إرهاب

المملكة المتحدة تستعد لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية

فريق عمل المشارق

قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي (يسار) والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي (وسط) ورئيس القوة الجوفضائية في الحرس أمير علي حاجي زاده، يحضرون احتفالا في طهران يوم 3 كانون الثاني/يناير بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي (يسار) والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي (وسط) ورئيس القوة الجوفضائية في الحرس أمير علي حاجي زاده، يحضرون احتفالا في طهران يوم 3 كانون الثاني/يناير بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

تستعد المملكة المتحدة لتصنيف الحرس الثوري الإيراني بصورة رسمية كمنظمة إرهابية، حسبما أوردت وسائل إعلام بريطانية في وقت سابق من هذا الشهر.

فقد أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن مصادر في الحكومة البريطانية قالت "لا إعلان وشيك بشأن هذا الصدد إذ ما تزال توجد تفاصيل كثيرة ينبغي تسويتها"، مضيفة أن الحديث عن اعتزام الحكومة تصنيف الحرس الثوري هو "أمر صحيح إلى حد كبير".

وكانت الولايات المتحدة قد صنفت عان 2019 الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية .

وقالت وكالات الاستخبارات البريطانية إن إيران تشكل تهديدا مباشرا، مستشهدة بعشر مؤامرات استهدفت أفرادا مقيمين في المملكة المتحدة على مدار العام الماضي.

المنشق الإيراني روح الله زام يشاهد هنا في إيران بعد اعتقاله عام 2020. كان عناصر الحرس الثوري الإيراني قد استدرجوا زام إلى إيران حيث أعدم شنقا في طهران يوم 12 كانون الأول/ديسمبر 2020. [وكالة تسنيم]

المنشق الإيراني روح الله زام يشاهد هنا في إيران بعد اعتقاله عام 2020. كان عناصر الحرس الثوري الإيراني قد استدرجوا زام إلى إيران حيث أعدم شنقا في طهران يوم 12 كانون الأول/ديسمبر 2020. [وكالة تسنيم]

الصحافية الإيرانية مسيح علي نجاد تشاهد هنا في عام 2020. في تموز/يوليو 2021، وجهت محكمة فيدرالية بمدينة نيويورك لأربعة إيرانيين تهمة التآمر لاختطافها. لم يتم تسمية علي نجاد من قبل ممثلي الإدعاء، لكن تأكد أنها كانت المستهدفة. [إيران إنترناشيونال]

الصحافية الإيرانية مسيح علي نجاد تشاهد هنا في عام 2020. في تموز/يوليو 2021، وجهت محكمة فيدرالية بمدينة نيويورك لأربعة إيرانيين تهمة التآمر لاختطافها. لم يتم تسمية علي نجاد من قبل ممثلي الإدعاء، لكن تأكد أنها كانت المستهدفة. [إيران إنترناشيونال]

ومن شأن التصنيف البريطاني أن يجعل الانتماء للحرس الثوري أو دعم أنشطته فعلا إجراميا.

ومن شأن ذلك أن يضع الحرس الثوري الإيراني في فئة قانونية مماثلة لتنظيم القاعدة وتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش)، ما يحظر العضوية في المنظمة شبه العسكرية والتعاملات المالية معها وتشجيع تقديم الدعم لها.

واتهم المدير العام لوكالة الاستخبارات والأمن الداخلية (إم آي 5)، كين ماكلوم، الحرس الثوري علنا بالتآمر لاختطاف أفراد مقيمين في المملكة المتحدة ممن يعتبرون من المنشقين وربما قتلهم.

ويوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر، اتهمت محطة إيران إنترناشيونال التلفزيونية الناطقة بالفارسية الحرس الثوري الإيراني باستهداف اثنين من صحافييها البريطانيين من أصل إيراني.

ورفضت الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) التعليق على عمليات مكافحة الإرهاب.

لكن صحيفة تلغراف أفادت أن التحقيقات تكثفت بعد رصد "فريق مراقبة إيراني عدائي" خارج منازل ومكاتب صحافييها.

وأبلغت شرطة مكافحة الإرهاب الصحافيين، الذين لم يتم تسميتهم خوفا على أمنهم، بوجود "تهديدات ذات مصداقية" ضد حياتهم.

تاريخ من المؤامرات

وللحرس الثوري تاريخ طويل من التآمر ضد المواطنين مزدوجي الجنسية على الأراضي الأجنبية.

ففي تموز/يوليو 2021، وجهت محكمة فيدرالية في مدينة نيويورك تهمة التآمر لاختطاف الصحافية الإيرانية المنفية والمنتقدة للنظام مسيح علي نجاد.

