ستراسبورغ، فرنسا - طالب الآلاف من المغتربين الإيرانيين من مختلف أنحاء أوروبا الاتحاد الأوروبي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية خلال احتجاجات جرت يوم الاثنين، 16 كانون الأول/يناير.
ويتزايد الضغط الذي يمارسه المغتربون والناشطون الإيرانيون لمطالبة الاتحاد باتباع خطى الولايات المتحدة وإدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء على خلفية أنشطته التدميرية.
وتشمل هذه الأنشطة قمعه للمعارضة واستهدافه لمزدوجي الجنسية والمعارضين الإيرانيين والصحافيين في الخارج.
ويوم الاثنين، تجمع نحو 12 ألف مغترب وناشط إيراني في ستراسبورغ حيث يقع مقر برلمان الاتحاد الأوروبي.
وقال النائب السويدي علي رضا أخوندي الذي نظم المسيرة، "نجتمع اليوم لجعل صوت الإيرانيين من النساء والرجال مسموعا في أوروبا ونطلب من البرلمان الأوروبي أن يستمر بالوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ".
وذكرت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا "سندفع المجتمع الدولي للرد بقوة... يجب أن يكون هناك رد عالمي قوي".
وفي هذا السياق، قالت الطالبة الفرنسية-الإيرانية سحر أغاخاني إن إدراج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري على القائمة السوداء "سيحدث تغييرا كبيرا للغاية، لا سيما من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية".
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت عام 2019 الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن ألمانيا تبحث أيضا في كيفية إدراج الحرس الثوري في قائمة التنظيمات الإرهابية.
وفي هذه الأثناء، تستعد المملكة المتحدة لتصنيف الحرس الثوري رسميا كتنظيم إرهابي، حسبما ذكرت وسائل الإعلام البريطانية مطلع الشهر الجاري.
وقال وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي يوم الاثنين "لن نحد أنفسنا بالخطوات التي أعلنا عنها سابقا".
وأشارت محطة البي.بي.سي إلى أن مصادر حكومية بريطانية ذكرت سابقا أنه "ما من إعلان وشيك وهناك تفاصيل عديدة باقية لا بد من تسويتها"، مضيفة أنه "يصح إلى حد كبير" القول إن الحكومة تعتزم حظر الحرس الثوري الإيراني.
إيران تشكل تهديدا مباشرا
واعتبرت وكالات المخابرات البريطانية أن إيران تشكل تهديدا مباشرا للمملكة المتحدة، مشيرة إلى 10 مؤامرات ضد بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة خلال العام الماضي.
وكان رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في بريطانيا كين ماكالوم، قد اتهم علانية الحرس الثوري بالتخطيط لخطف وربما قتل أشخاص مقيمين في المملكة المتحدة يعتبرون معارضين.
وللحرس الثوري الإيراني تاريخ طويل في التآمر ضد مزدوجي الجنسية على الأراضي الأجنبية.
ففي تموز/يوليو 2021، وجهت محكمة اتحادية في نيويورك تهما لـ 4 إيرانيين بالتآمر لاختطاف الصحافي المنفي والمعارض للنظام مسيح علي نجاد.
وفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أدرجت الولايات المتحدة على القائمة السوداء 6 من كبار المسؤولين في إذاعة جمهورية إيران الإسلامية التي "بثت مئات الاعترافات القسرية لمعتقلين إيرانيين ومزدوجي الجنسية وأجانب في إيران".
كذلك، يعرف النظام بتاريخه الحافل في اتهام الناشطين السياسيين "بمحاولة تنفيذ انقلاب على النظام" بعد توجيه تهمة "الإفساد في الأرض".
وتعود هذه التهمة إلى آية قرآنية وتستخدم منذ الثورة الإسلامية عام 1979 لتبرير قتل السجناء السياسيين.
ويستخدم النظام أيضا تهمة التجسس، مع أن قضايا التجسس لا تسفر كلها عن عقوبة الإعدام.