تربية

المعلمون المضربون يرفضون عبث الحوثيين بالمناهج التعليمية

نبيل عبد الله التميمي

طلبة يدرسون سويا في إحدى المدارس الخاصة في صنعاء لغياب معلمهم، بعد أن رفض أداء واجبه بسبب التعديلات التي أدخلها الحوثيون على المنهاج الدراسي. [عبود التميمي/المشارق]

طلبة يدرسون سويا في إحدى المدارس الخاصة في صنعاء لغياب معلمهم، بعد أن رفض أداء واجبه بسبب التعديلات التي أدخلها الحوثيون على المنهاج الدراسي. [عبود التميمي/المشارق]

قال تربويون في اليمن إن الحوثيين الذين تدعمهم إيران يعبثون بالمناهج الدراسية ويعدلونها بهدف طمس الهوية الوطنية اليمنية والإضرار بالنسيج الاجتماعي.

وكانت نقابة المعلمين اليمنيين قد دعت إلى إضراب شامل عن التدريس في المرافق التعليمية كافة والتوقف عن العمل الإداري والتربوي ابتداء من 29 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي بيان، أكدت النقابة رفضها "لعمليات الفصل والاستهداف للمعلمين والعاملين في الحقل التربوي وتغيير وتحريف المناهج وإهانة المعلمين وسلب حقوقهم".

ودعا البيان وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثيين إلى إيقاف عملية الإقصاء والفصل الممنهج للكوادر والتراجع عن قرارها بفصل نحو 8 آلاف معلم من بين 160 ألف موظف.

طلبة يدرسون في مدرسة العروبة في ضاحية بني الحارث بمحافظة صنعاء. [أفكار أحمد/المشارق]

طلبة يدرسون في مدرسة العروبة في ضاحية بني الحارث بمحافظة صنعاء. [أفكار أحمد/المشارق]

الحوثيون التابعون لإيران يفرضون على إدارات المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم تنظيم فعاليات طائفية. [عبود التميمي/المشارق]

الحوثيون التابعون لإيران يفرضون على إدارات المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم تنظيم فعاليات طائفية. [عبود التميمي/المشارق]

وأوضح أن "هذا الأمر حصل بناء على تهم كيدية وتعسفية وغير قانونية ومعظمها لأسباب سياسية، وتم واستبدالهم بآخرين موالين للحوثيين".

انتهاكات بحق المعلمين

وتعليقا على ذلك، قال فهمي الزبيري، مدير فرع وزارة حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، إن " الحوثيين سخروا العملية التعليمية لخدمة الفكر الطائفي الإيراني ولصالح حقهم المزعوم في استلام الحكم".

وأضاف في حديث للمشارق "ندعم إعلان النقابة للإضراب مهما كانت نتائجه كرفض علني ومسؤول لتجريف مناهج التعليم لكل الصفوف الدراسية".

وأوضح أن الحوثيين يستهدفون النظام التعليمي عبر إدخال 200 تغيير على المناهج الأصلية، "لأنه سيضمن لهم بالدرجة الأولى ولاء طوعيا من الجيل القادم".

وأكد أن ذلك "سيسهل إدارة الجيل القادم وتوجيهه فكريا بما يخدم إيران ومصالح عملاء إيران في اليمن".

وأشار إلى أن الانتهاكات التي طالت المعلمين منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء وبقية المحافظات، تتضمن "الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والاعتقال والقتل إضافة إلى نهب رواتبهم".

وأكد الزبيري أن المعلمين أجبروا على العمل بدون راتب تحت التهديد باستبدالهم.

وذكر أن الحوثيين "أجبروا المعلمين على الالتحاق بالدورات الطائفية إضافة إلى إدراج الصرخة الإيرانية في طابور المدرسة الصباحي وإجبار المدارس على إحياء فعاليات طائفية تخدم أجندتهم".

من جانبه، قال وكيل وزارة الإعلام، أسامة الشرمي، إن إضراب المعلمين المعلن "يواجه ممارسات الحوثيين التي تسعى لجر المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم للثقافة الإيرانية".

وأكد أن الإضراب "سيحرك المياه الراكدة في صنعاء" لخلق وعي ضد ممارسات الحوثيين السلبية.

وأشار الشرمي إلى أن بعض أولياء أمور الطلاب في مناطق سيطرة الحوثيين امتنعوا عن إرسال أولادهم للمدارس "لتجنيبهم هذه التعبئة الخاطئة التي تسعى جماعة الحوثي إلى نشرها".

تعبئة أولياء الأمور

هذا وأعرب عدد من أولياء أمور الطلبة عن رفضهم لتلقين أولادهم على يد الحوثيين.

وفي هذا الإطار، قال مجلي حسن، وهو أب لديه ثلاثة أولاد في سن الدراسة، إن أولاده لم يتقبلوا المعلومات التي يتم تلقينهم إياها لأنها تتناقض مع ما أخذوه خلال السنوات الأولى من التحاقهم بالصفوف الدراسية.

وأكد أنه يقضي الآن وقتا أطول مع أولاده لاستذكار دروسهم وليبين لهم أن "هذه المعلومات التي ادخلها الحوثيون في المناهج غير صحيحة".

واستدرك "هذا ما نقوم به أنا ووالدتهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة".

من جهته، قال محمد عبد الله، الذي تدرس ابنته أروى في أمانة العاصمة صنعاء في حين يدرس ابن آخر له في الصف الثالث بمدرسة الأولى الابتدائية، إنه يبذل الجهد الأكبر مع ابنه الأصغر من "أجل تجاهل الإضافات الحوثية على المنهج الدراسي".

وأوضح أن ابنته، التي تدرس في الثالث الثانوي، "تعي ثقافتهم وتعمل من تلقاء نفسها على رفض هذه الأفكار وتناقشني فيها من أجل تفنيدها".

حرب من نوع آخر

بدوره، علق نقيب المعلمين في محافظة مأرب عبد الله البازلي على بيان الإضراب قائلا "نشجع هذا البيان ونتبناه لأنه يحمّل جماعة الحوثي المسؤولية القانونية عن التغيرات الجديدة على المناهج".

وأكد في حديث للمشارق أن عبث الحوثيين بالمناهج هو "حرب من نوع أخر تمارسها جماعة الحوثي التابعة لإيران وهي الأخطر لأنها تهدد حاضر اليمن ومستقبله".

من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن تغيير المناهج واستبدالها بمناهج مفخخة طائفيا "دلالة على أن الحوثي يستعد لحرب طويلة الأمد ضد اليمنيين".

وأكد أن الهدف من وراء عبث الحوثيين بالمناهج هو "استخدام الأطفال وطلاب المدارس عموما كوسيلة لإشعال الحروب".

وأوضح أحمد أن حرب الحوثيين ضد التعليم هي "حرب ذات اتجاهات فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي الوطني لصالح المشروع الإيراني في المنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500