ومع أنه لم تتم تسمية علي نجاد من قبل ممثلي الإدعاء، لكن تأكد أنها كانت المستهدفة.

وحسبما ورد، تضمنت المؤامرة ضد علي نجاد خطة لاختطافها وأخذها إلى فنزويلا على متن قارب سريع ومن ثم نقلها إلى إيران.

وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ويليام سويني جونيور في بيان، إن "هذه ليست قصة فيلم خيالي".

وأوضح "نحن نزعم أن جماعة تدعمها الحكومة الإيرانية تآمرت لاختطاف صحافية مقيمة في الولايات المتحدة على أرضنا هنا وإرجاعها بالقوة إلى إيران"، مضيفا "لكن ذلك لن يحدث أمام أعيننا".

ويوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أدرجت الولايات المتحدة على لائحة العقوبات ستة مسؤولين بارزين في هيئة إذاعة جمهورية إيران الإسلامية التي "بثت مئات الاعترافات القسرية لمحتجزين إيرانيين ومزدوجي جنسية ودوليين".

وقال مسؤول الخزانة الأميركية، برايان نلسون، إن اعتماد النظام الإيراني "الممنهج على الاعترافات القسرية يظهر رفض الحكومة لقول الحقيقة لمواطنيها والمجتمع الدولي".

وأضاف أن النظام له تاريخ من اتهام النشطاء السياسيين بـ "محاولة إسقاط النظام" بعد توجيه تهمة "إعاثة الفساد على الأرض".

وهذا الاتهام له مرجعية قرآنية ويستخدم منذ الثورة الإسلامية عام 1979 لتبرير قتل السجناء السياسيين.

ويستخدم أيضا اتهامات التجسس، مع أن ليس كل قضايا التجسس قد أفضت إلى عقوبة الإعدام.

إكراه المعارضين وقتلهم

هذا وأثار استهداف الجمهورية الإسلامية للمنشقين والمعارضين الإيرانيين المقيمين بالخارج قلقا واسعا.

فوفقا لتقرير لوزارة الخارجية الأميركية نشر في أيار/مايو 2020، ارتكب النظام الإيراني منذ العام 1978 نحو 360 جريمة قتل خارج إيران.

وأضاف التقرير أن هذه الجرائم ارتكبت في 40 بلدا "وبصورة رئيسة عبر ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج (قوة القدس) أو وزارة الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية أو على يد جماعات وكيلة مثل حزب الله اللبناني".

وكان كل ضحايا النظام الإيراني تقريبا من المنشقين أو المعارضين.

وأوضح التقرير أن "أفراد السلك الدبلوماسي الإيراني كثيرا ما تورطوا في عمليات الاغتيال في الخارج، مثلما يتضح من مذكرات التوقيف وتحقيقات القضاء والشرطة وتقارير وكالات الاستخبارات والشهود".

وفي حديثه للمشارق، قال محلل مقيم في إيران طلب عدم الكشف عن هويته إن الجمهورية الإسلامية عمدت منذ تسعينيات القرن العشرين على ملاحقة وقتل خصومها في بلدان أخرى، سواء سياسيين أو صحافيين أو فنانين.

وأضاف المحلل أن "اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق شابور بختيار والممثل والشاعر فریدون فرخزاد، اللذين كانا من أوائل ضحايا النظام، هو مجرد حالات قليلة من الأمثلة العديدة على مؤامرات النظام ضد خصومه الإيرانيين في الخارج".

وتابع أن "الجمهورية الإسلامية تورطت في التآمر ضد منتقديها ويبدو أنها قد أصبحت في السنوات الماضية حتى أكثر نشاطا في هذا الصدد بدافع الخوف الواضح من المعارضة".

ففي 12 كانون الأول/ديسمبر 2020، أعدم المنشق الإيراني روح الله زام شنقا في طهران، وذلك بعدما استدرجه عناصر الحرس الثوري إلى إيران،وأثارت عملية الإعدام هذه إدانة دولية

وقال زملاء زام وأصدقاؤه في فرنسا إنه ارتكب خطأ الوقوع في فخ الاستدراج إلى رحلة إلى العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وقالت مهتاب غورباني، وهي كاتبة إيرانية مقيمة في باريس ولاجئة عملت مع زام، إنه "لعب لعبة خطيرة بالذهاب إلى العراق، وخسر".

وأضافت أنه "استدرج إلى لعبة سيكولوجية قذرة من تصميم هذا النظام".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500