إحتجاجات

هيئة تحرير الشام تستغل الصراع لبسط هيمنتها في شمال سوريا

نهاد طوباليان

مواطنون بريف حلب يشاركون في تظاهرة رفضا لسيطرة هيئة تحرير الشام المتطرفة. [صفحة هادي العبدالله على فسيبوك] ‎‎

مواطنون بريف حلب يشاركون في تظاهرة رفضا لسيطرة هيئة تحرير الشام المتطرفة. [صفحة هادي العبدالله على فسيبوك] ‎‎

بيروت -- قال ناشطون إن هيئة تحرير الشام تستغل الخلاف بين خصومها لتوسيع رقعة نفوذها في شمال محافظة حلب، وذلك في خطوة قد تؤدي إلى اشتباكات بين الهيئة وقوات سوريا الديموقراطية (قسد).

واستغلت الهيئة المتطرفة، التي تعد جبهة النصرة السابقة عضوا أساسيا فيها، اشتباكا اندلع في 11 تشرين الأول/أكتوبر بين الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري وفرقة الحمزة في مدينة الباب بحلب.

ويشكل الجيش الوطني السوري تحالفا معارضا.

واندلع الصراع الداخلي جراء مقتل الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم وزوجته الحامل على يد فرقة الحمزة، علما أن أبو غنوم كان يعمل على توثيق فساد الميليشيا.

اندلع حريق في مخيم للنازحين بمحافظة حلب الشمالية في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أثناء اشتباكات بين تحرير الشام وفصيل من الجيش الوطني السوري، مما تسبب بأضرار أو دمار بالعديد من الخيم. [الشبكة السورية لحقوق الإنسان]

اندلع حريق في مخيم للنازحين بمحافظة حلب الشمالية في 14 تشرين الأول/أكتوبر، أثناء اشتباكات بين تحرير الشام وفصيل من الجيش الوطني السوري، مما تسبب بأضرار أو دمار بالعديد من الخيم. [الشبكة السورية لحقوق الإنسان]

قتل محمد وسيم أيوب البالغ من العمر 13 سنة، بإطلاق نار خلال اشتباكات بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري في قطمة عفرين بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر. [الشبكة السورية لحقوق الإنسان]

قتل محمد وسيم أيوب البالغ من العمر 13 سنة، بإطلاق نار خلال اشتباكات بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري في قطمة عفرين بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر. [الشبكة السورية لحقوق الإنسان]

هرب آلاف المدنيين من ريف حلب الغربي وسط اشتباكات عنيفة اندلعت بين هيئة تحرير الشام وفصيل الفيلق الثالث المعارض. ووصلت العائلات إلى مدينة عفرين حيث باتت اليوم في العراء. [الشبكة السورية لحقوق الإنسان]

هرب آلاف المدنيين من ريف حلب الغربي وسط اشتباكات عنيفة اندلعت بين هيئة تحرير الشام وفصيل الفيلق الثالث المعارض. ووصلت العائلات إلى مدينة عفرين حيث باتت اليوم في العراء. [الشبكة السورية لحقوق الإنسان]

وذكر ناشطون محليون أن هيئة تحرير الشام سيطرت حتى 17 تشرين الأول/أكتوبر على نحو 560 كيلومتر مربع من الأراضي في ريف حلب الشمالي، بما في ذلك مدينة عفرين.

وقد شارك في الهجوم شخصيا زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي عرضت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، والذي بقي متواريا عن الأنظار خلال الأشهر الماضية، بحسب ما ذكره موقع العربي الجديد.

وإلى جانب السيطرة على المنطقة، أقدمت الهيئة المتطرفة على قتل وجرح عشرات المدنيين والتسبب بنزوح مئات العائلات، بحسب ما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي دانت الانتهاكات.

نزوح المدنيين

وفي هذا السياق، أوضح مدير الشبكة فضل عبد الغني للمشارق أنه خلال الفترة بين 12 و17 تشرين الأول/أكتوبر، " قتل 6 مدنيين بينهم طفل و4 سيدات، كما تم تشريد نحو 13 ألف نسمة".

