحمة وبقوة" كل من يسعى إلى إلحاق الأذى بها.

وأشار في اجتماع مع كبار المسؤولين الأمنيين إلى أن "هذا العمل الإرهابي الجبان وأي عمل يستهدف أمن الأردن، لن يؤدي إلا إلى تمتين وحدتنا وزيادة قوتنا وعزمنا على القضاء على الإرهاب وعصاباته الإجرامية".

يُذكر أن الأردن لعب دورا أساسيا في التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق، وشكّل هدفا لهجمات التنظيم القاتلة.

وعام 2016، فقد العديد من رجال الأمن الأردنيين حياتهم خلال عمليات إرهابية في الكرك وإربد والمناطق الحدودية مع سوريا.

ومؤخرا، حذر الملك عبد الله قائلا إن تنظيم داعش يعيد تجميع صفوفه ودعا القوى العالمية للتعامل مع إعادة ظهوره.