تكامل أفضل بين الجيشين الأميركي والكويتي بفضل نظام لينك 16 للاتصالات

يشير اعتماد الكويت نظام الاتصالات لينك 16 لنقل وتبادل البيانات التكتيكية في الزمن الحقيقي مع الجيش الأميركي وحلف شمال الأطلسي وغيرهم من الحلفاء، إلى توسع الشراكة بين جيشي الولايات المتحدة والكويت.

وتعمل أجهزة لينك الطرفية عبر 40 منصة مختلفة في 30 دولة حليفة، بحسب ما ذكره موقع شركة بي أيه إي سيستمز الإلكتروني.

ويسمح جهاز لينك 16 لمستخدمين متعددين بمشاركة قناة تردد عبر تقسيم الإشارة إلى فترات زمنية مختلفة، وذلك مع قيام المستخدمين بإرسالها في تعاقب سريع.

ويؤمن الجهاز رابط بيانات رقمي آمن مقاوم للتشويش وعالي السرعة، يعمل على ترددات الراديو والموجات الصغيرة.

وتسمح الشبكة لسلسلة من المنصات، من بينها الطائرات والسفن السطحية والمركبات البرية وأنظمة الدفاع الصاروخي والأسلحة المتصلة وشبكات القيادة والتحكم، بتبادل النصوص والصور والرسائل الصوتية الرقمية.

كذلك، يوفر لينك 16 قدرات ملاحة نسبية، إلى جانب الموقع والتعريف الدقيق للجهة المشاركة، حسبما ما نقله موقع بي أيه إي سيستمز.

وقالت الشركة إن "لينك 16 هو المعيار الذي يتم بواسطته قياس الأنظمة الأخرى بشأن الوعي الجوي الظرفي".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد وافقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 على بيع ما يصل إلى 32 مقاتلة من طراز أف/أيه-18 إيه و8 مقاتلات من طراز أف/أيه-18 أف للكويت. كذلك، شملت صفقة البيع 48 وحدة من نظام لينك 16.

وسلمت شركة بوينغ في نهاية المطاف 22 مقاتلة من طراز أف/أيه-18 إيه و6 مقاتلات أف/أيه-18 أف إلى الكويت في أيلول/سبتمبر 2021 بموجب اتفاق بلغت قيمته 2.7 مليار دولار.

كذلك، وافقت الحكومة الأميركية في كانون الأول/ديسمبر 2020 على بيع 8 مروحيات جديدة من طراز أباتشي لونغبو أيه إتش-64 دي و16 مروحية أعيد تصنيعها من الطراز نفسه، إلى جانب 27 جهازا طرفيا من نوع لينك 16.

شريك مهم

وتواصل الولايات المتحدة والكويت توطيد شراكتهما، في ظل زيارة أجراها مؤخرا قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا إلى الدولة الخليجية للبحث في مسائل أمنية.

وخلال اجتماع عقد في 19 تموز/يوليو في مدينة الكويت مع رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن الشيخ خالد الصالح الصباح، لفت كوريلا إلى أن الكويت تتولى حاليا قيادة قوة المهام المشتركة 152.

وتعد قوة المهام التي تركز على الأمن البحري الخليجي واحدة من أصل 4 قوى تديرها القوات البحرية المشتركة،وهي تحالف بحري مؤلف من 34 دولة.

وذكر كوريلا في بيان نشر بعد يوم من انعقاد الاجتماع أن "الكويت شريك مهم بالنسبة للجيش الأميركي. في الواقع، تعود العلاقة الوطيدة للقيادة المركزية الأميركية مع الجيش الكويتي إلى فترة تأسيس القيادة المركزية الأميركية في 1983".

وأوضح أن الاجتماع تناول "فرص توطيد الشراكة، ليس فقط بين الجيش الأميركي والجيش الكويتي، بل أيضا مع قوى شريكة عبر منطقة الشرق الأوسط".

وتابع أن المواضيع التي جرى تناولها شملت أيضا "مسار تطوير أنظمة دفاعية صاروخية وجوية متكاملة".

وأضاف كوريلا أن الطرفين بحثا كذلك في "سبل توطيد شراكتنا الأمنية لمعالجة التهديدات في المنطقة وفرص تعزيز التعاون مع الجيوش عبر منطقة الشرق الأوسط".

وقال "كما أظهرته زيارة الرئيس [جو] بايدن، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة التزاما كاملا بالتعاون العسكري في الشرق الأوسط".

وأضاف "كذلك، فإن القيادة المركزية الأميركية ملتزمة بشكل تام بمسألة إحلال الاستقرار في المنطقة"، مشيرا بذلك إلى أول زيارة لبايدن للشرق الأوسط بعد توليه سدة الرئاسة بين 13 و16 تموز/يوليو.

وذكر أن "التكامل والابتكار مع القوات الشريكة كالقوات المسلحة الكويتية سيضمنان تواجدا أميركيا ثابتا في الشرق الأوسط".

تهديدات إقليمية

ومن بين التهديدات التي تواجهها الكويت ودول المنطقة الدعم المتواصل الذي تقدمه طهران لوكلائها المسلحين وعمليات التهريب غير القانونية التي تنفذها من أجل تمويل وتجهيز تلك الجماعات.

وقد تم ضبط فيلق القدس التابع للحرس الثوري في مناسبات عدة أثناء قيامه بتهريب الأسلحة والوقود والمخدرات إلى وكلائه في المنطقة عن طريق البر والبحر.

فقام خفر السواحل الكويتي في أيار/مايو بضبط أكثر من 200 طن من البنزين على متن سفينة إيرانية، كما ألقى القبض على 8 بحارة إيرانيين اعترفوا بشراء البنزين المهرب من الكويت لبيعه في دولة مجاورة.

وإضافة إلى تهريب البنزين، فإن إيران ووكلاءها في الشرق الأوسط متورطون إلى حد كبير في تجارة المخدرات غير القانونية، وهي أنشطة تعتمد عليها لتأمين التمويل.

وكشفت عمليات ضبط جرت مؤخرا في مختلف أنحاء المنطقة عن تورط جماعات تابعة لإيران مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن أكثر فأكثر في تلك الأنشطة.

كذلك، تعمل الميليشيات العراقية المدعومة من إيران على تهريب المخدرات أو تسهيل نقلها من إيران وسوريا إلى العراق وأحيانا إلى الكويت.

وفي هذا السياق، يستخدم تهريب الأسلحة أيضا لتمويل إيران ووكلائها ويشكل دليلا على نوايا إيران الخبيثة إزاء أمن المنطقة واستقرارها.

وبواسطة الحوثيين، حولت إيران اليمن إلى مركز لتصدير الذخيرة والأسلحة إلى جماعات إرهابية في الصومال، وذلك في ممارسات تنتهك القرارات الصادرة عن مجلس الأمن بالأمم المتحدة.