وتابع أن النازحين المقيمين في المخيمات ومئات السكان المحليين اضطروا إلى النزوح عندما سيطرت تحرير الشام على المناطق الريفية شمال حلب.

وقال إن ما لا يقل عن 12 مخيما تأثر بصورة مباشرة جراء العمليات العسكرية للهيئة، بما في ذلك مخيم كويت الرحمة في عفرين ومخيم المياه بقرية برج عبدالو شرق عفرين ومخيمي دير البلوط والمحمدية بناحية جنديرس.

وأشار إلى اندلاع حريق في مخيم بالقرب من قرية مشعلة بمنطقة كفر جنة بريف عفرين مما تسبب بتدمير 6 خيم وبأضرار في نحو 25 خيمة أخرى، لافتا إلى أن الاشتباكات منعت السكان من الوصول إلى المراكز الطبية.

وذكر أن مقاتلي تحرير الشام استهدفوا فرق الإسعاف التي حاولت الوصول إلى المخيمات والقرى التي سجلت سقوط ضحايا.

وأضاف أن "الاشتباكات رفعت أسعار المواد الغذائية والتموينية بسبب انقطاع طرق الإمداد، وأثرت على قطاعي الصحة والغذاء".

وأوضح أنها تسببت كذلك بإقفال المدارس في عشرات المخيمات القريبة من مواقع الاشتباكات. كما تم تعليق إمداد المساعدات الإنسانية الدورية في ظل أعمال العنف، مما ترك سكان المخيمات بدون إمدادات أساسية كالخبز والمياه.

استغلال تحرير الشام للتطورات

وبدوره، قال الصحافي عقيل حسين للمشارق إن أبو غنوم، الذي قتل مع زوجته الحامل، كان ناشطا سلميا بصفوف المعارضة وكان يروج لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية.

وتابع أنه كان نشطا في مدينة الباب وتمكن من جمع المعلومات بشأن شبكات تجارة المخدرات في ريف حلب، محددا بالوثائق هوية عناصر ومسؤولين أمنيين بفرقة الحمزة.

وأشار إلى أنه في خطوة انتقامية من أفعاله هذه، "تم تعقبه والعثور عليه وقتله مع زوجته".

ولفت حسين إلى أن هيئة تحرير الشام استغلت الخلاف الأخير بين الفيلق الثالث وفرقة الحمزة بذريعة حماية المدنيين، وشنت هجوما سيطرت فيه على مناطق جديدة بسوريا.

وأكد أن السوريين لا يثقون بالهيئة المتطرفة التي صنفت على أنها جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وجهات أخرى.

وقال إنه في هذه الأثناء، هناك تخوف من أن تستغل روسيا هذا الوضع لمهاجمة المناطق الخاضعة للمعارضة مرة أخرى تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

اللجوء إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية

ومن جهته، قال ممثل الإدارة الكردية في لبنان عبد السلام أحمد إنه عقب هجوم تحرير الشام، نزح عدد كبير من السكان إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات قسد والخاضعة للإدارة الكردية.

وذكر للمشارق أن القيادات الكردية في سوريا "سبق وأعلنت مرارا استعدادها لاستقبال الهاربين من مناطق القتال"، مع تزويدهم بالخيم والمساعدات الإنسانية ومستلزمات العيش.

وأضاف "تشهد مناطقنا نزوحا يوميا لأن بوابات العبور مفتوحة أمام الهاربين من الاشتباكات ومن مناطق النظام".

وتابع "نستضيفهم بمخيماتنا المنتشرة بشمال شرق سوريا حيث يسود الأمان والاستقرار".

وختم قائلا إن الإدارة الكردية في شمال شرق وشرق سوريا شكلت لجنة طوارئ عن طريق مجلس إدلب العسكري ودعت الأهالي ممن ضاقت بهم الأحوال للجوء إلى مناطق سيطرة قوات قسد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500