إقتصاد

السفير الأميركي: ضرورة عودة الحوثيين إلى المحادثات ووقف الحرب ولعب دور بناء

نبيل عبد الله التميمي

مسؤولون من حضرموت يشاركون في نقاش مع السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فايغن ووفد مرافق في المكلا بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر. [المكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت]

مسؤولون من حضرموت يشاركون في نقاش مع السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فايغن ووفد مرافق في المكلا بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر. [المكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت]

عدن -- طالب السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فايغن في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الحوثيين "بالعودة إلى طاولة التفاوض ووقف الحرب المدمرة ولعب دور بناء في تحقيق تسوية سياسية شاملة".

وذكر أن عدم استعداد الجماعة لتقديم تنازلات أدى إلى انتهاء الهدنة التي أمنت إغاثة وفوائد ملموسة لشعب اليمن وإلى تقويض المكاسب، معربا عن قلقه إزاء احتمال تجدد التصعيد.

وأكد أن "الشعب اليمني يستحق أفضل من ذلك".

ولفت إلى أن هجمات الحوثيين على موانئ اليمن ستلحق الضرر بالشعب اليمني فقط إذ أنها ستفاقم النقص في الوقود، وطالب الجماعة المدعومة من إيران بوقف تهديداتها الموجهة إلى التجارة البحرية العالمية.

محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي (إلى اليسار) يجيب على أسئلة مع السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فايغن. [المكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت]

محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي (إلى اليسار) يجيب على أسئلة مع السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فايغن. [المكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت]

وفي اليوم نفسه، شن الحوثيون هجوما بواسطة مسيرة مسلحة واحدة على الأقل قيل إنها استهدفت سفينة بالقرب من الضبة، وهي محطة نفطية بالقرب من الشهر شرقي المكلا مركز محافظة حضرموت.

وفي 9 تشرين الثاني/نوفمبر، هاجم الحوثيون ناقلة نفط كانت راسية في ميناء قنا بمحافظة شبوة الجنوبية، إلى الشرق من حضرموت.

كذلك في 21 تشرين الأول/أكتوبر، هاجمت الجماعة ميناء الضبة بطائرتين مسيرتين في أول هجوم من نوعه يحصل منذ انتهاء مدة الهدنة في 2 تشرين الأول/أكتوبر.

وذكرت الحكومة اليمنية أن الهجوم لم يؤد إلى إصابات أو أضرار، محذرة من أنها تحتفظ "بكل الخيارات" على الطاولة للرد على الهجوم.

ووصف وزير الإعلام معمر الأرياني الهجوم بأنه "تصعيد خطير"، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وحاول الحوثيون تصوير الهجمات على موانئ النفط في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة على أنها حملة بطولية ضد النهب الخارجي للثورة النفطية اليمنية.

وتبنت الجماعة في بيان الهجوم الأخير الذي شنته "لمنع تواصل النهب المتفشي للثروة النفطية وعدم تخصيصها لخدمة الشعب... ودفع رواتب الموظفين".

ولكن محللين ذكروا أن الهجمات تهدف في الواقع إلى الحصول على مكاسب في محادثات مستقبلية أو اتفاقات هدنة، لافتين إلى أن الحوثيين يطالبون بأن تدفع الحكومة اليمنية رواتب الجنود في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

زيارة لحضرموت

وتوجه فايغن إلى المكلا في وقت سابق من الشهر الجاري مع وفد أميركي لإجراء محادثات مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي ومسؤولين محليين آخرين.

وفي اجتماع عقد في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، بحث الطرفان مسائل تعزيز الدعم للأمن والحرب ضد الإرهاب والقطاعات الحيوية التي تؤثر بصورة مباشرة على المواطنين اليمنيين وتنمية حضرموت.

وأشاد بن ماضي بالدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب، قائلا إنه يتطلع لتعزيز التعاون من أجل مكافحة الإرهابودعم الأمن والتنمية والخدمات.

وذكر أن حضرموت تسعى للسلام، مضيفا أن الأهالي يتطلعون لجعلها نموذجا للتوعية الشعبية بشأن مخاطر الإرهاب وللأمن والقانون والنظام.

وقال فايغن إن الزيارة هدفت إلى إظهار الدعم الأميركي لليمن، لافتا إلى أن بلده يدين هجوم الحوثيين على ميناء الضبة.

وأكد السفير الأميركي دعم المجتمع الدولي لمساعي إحلال السلام في اليمن.

وسلط الضوء أيضا على إعلان صدر في 4 آب/أغسطس ومفاده أن الولايات المتحدة ستقدم عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 431 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للشعب اليمني.

وبذلك، يكون إجمالي حجم المساعدات الأميركية قد تجاوز المليار دولار في السنة المالية 2022.

ويسمح التمويل لشركاء الوكالة بالاستمرار بتزويد ملايين اليمنيين الضعفاء بالمساعدات الغذائية الطارئة وعلاج سوء التغذية والحماية ومياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي المحسنة.

وفي اجتماع سابق عقد مع فريق الشؤون المدنية بالجيش الأميركي بتاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر بحضور مسؤولين من حضرموت، شدد بن ماضي على دور الولايات المتحدة في الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في اليمن.

وقال المحافظ إن ضربات الحوثيين الأخيرة على الضبة هدفت إلى إلحاق الضرر بالبنية التحتية للاقتصاد الوطني وشل الملاحة العالمية في بحر العرب والبحر الأحمر.

دعم للاقتصاد والأمن

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن "زيارة السفير الأميركي إلى حضرموت هي الثانية منذ تعيينه في حزيران/يونيو الماضي".

وأضاف "إنها دليل على الاهتمام الأميركي باليمن وحضرموت وبدعمها في الجوانب الاقتصادية والتنموية وفي مكافحة الإرهاب".

وتابع أن تهديدات إيران وتهريبها للأسلحة من ساحل اليمن وبحر العرب "تجبر الولايات المتحدة على تعزيز تعاونها الأمني بما يخدم اليمن واستقراره واستقرار دول المنطقة".

وبدوره، ذكر نائب محافظ حضرموت الشيخ عبد الهادي التميمي أن زيارة فايغن وإعلانه الدعم لليمن وحضرموت يشكلان "أمر مهم يحب أن يستغل في الجوانب الداعمة للتنمية بالدرجة الأولى".

وقال للمشارق "اعتقد أن المشروع الأهم هو تنفيذ كهرباء غازيه لا تقل عن 1000 ميغا شامله خطوط وأبراج نقل الطاقة".

وتابع أن هناك مبادرة مهمة أخرى بحاجة إلى الدعم الأميركي هي مشروع أمن غذائي يعتمد على الطاقة الشمسية والري المطري.

وبدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن "دعم الاقتصاد والمساعدات الإنسانية في غاية الأهمية كون اليمن يعاني من فقر وبطالة ارتفعت بنسبة كبيرة حسب تقديرات الأمم المتحدة".

وأضاف أن الولايات المتحدة تبذل من خلال فريق الشؤون المدنية بالجيش الأميركي جهدا استثنائيا "في دعم قطاعات التعليم والصحة ومنظمات المجتمع المدني".

وتابع أن "استمرار دعم الفئات المستضعفة ودعم قطاعي التعليم والصحة بالتجهيزات الضرورية لمواجهة احتياجات المجتمع الإيجابية له ثماره على الفرد والمجتمع".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500