أمن

حلفاء اليمن يعملون على حماية المدنيين من ألغام ومتفجرات الحوثيين

نبيل عبد الله التميمي

بدعم من السعودية، قوة مشتركة من خبراء عسكريين سودانيين ويمنيين يزيلون ويبطلون مفعول نحو 5000 لغم أرضي في 30 كانون الثاني/يناير 2021، قالوا إنها زرعت من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في بلدة ميدي الساحلية الشمالية في محافظة حجة. [وكالة الصحافة الفرنسية]

بدعم من السعودية، قوة مشتركة من خبراء عسكريين سودانيين ويمنيين يزيلون ويبطلون مفعول نحو 5000 لغم أرضي في 30 كانون الثاني/يناير 2021، قالوا إنها زرعت من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في بلدة ميدي الساحلية الشمالية في محافظة حجة. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- مع استمرار الألغام والمتفجرات التي زرعها الحوثيون المدعومون من إيران في إيذاء المدنيين في اليمن، يبذل حلفاء الحكومة جهودا متضافرة لمنع هذا الضرر واحتوائه.

وقال مسؤولون وخبراء في اليمن إنه من خلال عمليات كبح تهريب الأسلحة الإيرانية والحوثية وجهود إزالة الألغام والمتفجرات، تسعى الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

وأعلنت البحرية الأميركية في بيان أنها اعترضت في 8 تشرين الثاني/نوفمبر سفينة صيد في المياه الدولية لخليج عمان كانت تحمل على متنها " "كمية ضخمة من المواد المتفجرة " قادمة من إيران عبر طريق يستخدمه الحوثيون لتهريب الأسلحة.

وأوضحت البحرية الأميركية أن السفينة كانت تحمل أكثر من 100 طن من سماد اليوريا وما يزيد عن 70 طنا من بيركلورات الأمونيوم، وهو مكون رئيس "يستخدم في العادة في صنع متفجرات تكفي لتزويد أكثر من عشرة صواريخ بالستية متوسطة المدى بالوقود، هذا إلى جانب متفجرات".

بحارة من مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس سوليفانز يجردون كمية كبيرة من سماد اليوريا وبيركلورات الأمونيوم المكتشفة على سفينة صيد اعترضتها القوات البحرية الأميركية أثناء عبورها المياه الدولية في خليج عمان في 9 تشرين الثاني/نوفمبر. [البحرية الأميركية]

بحارة من مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس سوليفانز يجردون كمية كبيرة من سماد اليوريا وبيركلورات الأمونيوم المكتشفة على سفينة صيد اعترضتها القوات البحرية الأميركية أثناء عبورها المياه الدولية في خليج عمان في 9 تشرين الثاني/نوفمبر. [البحرية الأميركية]

واليوريا مركب كيميائي له استخدامات زراعية، ويعرف أيضا باستخدامه كسلائف متفجرة.

وقال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، نائب الأدميرال براد كوبر، "هذه كمية هائلة من المواد المتفجرة تكفي لتزويد أكثر من عشرة صواريخ بالستية متوسطة المدى بالوقود حسب حجمها".

من جهته، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق، إنه منذ مطلع عام 2021، أوقفت البحرية الأميركية بالتعاون مع خفر السواحل اليمني "أكثر من 36 مهربا حوثيا في 10 عمليات ضبط لمراكب شراعية وسفن إيرانية".

وأشار إلى أنه في بعض الحالات، عثرت القوات الأمنية على مواد متفجرة تستخدم في صناعة الألغام والمتفجرات وصادرتها.

وأضاف أحمد إن "البحرية الأميركية حدت من عمليات التهريب وأعاقت قوة إيران وميليشيا الحوثي التابعة لها، والتي تسعى لاستهداف خطوط الشحن الدوليةلإبراز نفسها كقوة إقليمية أمام المجتمع الدولي".

