أمن

الإمارات وإسرائيل تطلقان سفينة مسيرة من صنعهما في ظل تنامي علاقاتهما العسكرية

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

سفينة سطحية مسيرة من طراز أوشن آيرو تريتون (إلى اليسار) تعمل في الخليج العربي مع السفينة السطحية المسيرة سيلدرون إكسبلورير خلال مناورة ثنائية بين البحرية الأميركية والبحرية الإماراتية في 16 شباط/فبراير. [البحرية الأميركية]

سفينة سطحية مسيرة من طراز أوشن آيرو تريتون (إلى اليسار) تعمل في الخليج العربي مع السفينة السطحية المسيرة سيلدرون إكسبلورير خلال مناورة ثنائية بين البحرية الأميركية والبحرية الإماراتية في 16 شباط/فبراير. [البحرية الأميركية]

كشفت الإمارات وإسرائيل يوم الاثنين، 20 شباط/فبراير، عن أول سفينة سطحية مسيرة صممت بشكل مشترك، في إشارة واضحة إلى تنامي العلاقات العسكرية بينهما وسط تزايد التهديدات البحرية في منطقة الخليج.

وقد تم الكشف عن المركبة المزودة بأجهزة استشعار وأنظمة تصوير متطورة ويمكن استخدامها للمراقبة والاستطلاع وكشف الألغام، قبالة ساحل أبو ظبي خلال معرض الدفاع البحري والأمن البحري السنوي.

وتم تصنيع السفينة السطحية المسيرة من قبل شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وكونسورتيوم الدفاع الإماراتي إيدج.

وعانت ممرات الشحن الخليجية المزدحمة طوال سنوات من مضايقات واعتداءات الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ألقيت اللائمة فيها على إيران ووكلائها.

صورة التقطت في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تظهر ممثلين عن مجموعة إيدج الإماراتية وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، قبيل توقيعهم اتفاقية استراتيجية لتصميم سلسلة من السفن المسيرة بصورة مشتركة. [مجموعة إيدج]

صورة التقطت في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تظهر ممثلين عن مجموعة إيدج الإماراتية وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، قبيل توقيعهم اتفاقية استراتيجية لتصميم سلسلة من السفن المسيرة بصورة مشتركة. [مجموعة إيدج]

وفي هذا السياق، قال أورين جوتر الذي يرأس البرنامج البحري في شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، "نعرض للمرة الأولى مشروعا مشتركا يظهر قدرات ونقاط قوة كلتا الشركتين" في تأمين السواحل ومواجهة خطر الألغام.

وأضاف أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية تتطلع لتعزيز التعاون مع الإمارات في مجال الدفاع الجوي وتأمل بمساعدة الدولة الخليجية على تحسين قدراتها البحرية.

تعزيز الشراكة العسكرية

هذا وعملت الإمارات وإسرائيل بشكل مطرد على تعزيز شراكتهما العسكرية بما في ذلك المشتريات الدفاعية، وذلك منذ تطبيع العلاقات بينهما عام 2020 ضمن اتفاقيات أبراهام برعاية الولايات المتحدة.

وفي كانون الثاني/يناير 2022، قالت شركة الإلكترونيات الدفاعية الإسرائيلية إلبيت سيستمز إن فرعها في الإمارات فاز بعقد بقيمة 53 مليون دولار تقريبا لتزويد القوات الجوية الإماراتية بالأنظمة.

وتعمل شركات الدفاع الإماراتية والإسرائيلية على تطوير نظام مستقل مضاد للطائرات المسيرة.

وتشكل مواجهة التهديدات البحرية الإيرانية مجال تركيز للشراكة الإماراتية-الإسرائيلية، حسبما قال توربيورن سولتفيدت من شركة فيريسك مابليكروفت لاستخبارات المخاطر.

وأكد أن "الأمن هو مجال طبيعي للتعاون بين إسرائيل والإمارات".

ولفت إلى أن "مواجهة التهديد المتزايد للشحن في الخليج الفارسي وخليج عُمان ستكون أولوية، ذلك أن كل من السفن الإسرائيلية والسفن الإماراتية قد استهدفت بهجمات بالمسيرات والصواريخ كانت مدعومة من إيران".

وفي اتهام هو الثاني من نوعه هذا العام، اتهمت إسرائيل إيران يوم الأحد بمهاجمة ناقلة منتجات ترفع العلم الليبيري وهي مرتبطة بإسرائيل قبالة ساحل عُمان، في ضربة تسببت بأضرار طفيفة.

وذكرت شركة إليتسون اليونانية التي تدير السفينة كامبو سكوير، أن السفينة "استهدفت [في 10 شباط/فبراير] بجسم يتنقل جوا أثناء وجودها في بحر العرب على بعد نحو 300 ميل بحري (555 كيلومترا) قبالة سواحل الهند وعُمان".

وقال متحدث باسم شركة إليتسون إن الشركة الليبيرية التي تمتلك كامبو سكوير "مرتبطة" بزودياك ماريتيم، وهي شركة شحن بريطانية أسسها ويرأسها الإسرائيلي إيال عوفر.

ولم تعلق إيران على هذا الموضوع.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة إيران مسؤولية هجوم بمسيرة على ناقلة نفط قبالة ساحل عُمان. وتدير السفينة المستهدفة شركة يملكها شقيق إيال، عيدان عوفر.

كذلك، تعرضت سفينة زودياك ماريتيم التي يديرها إيال عوفر في تموز/يوليو 2021 لقصف بطائرة مسيرة بالقرب من جزيرة مصيرة في بحر العرب، ما أسفر عن مقتل حارس أمن بريطاني وأحد أفراد الطاقم وهو من الجنسية الرومانية، في هجوم ألقي اللوم فيه على إيران.

الولايات المتحدة والإمارات تجريان مناورات بطائرات مسيرة

ويوم الاثنين، اختتمت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية التي تتخذ من البحرين مقرا لها، مناورات مرتبطة بتكامل الأنظمة المسيرة والذكاء الاصطناعي مع البحرية الإماراتية في الخليج العربي.

وعملت 5 سفن مسيرة من البحرية الإماراتية وفريق المهام 59 التابع للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والذي أطلق أعماله في أيلول/سبتمبر 2021 لدمج الأنظمة المسيرة والذكاء الاصطناعي في العمليات بالشرق الأوسط، قبالة ساحل الإمارات.

ومنذ إطلاقه، قام فريق المهام 59 بتشغيل مجموعة من الأنظمة المسيرة الجديدة الموجودة في مراكز العمليات في البحرين والعقبة بالأردن.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، سلط قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا الضوء على الدور المتزايد للمسيرات في ضمان الأمن في الشرق الأوسط.

وتعهد بأن ينشر فريق المهام 59 أكثر من مائة سفينة مسيرة في مياه منطقة الخليج في العام المقبل لدرء التهديدات البحرية.

وقال مخطط المناورات الرئيسي لفريق المهام 59 الملازم جاي فايلو "سمحت لنا هذه المناورات بتدريب منصات الذكاء الاصطناعي التابعة لنا على فرز مجموعات البيانات الجديدة، الأمر الذي سيعزز في النهاية قدراتنا على الكشف".

وأضاف "كانت هذه فرصة استثنائية سمحت لنا بالتعاون في هذا الموضوع مع شركائنا الإماراتيين الذين يعتبرون رواد التكنولوجيا في المنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500