يبذل العراق جهودا كبيرة للتخلص من عبء اعتماده على الطاقة الإيرانية وذلك عبر افتتاح محطات كهربائية جديدة تعمل على الغاز الوطني.
ويحتاج العراق الآن إلى نحو 70 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا لتشغيل محطات الكهرباء،ويتم استيراد نحو ثلث تلك الكمية في الوقت الراهن من إيران.
وتأمل بغداد عبر العمل على زيادة الإنتاج المحلي من الغاز وبمساعدة الشركاء الدوليين، أن تتخلص من استيراد الغاز الذي يستنزف موازنة الدولة وأن تحقق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة.
وبحسب وزارة الكهرباء، فقد تجاوز المعدل اليومي لإنتاج الكهرباء 24 ألف ميغاواط، وهو أكبر قدر من الكهرباء المنتجة محليا في تاريخ البلاد.
وأكد الناطق باسم الوزارة أحمد العبادي للمشارق، أن مستوى الإنتاج القياسي هو حصيلة جهود "استثنائية" بذلتها الحكومة في تطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة الكهربائية.
وأضاف أن محطات توليد جديدة تعمل بالغاز الوطني والمستورد قد أصبحت أيضا عاملة، مشيرا إلى أن تحديث شبكات توزيع الطاقة وصيانتها يضمن إمدادات أكثر استقرارا للمواطنين.
وأحدث هذه المحطات التي دخلت الخدمة قبل ثلاثة أشهر هي محطة ميسان التي تجهز حاليا المنظومة الوطنية بـ 750 ميغاواط من الكهرباء وتعتمد على الغاز المنتج محليا من حقول الغاز في محافظة ميسان.
وسبق ذلك تشغيل محطات غازية في السماوة والناصرية وسامراء، ما أدى إلى رفع الإنتاج الوطني من الكهرباء.
جهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي
وأشار مسؤولون إلى مواصلة الجهود لزيادة إنتاج الطاقة، على أن يكون الهدف النهائي هو ضمان الوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي في احتياجات الكهرباء.
وفي تموز/يوليو، قال وزير الكهرباء العراقي عادل كريم إن بلاده بحاجة لـ 35 ألف ميغاواط لسد النقص الحاصل من الكهرباء وتزويد المواطنين بالطاقة على مدار الساعة.
ولتحقيق هذا الهدف، يعتزم العراق تشغيل محطات كهرباء أخرى كمحطة عكاز شرقي محافظة الأنبار التي تُجهز بالغاز المستخرج من حقل عكاز الغازي.
وبالتزامن مع ذلك، يعمل العراق أيضا على زيادة إنتاج الغاز المحلي عبر التعاقد مع شركات عملاقة.
ففي 2 تشرين الأول/أكتوبر، أُعلنت الحكومة العراقية إبرام صفقة مع شركة بيكر هيوز الأميركية لرفع إنتاج الغاز المصاحب من حقلي الناصرية والغرّاف النفطيين جنوبي العراق.
وذكر أنور هادي شياع، مدير استثمار الغاز في شركة نفط ذي قار الوطنية، أن العقود المبرمة مع تلك الشركة كما مع شركة غاز الجنوب، من شأنها أن "ترفع سقف إنتاج الغاز بنسبة 80 في المائة".
وقال إن ذلك يمثل زيادة من معدل الـ 20 مليون قدم مكعب قياسي الذي ينتج حاليا إلى 200 مليون قدم مكعب قياسي (يوميا) خلال الفترة المقبلة.
واستثمر العراق أيضا في شركة توتال إينرجيز الفرنسية العام الماضي لبناء شبكة تجميع ووحدة معالجة للغاز المصاحب في ثلاثة حقول نفط جنوبي البلاد. ومن المتوقع البدء بتشغيل المشروع بحلول العام 2026.
الشراكة مع الولايات المتحدة والأردن
هذا وقالت السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، أثناء لقائها وزير الكهرباء عادل كريم يوم 24 أيلول/سبتمبر، إن بلادها تسعى للتعاون مع العراق من أجل "استقرار ورفع كفاءة إنتاج الكهرباء وضمان استقلال الطاقة".
وكانت الحكومة العراقية قد أبرمت في عام 2020 اتفاقيات للطاقة المستدامة مع شركات أميركية من بينها جنرال إلكتريك وستيلر إنرجي وهانيويل إنترناشونال في عقود تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار.
وفي مسعى لتوسيع جهوده لإنتاج الطاقة، يتعاون العراق أيضا مع الأردن، حيث اتفق البلدان على مشروع للربط الكهربائي بينهما في عام 2020، ودخل حيز التنفيذ يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر.
ووفق وزارة الكهرباء العراقية، يهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى تزويد العراق بـ 150 ميغاواط.
ومن المتوقع أن تصل كمية الكهرباء إلى 960 ميغاواط في المراحل اللاحقة، وذلك عبر مّد خط نقل عالي القدرة بين البلدين يبلغ طوله 300 كيلو متر.
وأوضحت الوزارة أن خط النقل يعرف باسم "ريشة القائم"، وأن العمل ينفذ من قبل شركة جنرال إلكتريك.
وقال رئيس الحكومة العراقي السابق مصطفى الكاظمي أثناء حفل وضع حجر الأساس للمشروع في منطقة الحدود العراقية الأردنية يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، إن بلاده ماضية في سياسة الانفتاح والتعاون.
وأكد أيضا على سعي حكومته لتحقيق الربط الكهربائي مع السعودية ودول الخليج طبقا لاتفاقية مؤتمر جدة المبرمة في 16 تموز/يوليو.