إعلام

قناة تليفزيونية إيرانية معارضة للنظام توقف البث في المملكة المتحدة بعد تهديدات بالقتل

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

أغلقت محطة إيران إنترناشيونال التليفزيونية مكتبها في لندن ونقلت مؤقتا عملياتها إلى واشنطن دي سي عقب تهديدات ضد صحافييها. [حساب إيران إنترناشيونال على تويتر]

أغلقت محطة إيران إنترناشيونال التليفزيونية مكتبها في لندن ونقلت مؤقتا عملياتها إلى واشنطن دي سي عقب تهديدات ضد صحافييها. [حساب إيران إنترناشيونال على تويتر]

قرار محطة إيران إنترناشيونال التليفزيونية يوم السبت، 18 شباط/فبراير، بإغلاق استوديوهاتها في لندن بناء على نصيحة من شرطة المملكة المتحدة ونقل عملياتها إلى واشنطن، سلط مزيدا من الضوء على تكتيكات النظام الإيراني ومحاولاته لإسكات الأصوات المعارضة له حول العالم.

وقالت المحطة الناطقة باللغة الفارسية إن اثنين من أكبر صحافييها تلقيا تهديدات بالقتل بسبب عملهما الصحافي.

وقال المدير العام للمحطة، محمود عنايات، إن التهديدات أصبحت هائلة عقب القبض على رجل خارج الاستوديوهات في غرب لندن منذ أسبوع واتهامه بارتكاب "جريمة إرهابية".

وقالت شرطة العاصمة لندن إنه منذ بداية العام 2022 وبالتعاون مع جهاز إم آي 5، فقد أحبطت 15 مؤامرة "إما لاختطاف أو حتى قتل" أشخاص ينظر لهم على أنهم "أعداء للنظام الإيراني".

الناشطة في مجال حقوق المرأة، مسيح علي نجاد الأميركية من أصل إيراني، في صورة يعود تاريخها إلى 6 تشرين الأول/أكتوبر في نيويورك، استهدفت بمحاولة خطف أحبطها مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأعلنت مؤخرا أنها كانت هدفا لمؤامرة اغتيال. [إيد جونز/وكالة الصحافة الفرنسية]

الناشطة في مجال حقوق المرأة، مسيح علي نجاد الأميركية من أصل إيراني، في صورة يعود تاريخها إلى 6 تشرين الأول/أكتوبر في نيويورك، استهدفت بمحاولة خطف أحبطها مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأعلنت مؤخرا أنها كانت هدفا لمؤامرة اغتيال. [إيد جونز/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أقامت الشرطة حواجز خراسانية خارج الاستوديوهات، التي تقع في تشيسويك بزنيس بارك، لمنع أي هجوم بالسيارات.

وقال عنايات "لا أستطيع أن أصدق أن الأمر قد وصل لهذا الحد"، مضيفا أن عمليات البث على مدار 24 ساعة تتواصل بدون انقطاع من مكاتب المحطة في العاصمة الأميركية.

وتابع أن" دولة أجنبية قد سببت تهديدا كبيراللشعب البريطاني على الأراضي البريطانية لدرجة أننا مضطرون للانتقال. لنكن واضحين، فهذا ليس مجرد تهديد لمحطتنا التليفزيونية، بل للشعب البريطاني بشكل عام".

وذكر "والأكثر من ذلك، فإن ذلك اعتداء على قيم السيادة والأمن وحرية التعبير التي لطالما اعتزت بها المملكة المتحدة".

وأوضحت المحطة أن القرار اتخذ في وقت متأخر من يوم الجمعة، عقب إلقاء القبض يوم 11 شباط/فبراير على مواطن نمساوي كان يصور الأجزاء الخارجية للاستوديوهات.

وقالت الشرطة إنه اتهم يوم الاثنين "بجمع معلومات من نوعية المعلومات التي من المرجح أن تكون مفيدة لشخص ما يرتكب عملا إرهابيا أو يستعد لارتكابه".

'مخاوف أمنية خطيرة'

وقالت شرطة العاصمة لندن يوم السبت أيضا إنه على الرغم من القبض على الرجل، "ما تزال لدينا مخاوف كبيرة على سلامة الأشخاص الذين يعملون لدى تلك الشركة".

وتابعت أن "ذلك قد دفعنا لأن نقدم نصيحة أخرى، لذا فإن الشركة الآن بصدد نقل مقرها"، مضيفة أن نصيحتها "استثنائية" ولا "تقدم باستخفاف".

من جانبه، قال الناطق باسم الشركة آدم بايلي إن نحو 100 صحافي يعملون في محطة إيران إنترناشيونال بلندن، وإنهم سيستمرون في العمل من المنزل.

وأضاف أن عددا مماثلا يعمل لحساب المحطة في واشنطن، ويقدمون الخدمة لجمهور عالمي يتراوح بين 30 و40 مليونا من الناطقين بالفارسية، وأنكر مزاعم النظام أن المحطة متحالفة مع جماعات المعارضة الإيرانية في المنفى.

