قال ناشطون سوريون إن القوات الروسية تتعمد استهداف العمليات الزراعية والبنية التحتية المدنية والمنازل في مناطق جنوب وغرب محافظة إدلب بغارات جوية شبه يومية.
وذكروا للمشارق أن موجة الدمار صعبت على السكان المحليين تلبية متطلبات الحياة اليومية، وأنها قد منعتهم فعليا من تأمين قوت يومهم.
وفي هذا السياق، قال المسؤول الإعلامي في الخوذ البيضاء خالد الخطيب إن القوات الروسية "تقوم منذ فترة بتكثيف غاراتها على مناطق جنوب وغرب إدلب".
وأضاف أنه تم استهداف العمليات المدنية بشكل خاص، و"كأن [القوات الروسية] تقصد حرمانهم من أبسط متطلبات الحياة وجعل المنطقة جرداء تماما".
وتابع أن ذلك يحصل لغاية غير معروفة لا سيما أن هذه أرض زراعية، و"غالبية المتواجدين في هذه المناطق هم من النازحين ومعهم طبعا أبناء المنطقة".
وذكر أن القوات الروسية استهدفت كل القرى والمدن بدون استثناء، فضربت الحقول الزراعية ومزارع تربية الدواجن والماشية.
وأشار إلى أنها تضرب محطات تحويل الكهرباء والمنازل والمدارس، كما أنها استهدفت فرق الإسعاف والإطفاء التابعة للدفاع المدني أكثر من مرة، الأمر الذي أدى إلى عرقلة عمليات الإنقاذ وإطفاء النيران.
وأضاف أنه تم استخدام القنابل الحارقة لاستهداف الحقول الزراعية وبساتين الزيتون، لافتا إلى أن هذه أكبر حقول الزيتون في المنطقة.
وقال إن المنطقة كانت تعرف سابقا بأنها مصدّر للزيتون وزيت الزيتون، وكانت قادرة سابقا على تلبية متطلبات السوق المحلي.
الخوف يسيطر على السكان
وبدوره، ذكر محمود اسماعيل، وهو مزارع من مدينة إدلب للمشارق، أن "معظم الأراضي الزراعية تعرضت للغارات والقصف الصاروخي من قبل القوات الروسية".
وأكد أنه تم استهداف هذه المناطق في أوقات القطاف وكان آخرها موسم قطاف الزيتون حيث بدأت عملية استهدافها يوميا، ما ألحق أضرارا بالأشجار وزرع الخوف في صفوف المجتمع المحلي.
وأشار إلى أن أشجار الزيتون هي أشجار معمرة وتحتاج إلى سنوات طويلة لتبدأ بطرح الثمار.
وأوضح أن "الكثير من عائلات محافظة إدلب وقراها تعتمد بمعيشتها اليومية على هذا الموسم، إن كانت من ملاك الأراضي أو من العاملين بها".
وتابع أن "حرمان هؤلاء من موسم واحد سيكون له نتائج كارثية بالنسبة لتأمين حاجياتهم الأساسية".
وقال إن المشكلة ليست محصورة بالقصف والغارات، ذلك أن الذخائر غير المنفجرة المستخدمة في تلك الهجمات ترعب السكان المحليين وتعرضهم للخطر.
وأضاف أن مجموعات الخوذ البيضاء الخاصة بإزالة المتفجرات تكاد لا تستطيع التخلص من القذائف غير المنفجرة، ذلك أن العديد من المناطق تستهدف بصورة متكررة ويتوجب تنظيفها مرارا وتكرارا.
وأشار إلى أن المدنيين يمنعون من الاقتراب من تلك المناطق إلى حين التخلص من المخلفات، مما يؤثر على العمليات الزراعية بدءا من زرع المحاصيل والعناية بها ووصولا إلى عمليات الحصاد والقطاف.
وتابع "باختصار ما يجري كارثة فعلية أصابت المنطقة" ويؤثر على الجميع من أصحاب الأرض والعمال الذين يقومون بعملية الحراثة والزرع والحصاد، إلى أصحاب الجرارات والتجار وعمال النقل.
سياسة الأرض المحروقة المنتهجة من روسيا
ومن جانبه، قال المحامي السوري بشير البسام إن "ما تقوم به روسيا من استهدافها للمدنيين السوريين في منطقة إدلب، ليس بالغريب أو البعيد عن توجهات النظام الروسي.
وأضاف أن المدنيين استهدفوا بشكل ممنهج منذ تدخل روسيا في الصراع السوري دعما لنظام بشار الأسد، وتقوم روسيا بالأمر نفسه في أوكرانيا "حيث تتزايد الفظاعات المرتكبة بشكل يومي وتدريجي".
وأوضح أن "هذه القوات تنتهج سياسة الأرض المحروقة أينما حلت بشكل يخالف جميع الأنظمة والقوانين الدولية"، مشيرا إلى أن ناشطين وصحافيين ومسعفين كشفوا استهداف روسيا للمدنيين.
وأمل أن يقابل هذا الاستهداف العشوائي من قبل روسيا للمدنيين والبنية التحتية "بزيادة العقوبات الدولية على روسيا لدفعها إلى إيقاف هذه الممارسات بشكل نهائي".