فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس، 3 تشرين الثاني/نوفمبر، عقوبات على شبكة دولية لتهريب النفط سهلت تجارة النفط وتحقيق الإيرادات لحزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقالت الخزانة الأميركية في بيان إن الشبكة تضم ميسرين وشركات واجهة وسفنا ضالعة في مزج النفط للتعتيم على المصدر الإيراني للشحنات وتصديره حول العالم.
وقال براين نيلسون وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية إن ميسري الشبكة "يستخدمون شبكة من الشركات الواجهة والأساليب الاحتيالية، بما في ذلك تزوير المستندات للتعتيم على المصدر الإيراني للنفط".
وأضاف أن النفط الإيراني يباع بعد ذلك في السوق الدولية، فيتم بهذه الطريقة الالتفاف على العقوبات.
وأوضح أنه "ينبغي على المتعاملين في السوق أن يتحلوا باليقظة من محاولات حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري لتحقيق الإيرادات من تهريب النفط لتمكين أنشطتهم الإرهابية حول العالم".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات في 25 أيار/مايو على شبكة دولية أخرى لتهريب النفط وغسيل الأموال بقيادة مسؤولين من فيلق القدس ودعم من الحكومة الروسية ومنظمات اقتصادية تديرها دول.
وأوضحت الخزانة الأميركية أن تلك الشبكة كانت قد سهلت عمليات بيع نفط إيراني بمئات الملايين من الدولارات لحساب فيلق القدس وحزب الله اللبناني.
شبكة مقرها الخليج
وأضافت الخزانة أنه اعتبارا من منتصف عام 2022، قامت شبكة يقع مقرها في الخليج وتضم أفرادا وشركات واجهة بمزج النفط الإيراني وتصديره دعما لحزب الله وفيلق القدس.
وقد استغل 4 من الأشخاص الـ 6 المدرجة أسماؤهم على لائحة العقوبات وهم فيكتور أرتيموف وإدمان نفرية وروزبيه زاهدي ومحمد الزين، عشرات الشركات الخاضعة لسيطرتهم لتنفيذ أنشطة الشبكة غير المشروعة.
أما الأفراد الآخران وهما تاتيانا ريابيكوفا وغريغوريو فازوني، فكانا مسؤولين وموظفين في الشركات.
وتابعت الخزانة أن "الشبكة استخدمت وحدات تخزين في ميناء الشارقة في الإمارات وقامت بمزج منتجات من الهند بنفط إيراني للتعتيم على المصدر الإيراني".
وقالت إن "الشركات قامت بعد ذلك بتعديل شهادات المنشأ والجودة أو استحدثت شهادات منشأ وجودة مزورة للنفط الممزوج الذي تم عندئذ نقله لبيعه بالخارج".
وقد أشرف نفرية وهو مواطن إيراني يترأس شركة غيلدا تار كارفان إنترناشيونال، على شبكة من عشرات الشركات التي دعمت ما تقوم به الشبكة من عمليات مزج غير مشروعة للنفط الإيراني وتصديره.
وكان يتلقى الأوامر من مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى مرتبطين بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لتوجيه أرباح الشبكة إلى شركات وحسابات مصرفية مرتبطة بحزب الله وفيلق القدس.
وقد عمل مواطن إيراني آخر المدعو زاهدي، مع الشبكة للمساعدة في نقل النفط الإيراني للخارج، مستخدما في ذلك شركاته لتحويل الأموال إلى فيلق القدس وحزب الله.
وكان يعمل بتنسيق وثيق مع الزين، وهو عنصر بحزب الله كان أيضا جزءا من شبكة تهريب للنفط ونجل مدير اتصالات رفيع المستوى في حزب الله.
واستخدم الزين فواتير مزورة لخدمات استشارية وشحن من شركات صورية للتعتيم على أصل التعاملات المالية.
وذكرت الخزانة أن "أرتيموف يشرف على معظم أنشطة هذه الشبكة الواسعة من الشركات الواجهة وخدمات الشحن لتلقي النفط وإخفائه وبيعه".
وقد استخدم شركاته لشراء وبيع ناقلات النفط التي استخدمت بعد ذلك في نقل النفط الإيراني الممزوج نيابة عن شبكة تهريب النفط، كما قام بالتخطيط لمبيعات النفط لمشترين في آسيا مع محمد إبراهيم بزي.