وأوضح أن الشرطة "تعاملت مع الأمر برمته بمنتهى الجدية، لدرجة أن سبعة فرق استجابة مسلحة كانت متواجدة في الموقع في نقطة ما"، مشيرا إلى أن سلامة "آلاف الأشخاص الآخرين الذين يعملون في المنطقة" تشكل شاغلا أيضا.

وكانت المحطة قد أوردت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر أن شرطة العاصمة لندن قد حذرت من مؤامرات منشأها الجمهورية الإسلامية لقتل أو اختطاف صحافييها العاملين في مقر الشبكة بلندن.

وأوردت وسائل إعلامية أخرى تلقي تهديدات مماثلة ضد موظفيها، لدرجة أن الخدمة العالمية بهيئة الإذاعة البريطانية طالبت النظام الإيراني في كانون الثاني/يناير بالكف عن مضايقته وترهيبه لصحافييها وأسرهم.

وقالت محطة إيران إنترناشيونال إن المسؤولين الإيرانيين الذين يريدون إلقاء اللوم في الاحتجاجات المتواصلة على التأثيرات الخارجية يتهمونها بالتحريض على الاضطرابات وإنهم هددوا بالانتقام.

بدوره، قال مدير جهاز الأمن إم آي 5، كين ماكلوم، في تشرين الثاني/نوفمبر إن "إيران تشكل تهديدا للمملكة المتحدة بصورة مباشرة، وذلك عبر وكالاتها الاستخبارية العدوانية".

وأضاف أنه "أقصى درجات هذا التهديد يشمل طموحات لاختطاف أو حتى قتل مواطنين بريطانيين أو أفراد مقيمين في المملكة المتحدة ينظر إليهم على أنهم أعداء للنظام".

'سلوك غير مقبول'

وأوردت وسائل الإعلام البريطانية في كانون الثاني/يناير أن المملكة المتحدة تستعد لتنصيف الحرس الثوري الإيراني بصورة رسمية كمنظمة إرهابية.

إلى هذا، يواصل المغتربون الإيرانيون ضغوطهم على الاتحاد الأوروبي لتبني موقف مماثل.

من جانبه، قال ناطق باسم الحكومة البريطانية يوم السبت "لن نتسامح مع أي تهديد ضد المنظمات الإعلامية أو الصحافيين".

وأضاف "نعرف أن النظام الإيراني قد أسس نمطا من هذا النوع من السلوك غير المقبول على الإطلاق، لكن للأسف هذا السلوك هو السلوك النمطي للنظام الذي لا يحترم الحقوق الأساسية".

في هذه الأثناء، استدعت الحكومة البريطانية يوم الاثنين أبرز الدبلوماسيين الإيرانيين في لندن، وهو القائم بالأعمال مهدي حسين متين، بشأن "التهديدات الخطيرة المزعومة ضد الصحافيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة".

وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في بيان "أنا مصدوم من التهديدات المستمرة من النظام الإيراني ضد حياة الصحافيين المقيمين في المملكة المتحدة، وقد قمت اليوم باستدعاء ممثله لتوضيح أنه لن يتم التسامح مع مثل هذا السلوك".

ويوم الأحد، وصف وزير الأمن في المملكة المتحدة، توم توغنهانت، تهديدات النظام الإيراني باغتيال صحافيين مقيمين في المملكة المتحدة وإلحاق الأذى بأسرهم بأنها لا ترقى حتى لدرجة الازدراء، حسبما أوردت إيران إنترناشيونال.

وقال إن "جهودهم لإسكات محطة إيران إنترناشيونال التليفزيونية هي اعتداء مباشر على حرياتنا ومحاولة لتقويض سيادتنا".

وأضاف أن شرطة مكافحة الإرهاب قدمت للمحطة "دعما استثنائيا، بما في ذلك ضباط مسلحون في استوديوهات المحطة بلندن".

وتابع أنه "بسبب جسامة التهديد، فقد نصحوا المحطة بالانتقال إلى موقع أكثر أمانا في المملكة المتحدة. وإلى أن يجهز ذلك الموقع، سيقومون بالبث انطلاقا من مكتب المحطة في الولايات المتحدة".

وأضاف أن الشبكة عازمة على الاستمرار في مهمتها "ولن يتم إسكاتها بتهديدات جبانة من نظام استبدادي".

في هذه الأثناء، فرضت بريطانيا يوم الاثنين أيضا عقوبات جديدة على ثماني شخصيات إيرانية بارزة قالت إنهم مسؤولون عن القمع الداخلي.

ويستمر النظام داخل إيران في جهوده لإسكات منتقديه.

وأوردت وسائل الإعلام الحكومية أن السلطات الإيرانية أغلقت يوم الاثنين صحيفة سازندكی الإصلاحية اليومية لنشرها ما وصفته بأنه "محتوى زائف"، بعدما انتقدت الصحفية مؤخرا السياسات الاقتصادية الأخيرة للبلاد وشرطة الأخلاق.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500