قال تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) يوم الأربعاء، 30 تشرين الثاني/نوفمبر، إن زعيمه أبو الحسن الهاشمي القرشي "قتل خلال معركة"، وأعلن عن تعيين بديل له لقيادة خلاياه النائمة المتبقية.
لكن مصادر محلية قالت إن زعيم داعش قد فجر نفسه وهو تحت الحصار، وذلك على غرار أسلافه الذين لم يمكثوا إلا قليلا على رأس التنظيم.
وقال تنظيم داعش في رسالة صوتية بدون تحديد تاريخ موته أو ملابساته إن الهاشمي، وهو عراقي الجنسية، قتل "أثناء القتال مع أعداء الله".
إلا أنه بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل الهاشمي في بلدة جاسم بمحافظة درعا جنوب سوريا يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك أثناء عمليات أمنية نفذتها فصائل محلية.
وأضاف المرصد أنه بعد محاصرته من قبل الفصائل المحلية، فجر زعيم داعش نفسه داخل منزل كان يأوي فيه مع أسرته. وأوضح أن أحدا من أفراد أسرته لم يقتل في التفجير.
وعلى نحو منفصل، فجرت الفصائل المحلية منزلا قريبا حيث كان اثنان من قادة داعش يأويان، بحسب المرصد، ما أدى إلى مقتلهما. وكان أحدهما لبنانيا والآخر سوريا.
وصرح الناشط في درعا رشيد الحوراني للعربي الجديد يوم الخميس، أن القرشي كان معروفا للأهالي باسم أبو عبد الرحمن العراقي، وأنه تزوج من امرأة من درعا قبل عام.
وقال الحوراني إن الزعيم السابق لداعش كان قد أنشأ "محكمة" في جاسم، وهي خطوة كشفت عن وجود أعضاء التنظيم في المدينة.
وبحسب الحوراني، قتل القرشي في اشتباكات مع فصائل معارضة يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر.
بدوره، قال الناشط الإعلامي محمد الدرعاوي للعربي الجديد إن خلايا تنظيم داعش كثفت مؤخرا الهجمات التي تستهدف الزعماء والأعضاء السابقين لفصائل المعارضة السورية بهدف تعزيز وجودهم في مدينة جاسم.
وفي رسالته الصوتية التي أعلن فيها تنظيم داعش وفاة زعيمه، قال التنظيم إن أبو الحسين الحسيني القريشي قد عين كالزعيم الرابع للتنظيم.
ويعد الانتماء لقبيلة قريش، وهي قبيلة النبي محمد (ص)، شرطا أساسيا لتولي زعامة داعش.
ولم تقدم الرسالة أي تفاصيل عن الزعيم الجديد، لكنها قالت إنه "مقاتل مخضرم" ودعت كل الفصائل الموالية لداعش مبايعته.
'ضربة أخرى لداعش'
وفي بيان، قالت القيادة المركزية الأميركية إن الهامشي قتل في عملية نفذها مقاتلو المعارضة السورية من الجيش السوري الحر في محافظة درعا في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر.
وقال الناطق باسم القيادة الكولونيل جو بوتشينو، إن وفاة أبو الحسن الهاشمي القرشي في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر تمثل "ضربة أخرى لداعش".
لكنه حذر من أن "تنظيم داعش ما يزال يشكل تهديدا للمنطقة"، مشددا على ضرورة أن تركز القوات الأميركية وقوات الشركاء "على إلحاق هزيمة دائمة بداعش".
ويوم الأربعاء، فككت القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في محافظة دير الزور خلية تابعة لداعش تتألف من عشرة عناصر وضبطت كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر في حوزة عناصرها، بحسب ما ذكر التحالف الدولي.
وفي بلدة جاسم بشمال محافظة درعا، تسبب العثور على عبوة ناسفة زرعت في سوق شعبية يوم الخميس في إثارة الهلع، إذ خاف الأهالي من أن ينتقم تنظيم داعش لوفاة الهاشمي، بحسب المرصد.
وقال المرصد إن فريقا من خبراء المتفجرات من الفصائل المحلية فكك العبوة بعد إخلاء السوق وإغلاق مداخله.
وتابع المرصد أن السلطات المحلية أبلغت الأهالي عبر مكبرات الصوت في المساجد ألا يتوجهوا إلى السوق لأسباب ومخاوف أمنية ترتبط باحتمال تنفيذ داعش هجمات.
زعماء داعش لفترة قصيرة
هذا وكان الزعيم السابق لداعش، وهو أبو إبراهيم القرشي، قد فجر نفسه إلى جانب أفراد أسرته، في شباط/فبراير من هذا العام أثناء عملية دهم أميركية في محافظة إدلب في شمالي سوريا.
وكان سلفه أبو بكر البغدادي، قد قتل أيضا في محافظة إدلب، في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
من جانبها، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن وفاة الهاشمي "لم تكن نتيجة لأي عملية أميركية".
وأضافت "نحن سعداء برؤية التخلص من زعماء داعش بهذا المعدل السريع. إن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بمواجهة التهديد العالمي الذي يشكله تنظيم داعش وتقف مستعدة للعمل مع الشركاء الدوليين".
هذا وتعرضت قيادة داعش هذا العام لضربات متكررة.
ففي تشرين الأول/أكتوبر، قتلت القوات الأميركية عنصرا "بارزا" في تنظيم داعش في عملية نفذت قبل الفجر في شمال شرقي سوريا، حسبما أعلنت القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت.
وأوضحت القيادة أن العملية استهدفت "ركان وحيد الشمري"، وهو مسؤول في داعش معروف بتهريب الأسلحة والمقاتلين.
وأضافت أن غارة جوية لاحقة قتلت عنصرين بارزين آخرين في التنظيم.
وفي تموز/يوليو، أعلن البنتاغون مقتل قيادي بارز في داعش في ضربة بطائرة مسيرة في شمال البلاد.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه كان "واحدا من أكبر خمس" قياديين في داعش.
وفي حزيران/يونيو، قالت قوات التحالف الدولي إنها اعتقلت خبير قنابل بارزا بداعش في عملية محمولة جوا نفذت قبل الفجر في محافظة حلب في شمالي سوريا.
ولم يحدد التحالف الدولي هوية العنصر المستهدف، لكن مسؤولين أميركيين حددوا هويته بأنه هاني أحمد الكردي، الذي يعرف أيضا بـ "والي الرقة"، وهي عاصمة داعش الفعلية، بحسب ما أوردت صحيفة واشنطن بوست.