وكان الأسطول الخامس للبحرية الأميركية قد بدأ في تموز/يوليو بتقديم مكافآت للحصول على معلومات يمكن أن تساعد البحارة في اعتراض الأسلحة والمخدرات وغيرها من الشحنات غير المشروعة في جميع أنحاء المنطقة.

آلاف الألغام الأرضية

من جانبه، أعلن مشروع (مسام) السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، والذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نزع 700 لغم خلال الأسبوع الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري زرعها الحوثيون في مناطق متفرقة من اليمن.

وأوضح المشروع في بيان له في 20 تشرين الثاني/نوفمبر إن عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع مسام بلغت 372 ألفًا و652 لغما زرعها الحوثيون بعشوائية في مختلف المحافظات.

وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، رشاد العليمي، بجهود الولايات المتحدة في منع وصول شحنات الأسلحة الايرانية إلى الحوثيين.

وأكد العليمي خلال لقاء مع القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية، إنغر تانغبورن، في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، على تنفيذ البحرية الاميركية لقرار حظر الأسلحة المرسلة من إيران إلى الحوثيين.

وتابع أن هذا الأمر أدى إلى اعتراض العديد من سفن التهريب الايرانية، وصولا إلى الشحنة الضخمة التي اعترضها الأسطول الأميركي الخامس الأسبوع الماضي في خليج عمان والتي كانت تحتوي على مواد متفجرة تستخدم في صنع وقود الصواريخ.

وعلى هامش مؤتمر حوار المنامة السنوي في البحرين، ناقش مسؤولون عسكريون يمنيون وأميركيون آفاق التعاون العسكري بين خفر السواحل اليمني والأسطول الخامس.

وخلال لقائه مع كوبر الذي يشغل أيضا منصب قائد الأسطول الخامس الأميركي، قال رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن الفريق الركن صغير بن عزيز إن الحوثيين يستمرون في تهديد الملاحة البحرية الدولية.

ولفت إلى أن الدعم بالمال والسلاح والتدريب الذي تقدمه إيران للحوثيين يعد أبرز أسباب إطالة أمد الحرب.

الألغام تزهق أرواح المدنيين

وذكرت شبكة الصحوة الإعلامية في 20 نوفمبر/تشرين ثاني أن 11 مدنيا أصيبوا بجروح متفرقة نتيجة انفجار لغم بمركبة مدنية أثناء مرورها في طريق فرعي جنوب محافظة الحديدة.

وفي حديثه للمشارق، أكد وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ أن "ألغام الحوثيين ما تزال تحصد أرواح المدنيين بشكل مستمر لأن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران زرعت الألغام بكثافة وبدون خرائط".

وأضاف أن خبراء إيران ومن حزب الله اللبناني دربوا العناصر الحوثية على زراعة الألغام بشكل يحاكي الطبيعة المزروعة فيها .

ويتخذ بعض هذه الألغام أشكال الصخور حتى لا يتم اكتشافها.

وبحسب عبد الحفيظ، فقد قام الحوثيون أيضا بزرع ألغام بحريةإيرانية الصنع في البحر الأحمر، وإنها قد قتلت "أكثر من 100 صياد سمك".

أما مدير مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد، فقال إن المجتمع الدولي حظر زراعة الألغام التي "تحصد أرواح مدنيين أكثر من العسكريين".

وأشار إلى أن استخدام الحوثيين للألغام الأرضية بدعم إيراني وإنشاء مصانع للألغام "يعد جريمة حرب ضد المدنيين".

وطالب المجتمع الدولي بوضع الحوثيين على اللائحة السوداء لاستخدامهم الألغام.

وأكد أن العقوبات بحب أن تشمل أصحاب الورش والمهندسين والفنيين والضباط الذين يشرفون على الورش التي تقوم بصناعتها وأيضا ضباط الحرس الثوري ومسؤولي حزب الله الذين يشرفون على صناعة الألغام.

وأشاد محمد بمشروع مسام السعودي الذي وفقا له "نزع عشرات الآلاف من الألغام التي لو بقت في الأرض لحصدت عشرات الآلاف من الأسر".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500