ذكرت مصادر كردية أن قوات سوريا الديموقراطية قادت عملية أمنية واسعة استهدفت خلايا نائمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شرقي سوريا وأربكت التنظيم المتطرف.
وتم توقيف العشرات من عناصر داعش خلال عملية صاعقة الجزيرة التي استمرت 8 أيام وانتهت في 6 كانون الثاني/يناير ونفذت بدعم من التحالف الدولي وقوات الأمن الداخلي الكردية.
وأوضحت مصادر أمنية أنه بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المعتقلين، صادرت القوات الأمنية أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة خلال مساعيها للقضاء على وجود داعش في منطقة الحدود العراقية-السورية.
وقال فرهاد خوجه وهو ظابط في قوات سوريا الديموقراطية إن العملية ركزت على بلدتي تل حميس وتل براك الحدوديتين ومزرعة بالقرب من مخيم الهول في محافظة الحسكة.
وأوضح للمشارق أن القوات الأمنية مشطت ما مجموعه 55 قرية في سعيها للقضاء على خلايا داعش النائمة والمخابئ التي تستخدمها.
وتابع خوجه أن "العملية أحبطت مخططا للإرهابيين كان يستهدف احتفالات عيد الميلاد [في المجتمع السوري الأرثوذكسي] في مدينة القامشلي [في 7 كانون الثاني/يناير] والتي لو حصلت لكانت خلفت أعدادا كبيرة من الضحايا بين المدنيين".
وذكر أن القوات الأمنية المشاركة في العملية منعت داعش من تجنيد مقاتلين جدد لتغذية صفوفها، وهو ما تعرف بالقيام به "بالتهديد أو الإغراء أو غسل العقول".
وكشف خوجه أنه كان من بين الموقوفين الـ 154، "إرهابيون" خططوا ونفذوا هجمات وعمليات قتل وتعذيب وسرقة وابتزاز.
وأردف أن بعض المعتقلين قدموا المأوى والدعم اللوجستي والإعلامي لتنظيم داعش، مشيرا إلى أن القوات الأمنية اكتشفت أثناء العملية مستودعات أسلحة وأجهزة اتصال ووثائق تدينه.
ولفت إلى أن عددا منهم كان قد فخخ آليات في هجوم نفذه التنظيم على سجن الصناعة في كانون الثاني/يناير 2022.
وقد استعادت قوات سوريا الديموقراطية السيطرة بالكامل على السجن الواقع بمحافظة الحسكة في 26 كانون الثاني/يناير الماضي، بعد مواجهة مع عناصر داعش المختبئين بداخله استمرت أياما عدة.
وقال خوجة إن التحقيقات كشفت أن عناصر داعش يتنقلون مستخدمين وثائق مزورة ويرتدون أحيانا ألبسة عسكرية لإخفاء هويتهم الحقيقية عن الناس.
جهود للقضاء على داعش
وفي هذا السياق، قال الناشط الإعلامي عمار صالح للمشارق إن مناطق عديدة من شرقي سوريا لا تزال تواجه هجمات تستهدف المدنيين وعناصر قوات سوريا الديموقراطية وعاملين في حقول النفط وقوات النظام السوري.
وذكر أن عناصر داعش قتلوا 12 عاملا في هجوم نفذ بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر قرب حقل التيم النفطي في محافظة دير الزور الغربية.
وتابع "لكن العمليات الوقائية التي تقوم بها قوات سوريا الديموقراطية تحد من خطورة هذه العمليات بشكل لافت، خصوصا وأن تعاون الأهالي يساهم بدرجة كبيرة بنجاحها".
وأكد صالح أن عملية صاعقة الجزيرة شهدت "نجاحا كبيرا" ذلك أن السكان المحليين كشفوا عن أماكن اختباء الإرهابيين، خصوصا في تل حميس وتل براك.
وأوضح أن الأهالي محبطون ويشعرون بالتعب إزاء الانتهاكات وتجنيد الشباب وغيرها من المشاكل التي يثقل تنظيم داعش كاهلهم بها.
ومن جهته، قال المحلل العسكري طلعت موسى إن عناصر داعش ينتشرون عبر مناطق شاسعة على شكل تجمعات صغيرة، ويستخدمون أوكارا متباعدة في منطقة وعرة تسمح لهم بالتواري عن الأنظار.
وأشار إلى أن الارهابيين يخفون هويتهم عبر ارتداء لباسا مدنيا أثناء التجول بين الأهالي، مستغلين العواصف الترابية صيفا والضباب والأمطار خلال فصل الشتاء للتنقل.
وأكد أنه بالجهود التي تبذلها للقضاء على داعش، تلعب قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف الدولي "دورا تاريخيا وهاما جدا استفاد منه العالم أجمع وليس السوريين فقط".