عدالة

الميليشيات المدعومة من إيران ʼمشلولة الحركةʻ جراء غارات التحالف

فارس العمران

مقاتلتان أميركيتان من طراز أف-15 بعد تنفيذ غارات جوية في سوريا. [القيادة المركزية الأميركية]

مقاتلتان أميركيتان من طراز أف-15 بعد تنفيذ غارات جوية في سوريا. [القيادة المركزية الأميركية]

قالت مصادر محلية إن الميليشيات التابعة لإيران والمنتشرة في شرقي سوريا باتت في حالة عزلة وقلق بعد سلسلة الغارات الجوية التي نفذها التحالف الدولي ضد بنيتها التحتية، الأمر الذي أضعف ترسانتها الصاروخية وأجبرها على الاختباء.

وأضافت المصادر أن الغارات الجوية قيدت إلى حد كبير تحركات وأنشطة الحرس الثوري الإيراني ووكلائه، وأجبرت هذه الجهات على اتخاذ احتياطات لتجنب خسائر إضافية.

واستهدف التحالف الدولي بغارات جوية في 24 آب/أغسطس منشآت بنية تحتية كانت تستخدمها جماعات مرتبطة بالحرس الثوري في شمالي شرقي سوريا، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومنصات للصواريخ ومعدات للدعم اللوجستي.

واستهدفت الغارات مواقع عند أطراف مدينة دير الزور، بما في ذلك معسكر الصاعقة ومستودعات أسلحة عياش التابعة للحرس الثوري ومواقع لحزب الله اللبناني ولواء فاطميون.

تعد ميليشيا حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران إحدى الجماعات الأبرز الموالية لإيران والمنتشرة في سوريا. [وكالة مهر للأنباء]

تعد ميليشيا حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران إحدى الجماعات الأبرز الموالية لإيران والمنتشرة في سوريا. [وكالة مهر للأنباء]

عناصر ميليشياوية إيرانية تظهر في دير الزور بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر 2020. [صدى الشرقية/فيسبوك]

عناصر ميليشياوية إيرانية تظهر في دير الزور بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر 2020. [صدى الشرقية/فيسبوك]

كذلك، استهدفت مواقع تتحصن فيها الميليشيات في الصحراء المحيطة بالميادين وحويجة صكر.

وجاءت الضربات ردا على التهديدات المتواصلة ضد مقرات تمركز قوات التحالف الدولي المكلفة بتحجيم هجمات فلول تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) في الأراضي السورية.

وفي 15 آب/أغسطس، صدت قوات التحالف الدولي عدة طائرات مسيرة كانت تستهدف ثكنة التنف في منطقة المثلث الحدودي جنوبي سوريا.

هذا وقد قامت الميليشيات المدعومة من إيران والمنتشرة في المنطقة بشن هجمات منتظمة على الثكنة وعلى قواعد أخرى تضم عناصر من التحالف الدولي.

وفي 18 أيلول/سبتمبر، سقطت رشقات نارية غير مباشرة في محيط القرية الخضراء شرقي سوريا، وهو حادث وصفه التحالف الدولي بأنه "محاولة هجوم على قواتنا في التحالف وشركائنا".

ولم يتم تسجيل سقوط ضحايا أو أضرار في البنية التحتية.

يُذكر أن القرية الخضراء تعرضت أيضا في 16 آب/أغسطس لهجوم، كما هوجمت قوات التحالف في 5 كانون الثاني/يناير من قبل جهات عدائية مدعومة من إيران بـ 8 صواريخ.

وفي هذا السياق، قال اللواء ماثيو ماكفارلين قائد التحالف الدولي في بيان إن "التحالف والقوات الشريكة معنا ملتزمة بمهمة مواصلة إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش".

وأكد أن "مثل هذه الأفعال المتهورة لن تشتت انتباهنا".

خشية وقلة ثقة

وبدوره، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في بيان أن الميليشيات في محيط منطقة الميادين والشرق السوري "مشلولة الحركة" بسبب الخشية من ضربات التحالف الدولي.

وأوضح أن قادة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية التابعة لإيران التزموا مقراتهم خوفا من الاستهداف.

وأضاف للمشارق أن جماعات إيران اضطرت إلى إعادة تموضع قطعاتها وإخلاء بعض المقرات في بلدات السخنة وحمص وتدمر وإصدار أوامر بمنع أي تحرك غير ضروري.

وتابع أن الميليشيات بدأت أيضا بالتخلي عن بعض عناصرها من السوريين خوفا من حصول اختراقات وتسريب معلومات عن قواعد عملياتها ومخابئ أسلحتها.

وأشار عبد الرحمن إلى أن حزب الله اللبناني قام بتسليم العشرات من مقاتليه السوريين إلى النظام السوري لإكمال خدمتهم الإلزامية المفروضة من الدولة "وذلك لعدم ثقته بهم".

وفي تقرير صدر بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر، قالت شبكة عين الفرات إن أكثر من 140 مقاتلا سوريا انشقوا عن الميليشيات التابعة للحرس الثوري في الميادين.

وذكرت الشبكة أن إيران تتبع استراتيجية جديدة، معتمدة بصورة أكبر على وكلائها المخلصين كجزء من تدابيرها للمحافظة على نفوذها في سوريا.

وأشار المرصد إلى أن الحرس الثوري وفي سعيه الظاهري لاعتماد هذه الاستراتيجية، يرسل عناصر الميليشيات العراقية عبر الحدود إلى مناطق شرقي سوريا.

وبحسب موقع باس نيوز، عبرت في مطلع الشهر الجاري عشرات العناصر من ميليشيا حركة النجباء العراقية التابعة لإيران إلى الريف المحيط ببلدة ألبوكمال الحدودية في دير الزور من مدينة القائم المجاورة في العراق.

وعبرت أيضا عناصر من كتائب حزب الله التابعة لإيران إلى سوريا من العراق.

ميليشيات تحت مرمى القصف

وفي هذا الإطار، قال الشيخ مضر الأسعد المتحدث باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية إن "زج المزيد من مقاتلي الميليشيات للتوغل في الأراضي السورية يظهر إصرار إيران على مواصلة أنشطتها الإرهابية".

وأوضح للمشارق أن إيران تعتبر هؤلاء المقاتلين وقودا لإطالة حروبها.

وأضاف أن إيران غالبا ما تنفي أي ارتباط لها بالهجمات الميليشياوية التي تستهدف قوات التحالف الدولي ومنشآتها في سوريا، وقد نفت صلتها بالهجمات السابقة التي نفذت في العراق ودول الخليج والمنطقة.

وأكد الأسعد أن "ميليشيات إيران المنتشرة في منطقة الشرق السوري تحت مرمى القصف"، مبينا أن الغارات الجوية الأخيرة فتكت بالعديد من عناصرها.

ولكنه أوضح أيضا أن المنطقة "لا تزال أرضا خصبة للميليشيات"، قائلا إن الحرس الثوري يحاول إبقاءها تحت سيطرته عبر إغراء "زعامات العشائر ضعاف النفوس" بتقديم الولاء له على الرغم من أنه غالبا ما يشكك في ولاء وكلائه.

ودعا الأسعد أبناء العشائر في الميادين وألبوكمال ودير الزور وفي البلدات السورية الأخرى إلى "عدم تقديم أي دعم أو تأييد للميليشيات الإيرانية".

وشدد على أن هذه الميليشيات انتهكت حقوق السوريين وهيمنت على ممتلكاتهم وتسعى لتثبيت وجودها بشكل دائم عبر سياسات التغيير الديموغرافي وتجنيد الشبان الفقراء في صفوفها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500