عدن -- ذكرت مصادر عسكرية أن القوات اليمنية أحبطت عمليات تهريب أسلحة ومتفجرات نفذها الحوثيون والحرس الثوري الإيراني عبر موانئ محافظة الحديدة مؤخرا في عدد من المناسبات.
وفي منتصف آب/أغسطس، أعلنت القوات المشتركة على ساحل البحر الأحمر باليمن أنها فككت خلية تهريب بحري ثالثة تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، وذلك بعد تفكيك خليتين مماثلتين قبل أيام.
وقال مكتب الإعلام العسكري إن عنصرين من الخلية الثالثة ينحدران من مديرية ذباب في محافظة تعز الجنوبية.
واعترفا بأنه تم تجنيدهما من قبل الحوثيين لتهريب المواد المتفجرة من جيبوتي إلى مينائي الصليف ورأس عيسى في محافظة الحديدة اليمنية.
وأقرا أيضا بتورطهما في عملية نقل شحنتين من سماد اليوريا المستخدم على نطاق واسع في صناعة المتفجرات، قبل أن اعترضهما خفر السواحل قبالة الخوخة جنوبي الحديدة.
وتوفر اعترافات الرجلين المنتميين إلى الخلية أدلة جديدة على استخدام الحوثيين لموانئ الحديدة، أي ميناء الحديدة الأساسي والصليف ورأس عيسى، لأغراض عسكرية، حسبما ذكر مكتب الإعلام العسكري.
وقال المكتب إنه إلى جانب عمليات التهريب التي تنفذها، كانت الخلايا تندرج ضمن شبكة أوسع متورطة بأعمال تجسس وجمع معلومات استخبارية لصالح الحوثيين على ساحل اليمن المطل على البحر الأحمر.
هذا وأعلنت القوات الموالية للحكومة في 11 آب/أغسطس عن تفكيك 7 خلايا حوثية تنشط على طول الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر، وتضم 35 عضوا.
وكانت الخلايا منخرطة في عمليات تجسس وتهريب أسلحة لصالح الحرس الثوري الإيراني.
وذكر المكتب الإعلامي أن إحدى الخلايا تورطت في تهريب شحنات أسلحة من ميناء بندر عباس الإيراني إلى موانئ الحديدة على البحر الأحمر.
وتورطت الخلية الثانية في تهريب مواد متفجرة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة.
دعم شعبي لتعزيز الأمن
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إنه يبدو أن سكان المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر يدعمون جهود السلطات في ملاحقة وتفكيك خلايا تهريب الأسلحة الحوثية المرتبطة بالحرس الثوري.
وأضاف "أعتقد أن أحد عوامل النجاح الأمني للقوات المشتركة في الساحل الغربي هو تعاون المواطنين معها".
وتابع أن السكان المحليين شهدوا على استخدام عناصر الخلايا موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف لتهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات، معطلين بذلك عمليات تلك الموانئ.
وأوضح أن معظم سكان المناطق الساحلية يستفيدون من الموانئ بطريقة أو بأخرى، موضحا أنها تؤمن لكثيرين مصدر رزق وتدخل عبرها الواردات الضرورية لتلبية متطلبات الشعب.
وأشار إلى أن المواطنين يدعمون أيضا الجهود الرامية إلى تفكيك خلايا التهريب "لأنها تقوض أمنهم واستقرارهم"، مضيفا أن الحرب التي باتت اليوم في عامها الثامن قد أدت إلى تكثيف عمليات التهريب.
وقد ساهمت الأسلحة والمتفجرات والمخدرات التي هربت إلى داخل البلاد، في تفاقم حالة عدم الاستقرار وأشعلت فتيل الحرب.
وعزا أحمد تسارع عمليات التهريب إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها إيران لتنفيذ مشروعها التوسعي الإقليمي وتعزيز هيمنتها.
واتهم جماعة الحوثي وإيران بانتهاك شروط اتفاق استكهولم من خلال استخدام موانئ البحر الأحمر "من أجل تنفيذ أجندتهما المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة".
من جانبه، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات إن "إيران دولة توسعية تهدف لفرض نفوذها وهيمنتها على المحيط الجغرافي".
وأشار إلى أن "سلوكيات إيران قائمة على العنف واستمرار الحروب في المنطقة من خلال دعم الحوثيين بالسلاح".
ʼإنجاز استخباراتيʻ
وفي هذا السياق، وصف المحلل السياسي محمد الطاهر عملية تفكيك خلايا التهريب بأنها "إنجاز استخباراتي".
وقال إنها تكشف حجم التهديد والخطر الذي يشكله الحوثيون المدعومون من إيران على الممرات المائية الدولية والتجارة العالمية.
وأضاف أنها تظهر أيضا أن القوات الموالية للحكومة تملك "جهازا استخباراتيا محترفا قادرا على تحقيق الأمن والاستقرار في شريط السواحل الغربية اليمنية".
وتابع أنها تبين كذلك أنه بإمكان اليمن أن يكون "شريكا دوليا في تأمين الممرات المائية الدولية."
وأكد أن "تلك العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة".
وأشار إلى أن العيون الساهرة على أمن واستقرار اليمن تمكنت من اعتراض الحوثيين وتفكيك شبكات تجسس وتهريب على ساحلها الغربي.
وختم قائلا "نتوقع أن يكون هناك أكثر من ذلك وبتعاون المجتمع".