بغداد -- أحرق العراق يوم الأحد، 18 كانون الأول/ديسمبر، نحو 6 أطنان من المخدرات، بينها كميات كبيرة من القنب والكبتاغون والكوكايين، فيما وصفها مسؤولون بأنها أكبر عملية إتلاف تجري في أكثر من عقد من الزمن.
حيث قام مسؤولون حكوميون يرتدون مآزر بيضاء وكمامات بتكديس المخدرات في حفر بالرمل قبل صب الوقود عليها وإضرام النار عليها.
وقال وزير الصحة صالح الحسناوي متحدثا أثناء عملية الإحراق من أمام قاعدة عسكرية قريبة من بغداد، إن هذه أول "عملية إتلاف بهذا الحجم" تتم منذ العام 2009.
وأضاف أنه تمت مصادرة المخدرات من قبل "قوات على المعابر الحدودية" وفي مواقع أخرى من العراق، وقد تم تخزين بعضها منذ سنوات عديدة.
هذا وتتخذ بغداد إجراءات لوضع حد لشبكات التهريب التي تهرب المخدرات عبر المنطقة من إيران وسوريا، باستخدام العراق كممر لذلك.
وتحولت المناطق المحيطة بإيران إلى ممرات لتهريب المخدرات، ومن بينها مادة كريستال ميثامفيتامين.
وقد كثفت قوات الأمن العراقية عملياتها الخاصة بمكافحة المخدرات خلال السنوات الماضية، معلنة بشكل شبه يومي عن عمليات ضبط لهذه المواد أو اعتقال تجار مخدرات.
وذكر مسؤول حكومي أن سحبا من الدخان الأسود تصاعدت في السماء يوم الأحد أثناء عملية إحراق المواد. وضمت كومة المخدرات 350 كيلوغراما من الكوكايين و54 مليون حبة بينها 5 ملايين حبة من كبتاغون منشطة من نوع الأمفيتامين.
وتم أيضا إتلاف كميات من مادتي كريستال ميثامفيتامين والحشيش.
تدابير لمكافحة تجارة المخدرات
وقال مسؤولون إنه في ظل تدفق المخدرات إلى العراق وعبره من الشرق والغرب، اتخذت بغداد تدابير لوضع حد لهذا النشاط عبر تحصين حدودها.
ففي جنوب وشرق العراق، يتواصل العمل من أجل إنشاء ساتر ترابي وخندق على طول الحدود مع إيران وعلى طول مجرى نهر شط العرب.
وانطلقت أعمال إنشاء التحصينات الجديدة في حزيران/يونيو، وتهدف إلى قطع ممرات تهريب المخدرات التي تستخدمها شبكات التهريب.
وذكر المسؤول الحكومي أن غالبية المخدرات التي تم إتلافها جاءت من إيران، إلا أن لبنان وسوريا المجاورة تعدان أيضا مصدرا لها.
وفي حين يستخدم بعض تجار المخدرات العراق كنقطة عبور، تشهد البلاد أيضا زيادة حادة في المبيعات والاستهلاك الداخلي خلال السنوات الماضية.
وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن الجهود الهادفة للقضاء على آفة المخدرات في العراق انعكست بمئات عمليات الاعتقال والمداهمات والحملات الأمنية على الحدود، وقد نتج عن ذلك ضبط كميات ضخمة من مختلف أنواع المخدرات.
وبحسب وزارة الداخلية، تم اعتقال 5300 شخص متورط في تجارة المخدرات، كما تمت مصادرة 4 ملايين حبة كبتاغون ومائة كيلوغرام من المخدرات الأخرى في الفترة الممتدة بين 1 كانون الثاني/يناير و30 نيسان/أبريل وحدها.
وأعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات التابعة للوزارة عن اعتقال "مئات" الأشخاص في مداهمات مرتبطة بالمخدرات في أيار/مايو الماضي.
وتعد مادة كريستال ميثامفيتامين المادة المخدرة الأكثر انتشارا، ويتم تهريبها من إيران وتستهلك على النطاق الأوسع في وسط وجنوبي العراق.
أما حبوب الكبتاغون، التي تعرف في العراق باسم "صفر واحد"، فتستخدم بصورة أكبر في الأجزاء الغربية والشمالية من البلاد.
وتدخل حبوب الكبتاغون إلى العراق من سوريا، التي هي مركز إنتاج أساسي للكبتاغون ومركز للتصدير إلى السعودية ودول خليجية أخرى عبر لبنان.
دور الحرس الثوري في تهريب المخدرات
هذا ويلعب الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه دورا أساسيا في تهريب المخدرات، بحسب ما ذكره المحلل السياسي عبد القادر النايل للمشارق في أيار/مايو.
وأوضح أن "الإتجار بالمخدرات مرتبط بمنافع مادية تصب في مصلحة الإيرانيين، فهو يدر عليهم مبالغ طائلة تساعدهم في تمويل برامجهم التسليحية وتغذية نشاطات وكلائهم".
وتابع أن "الحرس الثوري الإيراني وبمساعدة الميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن يدير مافيات متخصصة تتولى إنتاج وتهريب وتسويق المخدرات على المستويين الإقليمي والدولي".
وتقوم الميليشيات العراقية المدعومة من إيران بتجارة أنواع مختلفة من المخدرات وتهريبها من إيران وسوريا إلى العراق.