سياسة

نفي نصرالله لأطماع إيران التوسعية يعكس مكانته كدمية بيد النظام

نهاد طوباليان

أمين عام حزب الله حسن نصرالله يلقي كلمة في الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 22 آب/أغسطس. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

أمين عام حزب الله حسن نصرالله يلقي كلمة في الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 22 آب/أغسطس. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت - في خطاب ألقاه مؤخرا، أشاد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله إشادة كبيرة بإيران، مدعيا أنها "أقوى من أي وقت مضى" ومقللا من أهمية الأزمة الاقتصادية الطاحنة وانعدام الاستقرار الداخلي اللذين تواجههما البلاد.

وفي خطاب ألقاه في 1 تشرين الأول/أكتوبر، سعى نصرالله إلى إظهار الجمهورية الإسلامية على أنها ضحية للغرب، معربا في الوقت عينه عن مزاعم لا أساس لها مفادها أن البلاد لم تتأثر بالعقوبات وليس لديها أي طموحات إقليمية.

وفي مراجعة لنص خطاب نصرالله الذي قلل فيه من أهمية الحراك الشعبي الذي يهز إيران والذي استدعى دعما عالميا للشعب الإيراني، وصف محللون تصريحاته بأنها غير دقيقة ومثيرة للسخرية.

وأوضحوا أن تحذيره للشعب العراقي من مغبة "شيطنة إيران" وزعمه أن "إيران لا تريد شيئا من الشعوب الإقليمية"، يؤشران إلى مكانة نصرالله كمجرد دمية بيد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

أما في ما يتعلق بـ"التضحيات" التي زعم نصرالله أن إيران قدمتها "من أجل العراق" وشعوب المنطقة، فلفت المحللون إلى أن سلوك الجمهورية الإسلامية لا يخلو من أنانية وراءها حسابات سياسية محددة.

وتعليقا على خطاب نصرالله، قال المحلل السياسي المعارض لحزب الله حارث سليمان إن ما قاله "يؤكد اقتدائه" بخامنئي.

واعتبر سليمان مزاعم نصرالله بأن إيران لا تملك أي طموحات توسعية في المنطقة، "مناقضة لتصريحات مسؤولين ورجال دين إيرانيين بأن حدود إيران باتت تصل إلى البحر المتوسط".

بدوره، قال المحلل والناشط السياسي الياس الزغبي للمشارق إن ادعاء نصرالله يتناقض مع الواقع.

وأوضح أن "إيران ليست جمعية خيرية ودولة غنية" لتساعد اليمن أو العراق أو سوريا أو لبنان، ولكن لديها وكلاء مسلحون يشرف عليهم الحرس الثوري في كل من هذه الدول.

وأضاف الزغبي "تباهت إيران مرارا بسيطرتها على أربع عواصم عربية".

"وهي تستغل اقتصاديا خيرات هذه الدول لتغطية نفقاتها العسكرية من النفط العراقي والسوري والبقية الباقية من عافية لبنان الاقتصادية"، حسبما تابع.

وذكر أن إيران استغلت الدول العربية باستخدام مرافقها الجوية والبحريةومعابرها الحدودية لتهريب السلاح إلى حزب الله ووكلائها الآخرين في سوريا والعراق واليمن.

تراجع النفوذ الإيراني

وفي هذا السياق، اعتبر مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، حسان قطب، أن كلمة نصرالله الأخيرة هدفت إلى تهدئة مؤيدي الحزب المتخوفين من تراجع قوة إيران وهيمنتها في المنطقة.

وأوضح أن دعاية نصرالله تشمل "التوجيهات التي يطلقها هو وقياداته سواء في لبنان أو إيران، مدعيا أن هزيمة المحور الإيراني غير ممكنة وأن الاستقرار في إيران راسخ وقوي في حين أن هذا الأمر غير صحيح".

ورغم نفي نصرالله أن لإيران أطماع توسعية واقتصادية في الشرق الأوسط، لفت قطب إلى أن شعب المنطقة يدرك تماما طموحات إيران التوسعية وبدأ يستوعب حجمها.

وذكر أنه في حين يدافع نصرالله عن سياسات إيران الخارجية محاولا نفي ورفض وجود هذه الأطماع الإقليمية، إلا أن أتباع النظام الإيراني "في مختلف الدول العربية وخاصة لبنان وسوريا والعراق واليمن" يكشفون عدم صحة ذلك.

وأشار إلى أن تدخل إيران في المنطقة وأطماعها الإقليمية ظاهرة أيضا في البحرين وفي بلدان أخرى حيث تدعم جماعات مختلفة.

وختم قطب قائلا إن نصرالله في موقف ضعيف كما أظهره خطابه الأخير، ويحاول إنكار الأطماع التوسعية للنظام الإيراني مع الدفاع في الوقت عينه عن الجمهورية الإسلامية من موقع ولائه لها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500