وبزي هو ممول بارز لحزب الله أدرجته الولايات المتحدة على لائحة العقوبات في أيار/مايو 2018.
شحنات نفط غير مشروعة
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الأشخاص الخاضعين للعقوبات يمتلكون ويشغلون ويسيطرون على 17 كيانا و11 سفينة كانت الولايات المتحدة قد حظرتها لأنها تقدم الدعم للإرهابيين أو للأنشطة الإرهابية.
وتتضمن هذه الكيانات شركتي آفا بتروليوم وبترو نافيرو اللتين يشرف عليهما أرتيموف وتسيطر على سفن مستخدمة في الشحنات غير المشروعة وذلك عبر شركات تابعة عديدة.
وتتضمن السفن المستخدمة في نقل الشحنات غير المشروعة جوليا إي وبوينو وبلوفينز وبوسيانيكا وبي لومينوسا ولارا آي وأديسا ونولان وزفير آي.
وغالبا ما استخدمت شبكة أرتيموف سفنا تحمل أعلاما تعود لولايات قانونية أقل تدقيقا بخمول نظام تتبع السفن، وذلك لتجنب التدقيق من قبل السلطات، علما أن الشركات مسجلة في جزر مارشال وموريشيوس وسنغافورة.
وإن أرتيموف نفسه ضالع في التصريح بشراء وبيع ناقلات نفط تصل قيمتها إلى 30 مليون دولار نيابة عن شركة سنتروم ماريتيم التي كان يديرها، علما أن هذه الناقلات استخدمت في نقل النفط لصالح شبكة تهريب النفط.
وكان يمتلك أيضا أو يدير شركات إينرجو تريد بلاس دي إم سي سي وشركة أنتربيد نافيجيتورز وشركة رايزينج تايد شيبينج، واستخدمها في إعادة استثمار الأموال من عمليات تهريب النفط للاستحواذ على سفن جديدة لزيادة أسطول الشبكة.
وتتضمن شركات إدارة الشحن والسفن التي تدعم أنشطة الشبكة شركة مونومونت شيب ماناجمنت المحدودة وهاربور شيب ماناجمنت المحدودة وإكسبانس شيب ماناجمنت المحدودة وبلو بيري شيبينج إنكوربوريتد.
شركات واجهة وبيانات مزيفة
وأوضحت وزارة الخزانة أن شبكة تهريب النفط استخدمت أيضا شركة الهكيل الأسود لتجارة النفط وهي شركة واجهة يديرها نفرية، وهو شريك أرتيموف، لتسهيل نقل الشحنات النفطية غير المشروعة.
وقد باعت شركة الهكيل النفط الإيراني إلى شركة آفا بتروليوم وإلى شركة سنتروم ماريتيم التي اشترت ما يقارب الـ 400 ألف برميل من النفط الخام من الهكيل.
كذلك، يعد الزين وهو شريك أرتيموف، متورطا في تنسيق شراء النفط الخام من شركة الهكيل.
وقد استخدمت شركتا بونتوس نافيجيشين كوربوريشين وترايتون نافيجيشين كوربوريشين، وهي شركات تابعة لسنتروم ماريتيم، في ترتيب ملكية سفن النفط، بما في ذلك نولان وأديسا.
وتمتلك شركة تكنولوجي برايت التي تأسست في جزر مارشال سفينة واحدة وهي السفينة يانغ يونغ التي تحمل علم جيبوتي. وقد اتهم قبطان السفينة بتزوير بيانات موقع السفينة.
إضافة إلى ذلك، تملك شركة واجهة أخرى تأسست في جزر مارشال وهي شركة أزول فيستا شيبينج كوربوريشين، سفينة واحدة هي السفينة جوليا إي التي تحمل علم ليبريا وتديرها شركة مونومونت شيب ماناجمنت المحدودة.
واعتبارا من منتصف عام 2021، نسقت شركة آفا بتروليوم شحنة نفط للصين على متن السفينة جوليا إي.
وبالمثل، فإن شركة فيستا كلارا شيبينج تأسست في جزر مارشال وتمتلك سفينة واحدة تحمل علم ليبيريا وهي السفينة لارا آي، التي تديرها أيضا شركة مونومونت شيب ماناجمنت المحدودة.
وإن السفينة لارا آي ضالعة في نقل النفط الخاضع للعقوبات وإجراء عمليات نقل غير مشروعة للنفط من سفينة لأخرى بالقرب من سنغافورة.