التقى داعمو أوكرانيا لليوم الثاني يوم الأربعاء، 15 شباط/فبراير، بهدف تسريع تسليم الذخيرة والأسلحة إلى كييف، وسط تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس إرسالأسلحة ضبطت في خليج عمان.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن الجيش الأميركي يدرس اقتراحا بإرسال آلاف الأسلحة وأكثر من مليون طلقة ذخيرة إلى أوكرانيا، كانت قد ضبطت وهي في طريقها إلى الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وجاءت هذه الأخبار في الوقت الذي ركز فيه الحلفاء الذين اجتمعوا في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل على ضمان حصول القوات الأوكرانية على الذخيرة والمركبات المدرعة والدفاعات الجوية التي تحتاجها على الأرض لصد الهجمات الروسية المتجددة.
ويشمل ذلك الدبابات والدفاعات الجوية والصواريخ الدقيقة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "سنزود الأوكرانيين بوسائل الصمود والتقدم خلال هجوم الربيع المضاد".
وبالفعل، قدمت الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات لمساعدة كييف على صد موسكو.
ولفت أوستن إلى أن أوكرانيا تتطلع إلى قلب المسار في ساحة المعركة والاستفادة من الزخم، متوقعا أن تشن قوات كييف هجومها المضاد في الربيع، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الوضع على خط المواجهة، وخاصة في شرقي أوكرانيا، "ما يزال صعبا للغاية".
وقال "إنها حرفيا معركة تخاض للدفاع عن كل متر من الأراضي الأوكرانية".
ويستهلك القتال كميات هائلة من الذخيرة، الأمر الذي يثقل كاهل الترسانات والصناعات لدى طرفي المواجهة.
وحذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ من أن معدل الإنفاق الحالي في كييف "أعلى مرات عدة" من الناتج في دول الناتو.
ويواصل الحلفاء استخدام ترساناتهم كمصدر لتأمين طلقات، ولا سيما قذائف 155 ملم التي تطلقها أوكرانيا بالآلاف يوميا.
وتسعى دول حلف الناتو جاهدة لدفع مصانعها إلى ضخ المزيد من الذخائر، ويتطلع الحلفاء إلى خطط للتشارك في شراء الأسلحة وزيادة الإنفاق الدفاعي وإبرام عقود طويلة الأجل.
من جانبه، كشف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن برلين وقعت اتفاقا مع الشركة المصنعة راينميتال لاستئناف إنتاج الذخيرة لمدافع الدفاع الجوي جيبارد التي ترسلها إلى أوكرانيا.
وقالت فرنسا وأستراليا إنهما ستنتجان معا مدافع من عيار 155 ملم، بينما أعلن البنتاغون عن عقد بقيمة 552 مليون دولار مع شركتي أسلحة لإنتاج قذائف من عيار 155 ملم لإرسالها إلى كييف. ومن المتوقع تسليم أول شحنات أميركية في آذار/مارس المقبل.
ويوم الثلاثاء، انضمت الحكومة النرويجية إلى مجموعة الدول التي وعدت بتأمين دبابات ليوبارد 2، ومن المنتظر أن تقدم ثمانية منها.
قلب الطاولة على إيران
وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون لصحيفة وول ستريت جورنال إن الأسلحة التي تفكر الولايات المتحدة في إرسالها إلى أوكرانيا تمت مصادرتها في الأشهر الأخيرة قبالة الساحل اليمني من مهربين يشتبه في أنهم يعملون لصالح إيران.
وذكرت الصحيفة إن مخبأ الأسلحة الذي ضبط، وعادة يتم تدميره، يحتوي على أكثر من 5000 بندقية هجومية و1.6 مليون طلقة من الذخيرة الصغيرة وعدد صغير من الصواريخ المضادة للدبابات وأكثر من 7000 مصهر اقترابي.
وتابعت أن "الخطوة غير المعتادة ستفتح إمدادات جديدة من القوة النارية يمكن لأميركا وحلفاؤها الاستفادة منها في الوقت الذي يحاولون فيه تلبية حاجة أوكرانيا من الدعم العسكري، مع دخول حربها مع روسيا عامها الثاني".
"التحدي يكمن في إيجاد مبرر قانوني لأخذ أسلحة من صراع ونقلها إلى آخر".
هذا ويستلزم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة تدمير الأسلحة المضبوطة أو تخزينها أو التخلص منها. وقال مسؤولون أميركيون إن المحامين يبحثون ما إذا كان هناك من مجال للمناورة يسمح بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
وأكد مسؤولون أميركيون لصحيفة وول ستريت جورنال إن إرسال الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين في اليمن إلى أوكرانيا "سيسمح للولايات المتحدة بقلب الطاولة على إيران".
وأردفوا أنه بالإضافة إلى توفير الأسلحة الفتاكة لوكلائها في اليمن،زودت إيران روسيا بطائرات مسيرة استخدمت لاستهداف المدنيين في أوكرانيا.
وذكر مسؤول أميركي للصحيفة "إن أخذ أسلحة تهدف إلى تسليح وكلاء إيران وإرسالها إلى أوكرانيا لتحقيق أولوياتنا يعد رسالة، لا سيما أنإيران تزود روسيا بالأسلحة"، لاستخدامها هناك.
ضبط الأسلحة على طول طريق التهريب
وفي 15 كانون الثاني/يناير، ضبطت قوات النخبة الفرنسية بدعم من الجيش الأميركي في خليج عمان وعلى طول طريق تهريب معروف، شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية كانت متجهة للحوثيين.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في حينه إن "عملية الضبط هذه تعد واحدة من أربع عمليات اعتراض لشحنات غير مشروعة خلال الشهرين الماضيين، منعت أكثر من 5000 قطعة سلاح و1.6 مليون طلقة ذخيرة من الوصول إلى اليمن".
وفي 6 كانون الثاني/يناير، اعترضت البحرية الأميركية سفينة صيد في خليج عمان أثناء محاولتها تهريب أكثر من 2100 بندقية هجومية على طول طريق بحري من إيران إلى اليمن.
وفي كانون الأول/ديسمبر، ضبطت القوات البحرية الأميركية مواد متفجرة وصمامات صواريخ ووقود دافع، تم تهريبها على سفينة صيد من إيران إلى اليمن.
واحتوت الشحنة على 140 طنا من سماد اليوريا و70 طنا من بيركلورات الأمونيوم و50 طنا من الذخيرة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، قالت البحرية الأميركية إنها أغرقت قاربا ينقل "مواد متفجرة" من إيران لتزويد الحوثيين بقوة كافية لتزويد عشرات الصواريخ البالستية بالوقود.