دمشق -- قالت وسائل إعلام حكومية إن السلطات السورية اكتشفت مقبرة جماعية في تدمر، حيث قامت بانتشال 12 جثة في المدينة الأثرية التي كان مقاتلو تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) قد سيطروا عليها مدة عامين.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن "السلطات عثرت على بقايا عدد من المدنيين والجنود في مقبرة جماعية بالقرب من المسرح الأثري في مدينة تدمر".
وأضافت أنه تم انتشال 12 جثة ونقلها إلى المستشفى لتحديد هوية أصحابها عبر فحوصات الحمض النووي.
وكان تنظيم داعش قد سيطر على المدينة مرتين بين عامي 2015 و2017، حين أطلق حملات للتدمير والنهب الممنهج لآثار ومعابد مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وتحولت معهم تدمر إلى مسرح لإعدامات عامة وغيرها من الجرائم المروعة، صوّر بعضها ووزع في خطوة دعائية قام بها تنظيم داعش.
فعلى سبيل المثال، عرض عناصر تنظيم داعش جثة كبير الأثريين خالد الأسد، 82 عاما، وهي مقطوعة الرأس، بعد أن عذبوه لإجباره على الكشف عن الموقع الذي نقلت إليه القطع الأثرية. وقتله تنظيم داعش عام 2015.
ودمر المتطرفون أيضا معبد بعل شمين في تدمر، مواصلين بعزم مشروعهم في الإبادة الثقافية. ودمروا كذلك معبد بل وبوابة قوس النصر ونهبوا ما استطاعوا، وشوهوا التماثيل والنواويس.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذ المتطرفون 280 عملية إعدام على الأقل في تدمر عام 2016.
وكان قد عثر على عشرات المقابرفي العراق وسوريا، لكن عملية تحديد هوية الضحايا بطيئة وباهظة التكلفة ومعقدة.
وضمت إحدى أكبر المقابر الجماعية المزعومة لداعش على 200 جثة، وكانت قد اكتشفت عام 2019 بالقرب من الرقة التي كانت العاصمة الفعلية السابقة لداعش في سوريا.
وفي تموز/يوليو، اكتشف عمال البلدية مقبرة جماعية لضحايا داعش في مدينة منبج بمحافظة حلبفي شمالي سوريا، على بعد أمتار فقط من فندق منبج.
وكان المتطرفون قد استخدموا الفندق كمركز للتحقيق أثناء احتلال التنظيم للمنطقة في الفترة بين 2014 و2016.
وصرح شهود عيون للمشارق أنه عثر على رفات الجثث وهي مقيدة بالأصفاد ومعصوبة الأعين، وكان بينها جثامين نساء وأطفال.
وكان تنظيم داعش قد استولى عام 2014 على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا، وأعلن قيام "خلافة" وقتل الآلاف قبيل هزيمته على الأرض.