عدن - تواصل قوات الأمن في جنوبي اليمن عملياتها العسكرية بمحافظة أبين، متقدمة على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية رغم الهجمات التي شنها التنظيم مؤخرا.
وسيطرت وحدات قوات الحزام الأمني يوم الاثنين، 12 أيلول/سبتمبر، على مناطق في مديرية مودية وأمنت المرافق الحكومية والعسكرية والأمنية فيها بعد انفجار عبوة ناسفة.
وقتل 4 جنود وأصيب 6 غيرهم عند انفجار عبوة ناسفة كان قد زرعها تنظيم القاعدة في وقت سابق من اليوم نفسه، مستهدفا آلية عسكرية تابعة لقوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن 2 من المصابين توفيا لاحقا، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 6.
وعقب الحادث، أعلن قائد قوات الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد أن القوات المسلحة الجنوبية ستمضي في عملياتها الهادفة لتطهير مجمل أنحاء محافظة أبين من الجماعات الإرهابية.
وأشار السيد إلى أن انتشار قوات الحزام الأمني مدعوم بالقوات الجنوبية من محور أبين في المنطقة الوسطى.
وأوضح أن تلك القوات ستنتشر في مديريتي لودر ومودية، إضافة إلى منطقة خبر المراقشة والمرتفعات الواقعة على حدود محافظة شبوة.
وأضاف أنه مع تقدم القوات المسلحة الجنوبية، وقعت اشتباكات مع عناصر من تنظيم القاعدة في وادي سري المحاذي لجبال موجان بمنطقة خبر المراقشة.
وكانت قوات دفاع شبوة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلنت السبت عن إطلاق عملية بعنوان سهام الجنوب لتطهير محافظة شبوة من العناصر الإرهابية.
وقد تعهدت وزارتا الداخلية والدفاع اليمنيتان بتكثيف عملياتهما عقب هجوم شنه تنظيم القاعدة في 6 أيلول/سبتمبر على نقطة تفتيش في مديرية أحور بمحافظة أبين، وأسفر عن مقتل 21 جنديا وإصابة 7 آخرين.
وقتل عناصر القاعدة الـ 8 الذين نفذوا الهجوم.
تماسك عسكري
وفي هذا السياق، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة سعيد الجمحي إن "هذه النجاحات للقوات الجنوبية تمت بتماسك القوات العسكرية التي تتولى عمليات ملاحقة القاعدة".
وأضاف في حديث للمشارق أن "القوات العسكرية التي تواجه التنظيم في هذه الفترة تبدو متماسكة ولديها قيادات جادة"، مشيدا بوطنيتها.
وتابع أنها تستفيد أيضا من الدعم المادي اللوجستي من دول التحالف العربي.
وأكد الجمحي أنه في وقت معين، "كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يمثل تهديدا للأمن العالمي" أكبر من التنظيم الأم.
وذكر "بات اليوم في أسوأ حالاته، فهو بات يعاني من أزمة قيادة وخلافات داخلية"، مشيرا إلى أن الهجمات الأخيرة "لا ترقى إلى مستوى الهجمات التي كان ينفذها التنظيم في السابق والتي كانت أكثر نكاية".
وأشار إلى أن التنظيم كان ناشطا للغاية في عام 2015 ومطلع العام 2016 وتمكن من التمدد في عدة مناطق، حتى أنه صار يدير ظاهريا موانئ حكومية تدر له أموالا طائلة وامتلأت مخازنه بالسلاح.
ولكن منذ أن بدأت القوات الجنوبية بشن حملات عسكرية ضده وقامت بملاحقته إلى معاقله، "أجبر تنظيم القاعدة على التقهقر والعودة إلى استراتيجيته القديمة"، أي الهروب إلى الجبال والشعاب.
وأكد الجمحي أنه رغم ذلك، "لا يمكن أن نجزم بأن التنظيم قد هزم هزيمة شاملة".
وأوضح "يظل يشكل تهديدا قابلا للعودة ما لم تكن عمليات استهداف التنظيم مستمرة ويصاحب ذلك إصلاحات حقيقية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
حملة ضد الإرهاب
من جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إن "الحملة العسكرية ضد التنظيم هي عملية تقودها الحكومة اليمنية ضد التنظيمات الإرهابية وليس ضد فصيل معين، ويدعم كل اليمنيين هذه القوات التي تقاتل تنظيم القاعدة".
وانتقد الطاهر بأشد العبارات الحوثيين الذين تدعمهم إيران والذين أفرجوا سابقا عن نحو 300 قيادي بالقاعدة.
وتابع في حديث للمشارق "حينها حذرنا من ذلك، غير أنه لم يتم الاستماع إلى تحذيراتنا".
وبدوره، شدد المحلل السياسي فيصل أحمد على أهمية استمرار الحملات العسكرية ضد عناصر تنظيم القاعدة في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة.
وأضاف أن "التوافق السياسي وظهور حالة من ملامح استقرار سياسي قادم واتفاق بين القوات العسكرية المنضوية تحت الحكومة الشرعية وفي مقدمتها قوات الحزام الأمني في أبين، أزعج تنظيم القاعدة".
وتابع للمشارق أن هذا التطور غير المرحب به دفعها لشن الهجمات، ومنها في أحور.
وأوضح أنه رغم حالة الخمول التي تعيشها خلايا التنظيم، "يستطيع التنظيم تنشيطها بالاستفادة من المتغيرات التي حوله"، مشيرا إلى أن الصراع الذي طال أمده في اليمن قد أفسح المجال للجماعات المتطرفة للتوسع".